"وول ستريت" تحيد الاحتياطي الفيدرالي وسط معركة نهاية ربع السنة

استقبل مستثمرو "وول ستريت" الإشارات المتشددة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول استقبالاً هادئاً، وسط هبوط في عوائد سندات الخزانة.

تذبذبت أسعار الأسهم في واحد من الأيام الأخيرة القليلة من ربع سنة شهد صعوداً محموماً للأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

عملية الشد والجذب في أهم الأسهم تأثيراً في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" أملت شروطها على التداول يوم الأربعاء، إذ عوّض هبوط أسهم صناعة الرقائق الإليكترونية ارتفاع أسهم الشركات الكبرى مثل "أبل" و"مايكروسوفت".

بعد جرس الإغلاق، قفز سهم "مايكرون تكنولوجي" مدفوعاً بتوقُّعات متفائلة.

اجتازت البنوك الكبرى اختبار الإجهاد السنوي الذي يجريه الاحتياطي الفيدرالي، مما أزاح عقبة رئيسية أمام عودة مليارات الدولارات للمستثمرين.

لم تتزحزح الرهانات في أسواق عقود المقايضة على زيادة أسعار الفائدة بعد أن قلل رئيس الاحتياطي الفيدرالي من احتمالات وقوع ركود اقتصادي، وهو يشير في الوقت نفسه إلى أنَّ مسؤولي البنك المركزي قد يرفعون الفائدة في اجتماعين متتاليين إذا لزم الأمر.

باول يضع خيار زيادة الفائدة على طاولة اجتماعات "الفيدرالي" المقبلة

قال مارك هاكت، رئيس بحوث الاستثمار في شركة "نيشن وايد" (Nationwide): "ربما تزداد تقلبات سوق الأسهم حتى نهاية الأسبوع بسبب تعديل المراكز الاستثمارية في نهاية ربع السنة. يراهن المستثمرون على هبوط سلس للاقتصاد. وقد نحتاج إلى إعادة تسريع وتيرة الربحية حتى تقود المرحلة التالية من حركة السوق".

قوة ضخمة

اشترت صناديق الاستثمار أسهماً خلال الشهر الماضي لأول مرة منذ فبراير، بسبب خوفها من فقدان الفرصة الذي طغى على تأثير المخاوف الاقتصادية، وفقاً لاستراتيجيي بنك "باركليز".

كتب الاستراتيجيون، بقيادة إيمانويل كو: "مشاعر الخوف من فقدان الفرصة شهدت تحول المتشائمين المحبطين إلى التفاؤل الحذر. وجدير بالملاحظة أنَّ عمليات شراء الأسهم استمرت برغم توقُّعات سلبية تتعلق بأداء الاقتصاد والأسواق".

في غضون ذلك، قدّمت شركة "بلاك روك" (BlackRock) توصية صعودية متفائلة على الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وسط ارتفاع يضع مؤشر "ناسداك 100" على مسار تسجيل أفضل نصف عامٍ أولٍ له على الإطلاق.

كتب الاستراتيجيون بالشركة، ومن بينهم جان بويفين ووي لي وفيفيك بول: "إنَّ قوة ضخمة مثل الذكاء الاصطناعي تستطيع أن تصبح قاطرةً كبيرةً للإيرادات حتى عندما لا تكون بيئة الاقتصاد الكلي مواتية. يستطيع مستثمر طويل الأجل أن ينظر إلى ما وراء بعض الخسائر قصيرة الأجل".

ومن أخبار الشركات الأخرى؛ انخفض سهم "جنرال ميلز" (General Mills) بعد أن أعلنت شركة إنتاج المواد الغذائية أنَّ ارتفاع الأسعار لن يعوّض بعد الآن عن تباطؤ المبيعات، حيث خفّض المتسوقون الذين أنهكهم التضخم من معدلات الإنفاق.

حقق سهم "نتفلكس" مكاسب خلال الجلسة بعد أن رفعت شركة "أوبنهايمر" (Oppenheimer) سعره المستهدف.

على صعيد آخر، ارتفعت أسعار النفط بعد أن أظهر تقرير للحكومة الأميركية أنَّ مخزون الخام على مستوى البلاد انخفض بأكبر قدر في شهرين، متجاوزاً توقُّعات السوق.