بلومبرغ
صعدت أسهم شركات إنتاج المعادن الصينية بعدما فرضت بكين قيوداً على تصدير معدني الغاليوم والجرمانيوم المستخدمين في صناعات الرقائق، والاتصالات، والدفاع.
قفزت شركة "يونان لينسانغ شيونان جرمانيوم إندستريال" (Yunnan Lincang Xinyuan Germanium Industrial) بنحو 10% وهو الحد الأقصى المسموح به للصعود لليوم الواحد في بورصة شنجن، فيما بلغت شركة "يونان تشي هونغ زنك أند جرمانيوم" (Yunnan Chihong Zinc & Germanium) أيضاً نفس العتبة في بورصة شنغهاي قبل تراجع مكاسبها.
يُنتج المعدنان غالباً باعتبارهما منتجاً ثانوياً من المصافي التي يركز عملها على الزنك والألومنيوم. تقدمت أسهم مجموعة "تشوتشو سميلتر" (Zhuzhou Smelter) إلى سقف 10% قبل أن تفقد الكثير من هذا الارتفاع؛ وصعدت شركة "يونان لوبنغ زنك آند إلكتريسيتي" (Yunnan Luoping Zinc & Electricity) بنسبة 5%.
نقص المعروض
قال لي ويكينغ، مدير التمويل في شركة "جيه إتش إنفستمنت مانجمنت" (JH Investment Management) إن الأسهم قفزت في ظل توقعات بأن قيود العرض ستعزز الزيادات الهائلة لأسعار المعادن، والتي ستتجاوز هبوط أحجام التصدير.
تعتبر قيود بكين الجديدة بمثابة تصعيد للحرب التجارية في قطاع التكنولوجيا مع الولايات المتحدة وأوروبا. ستحتاج شركات تصدير المعدنين لتقديم طلب للحصول على تراخيص من وزارة التجارة إذا أرادوا بدء أو مواصلة عمليات التصدير لخارج البلاد، وسيكون عليهم الإبلاغ عن تفاصيل المشترين الأجانب وطلباتهم.
لماذا اشتعلت حرب المعادن الأساسية في العالم؟
تستبعد هو يان، المحللة في سوق شنغهاي للمعادن، تأثير القيود بدرجة كبيرة على كبرى شركات إنتاج الجرمانيوم، لكنها قد تكون مرهقة أكثر للشركات الصغيرة. وأضافت أن التفاصيل الخاصة بطريقة تنفيذ هذه القيود لم تتضح بالكامل بعد، إذ تسعى شركات التصدير الصينية للحصول على مزيد من التفاصيل.
امتنعت شركة "يونان تشي هونغ زنك آند جرمانيوم" (Yunnan Chihong Zinc & Germanium) عن التعليق على الموضوع. ولم ترد شركتا "يونان لينسانغ شيونان جرمانيوم إندستريال" و"ألومنيوم كورب أوف تشاينا" (Aluminum Corp. of China) المنتجة للغاليوم على طلبات التعليق.
هيمنة الصين
كتب محللو شركة "جيرفيز" (Jefferies)، بمن فهم إيدسون لي، في مذكرة للعملاء أن الصين تستحوذ على 80% من إنتاج الغاليوم والجرمانيوم على مستوى العالم، فيما تعتمد الولايات المتحدة الأميركية على الواردات لتوفير أكثر من 50% من احتياجاتها من الجرمانيوم.
لا يعد المعدنان نادرين بصفة خاصة، لكن الصينيين يهيمنون على عمليات المعالجة. تُنتج اليابان وكوريا الجنوبية وروسيا وأوكرانيا الغاليوم، بينما تُنتج الولايات المتحدة الأميركية، وكندا، وبلجيكا، وروسيا الجرمانيوم، بحسب مجموعة "سي أر يو" (CRU)، وهي شركة خدمات تحليل متخصصة في بيانات قطاع المعادن.
اختتمت المحللة "هو" من سوق شنغهاي للمعادن أنه لا توجد بدائل كثيرة فورية لتوريد الجرمانيوم؛ مضيفة أن الولايات المتحدة الأميركية غنية بالاحتياطيات، لكن بناء محطات المعالجة يتطلب وقتاً طويلاً.