بلومبرغ
عادت التقلبات إلى الغاز الطبيعي الأوروبي، مدفوعة في جانب كبير منها بموجة من المستثمرين الجدد الذين يراهنون على أن الأسعار ستنخفض.
وحتى قبل أن يؤدي تمرد في روسيا إلى ارتفاع الأسعار 8.4%، كانت الاضطرابات واضحة مع فترات انقطاع طويلة في الإنتاج بالنرويج، أكبر منتج في العالم، بسبب أعمال صيانة، والتي أنهت فترة ممتدة من الهدوء. أدت مخاوف العرض إلى اندفاع المضاربين الذين راهنوا على تراجع الغاز إلى شراء العقود المستقبلية لتغطية مراكزهم ما زاد حركة الأسعار. ارتفع الغاز بما يصل إلى 30% في 15 يونيو قبل أن ينخفض أكثر من 20% في اليوم التالي.
عدم خبرة بالسوق
قال وسطاء ومتعاملون إن بعض الصناديق، التي لا تنشط بانتظام في سوق الغاز، دخلت على الأرجح في صفقات سرعان ما تبين فشلها، وذلك بعد أن أغرتها الأرباح القياسية كالتي تحققت العام الماضي. ارتفع إجمالي المراكز القصيرة في العقود المستقبلية للغاز في المنطقة إلى أعلى مستوى لها في 15 شهراً. وبلغت رهانات مماثلة من قبل صناديق استثمار مضاربة مستويات غير مسبوقة.
قال إد مورس، الرئيس العالمي لاستراتيجية السلع الأساسية في "سيتي غروب": "اعتقد بعض الناس أنهم يستطيعون جني الكثير من المال بالنظر إلى الأسعار، ولكن كان هناك مبالغة في ما يعنيه هذا حقاً لسوق الغاز. أسواق الغاز الطبيعي أثبتت أنها فخ لكل من المتداولين ذوي الخبرة وعديمي الخبرة".
يوجد طوفان المراكز القصيرة الكثير من المخاطر، خاصة إذا اضطر المستثمرون لتغطية مراكزهم مرة أخرى في حالة حدوث المزيد من اضطرابات العرض أو موجات الحر في أوروبا وآسيا التي أدت إلى ارتفاع الطلب. وقال متعاملون اليوم الإثنين إن التمرد في روسيا لن يؤدي إلا إلى زيادة التقلبات.
أساسيات السوق لا تبرر التقلبات
ربما تضطر السوق أيضاً إلى التعامل مع التقلبات الشديدة لبضع سنوات أخرى. وحذّر بعض أكبر منتجي الغاز في العالم من أن أوروبا ستظل عرضة للتقلبات إلى أن تخفف موجة جديدة من الإمدادات، منتظرة بحلول 2026، من شح المعروض الذي خلفته التخفيضات الروسية. وهذا يعني إمكان حدوث تحركات حادة سواء للأعلى أو للأسفل.
وقال محللو "غولدمان ساكس" بقيادة سامانثا دارت الأسبوع الماضي إن "الارتفاع الأخير المدفوع بغطاء قصير المدى في أسعار الغاز الطبيعي الأوروبية أوضح مدى السرعة التي يمكن أن تتحرك بها الأسعار بسبب أحداث غير متوقعة".
لا تبرر أساسيات السوق على ما يبدو التقلبات الكبيرة في الأسعار لأن الأسواق الفعلية -حيث تُشترى وتُباع شحنات الغاز الحقيقي- تُظهر إحساساً بالهدوء. ولا تزال أوروبا لديها إمدادات جيدة رغم الانقطاعات في النرويج، وهي قادرة على تغطية الطلب الضعيف حالياً بشكل مريح. كما أن المخزونات أكبر من المعتاد.
وتعززت السيولة أيضاً، مما يحافظ عادة على استقرار الأسعار نسبياً. وزاد إجمالي الفائدة المفتوحة على العقود المستقبلية لمرفق نقل الملكية إلى مستويات مارس 2022. وارتفعت كذلك أحجام التداول.
لكن الأسعار مستمرة في التقلب، فيما يلقي بعض المستثمرين اللوم في جانب منه على المضاربين.
وقال بنديكت ويليامز، المتعامل في "أونيكس كوموديتيز" (Onyx Commodities) في لندن: "لقد كانت أموالاً سريعةً.. أكثر من كونها مدعومة بالأصول. سمع العديد من الشركات عن سنوات من الازدهار للمتعاملين في الغاز، لذا حرصت على خوض غمار السوق".