بلومبرغ
تحقق السلطات الأميركية في التعهدات التي قدمها ممثلو "أداني غروب" إلى المستثمرين الأميركيين بعد صدور تقرير اتهمها باستخدام شركات في الخارج للتلاعب سراً بأسعار أسهمها.
قال شخص مطلع على التحقيقات إن مكتب المدعي العام الأميركي في بروكلين، نيويورك، أرسل أسئلة خلال الأشهر الأخيرة إلى مستثمرين من المؤسسات التي لديها حصص كبيرة بالمجموعة الهندية العملاقة. وأوضح الشخص الذي طلب عدم نشر اسمه كون التحقيق غير معلن، أن طلبات الحصول على المعلومات ركزت على ما قالته مجموعة "أداني" لأولئك المستثمرين. وقال شخصان آخران إن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية تجري تحقيقاً مماثلاً.
لا تعني طلبات الحصول على معلومات من جانب ممثلي الادعاء العام في الولايات المتحدة بالضرورة أنه سيتم رفع دعوى جنائية أو مدنية، كون هيئات إنفاذ القانون غالباً ما تفتح تحقيقات لا تؤدي إلى اتخاذ إجراء في النهاية.
تساؤلات السلطات الأميركية تُضاف إلى التدقيق المكثف الذي تواجهه "أداني غروب"، إحدى أكبر التكتلات الاقتصادية في الهند، في أعقاب تقرير أصدرته شركة الأبحاث المالية "هيندنبرغ ريسيرش" اتهمتها فيه بالتلاعب بالأسهم والاحتيال المحاسبي خلال فترة طويلة.
المجموعة، بقيادة الملياردير غوتام أداني، تواجه بالفعل تحقيقات من جانب الجهات التنظيمية في الهند.
التحقيقات تتزامن مع استقبال مودي في البيت الأبيض
تتزامن أخبار التحقيقات مع استقبال الرئيس جو بايدن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في البيت الأبيض.
ينحدر كل من أداني ومودي من ولاية غوجارات غربي الهند، ويعكس النمو السريع لقطب المال والأعمال رحلة مودي السياسية المتفردة إلى أعلى منصب منتخب في الهند.
تراجعت جميع أسهم شركات "أداني غروب" العشرة خلال التعاملات الصباحية في مومباي يوم الجمعة، وهبطت "أداني إنتربرايزس" الرائدة 5%. وقال متحدث باسم "أداني غروب" ومقرها أحمد أباد بالهند، إنها ليست على دراية بصدور مذكرات استدعاء للمستثمرين.
أوضح المتحدث: "ما تزال الشركات المُصدرة للأوراق المالية المتنوعة لدينا واثقة من أن الإفصاحات كاملة وتامة على النحو المبين في نشرات جهات الإصدار". ونفت "أداني غروب" اتهامات شركة الأبحاث المالية "هيندنبرغ ريسيرش".
امتنع المتحدثون الرسميون باسم مكتب المدعي العام الأميركي للقطاع الشرقي من مدينة نيويورك، وهيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية عن التعليق.
مأزق تقرير "هيندنبرغ"
بدأت مشاكل "أداني غروب" في الظهور عندما أصدرت شركة "هيندنبرغ" في 24 يناير تقريراً يتهم المجموعة العملاقة باستخدام شبكة من الشركات بالخارج في الملاذات الضريبية لتضخيم أسعار الأسهم والقوائم المالية. وزعم التقرير أن المجموعة قد انتهكت قوانين الإفصاح وحيازة الأسهم.
رفضت "أداني غروب" الاتهامات وقالت في تقرير مطول لدحض المزاعم إن تقرير "هيندنبرغ" "ليس سوى تزوير محسوب في الأوراق المالية".
مع ذلك، تراجعت أسهم المجموعة بشكل حاد، لتفقد أسهم الشركات العشرة ضمن "أداني غروب" 153 مليار دولار من القيمة السوقية المجمعة والمتداولة في البورصة.
تخارج بعض المستثمرين سريعاً، وقلَّص مصرف الاستثمار العالمي "جيه بي مورغان" تعرضه لأسهم "أداني غروب" من صناديقه الممتثلة للمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة في الأسابيع التالية لنشر التقرير. بقيت شركات إدارة الأصول مثل "بلاك روك" ووحدة إدارة الأموال لدى مصرف "دويتشه بنك" محتفظة باستثماراتها لدى "أداني غروب".
في الأشهر التي أعقبت نشر التقرير، أنفقت "جي كيو جي بارتنرز" (GQG Partners) نحو 2.5 مليار دولار لشراء أسهم في خمس شركات ضمن "أداني غروب".
طمأنة المستثمرين
في محاولة لطمأنة المستثمرين، اجتمعت "أداني غروب" في مارس مع شركة "باسيفيك إنفستمنت مانجمنت" (Pacific Investment Management) و"بلاك روك" و"بلاكستون" في إطار خطة لتسويق السندات المطروحة للاكتتاب الخاص لبعض شركاتها، حسبما أفادت بلومبرغ سابقاً.
رفض المتحدثون الرسميون باسم "بيمكو" و"بلاك روك" و"بلاكستون" التعليق.
جذبت "هيندنبرغ"، ومقرها نيويورك، بقيادة نيت أندرسون، اهتمام "وول ستريت" لأول مرة في 2020 بعدما حذَّرت من شركة "نيكولا كورب" (Nikola Corp) لصناعة السيارات الكهربائية.
اتبع المدعون العامون في مانهاتن نفس المسار الذي توِّج بإدانة مؤسس "نيكولا" تريفور ميلتون بتهمة الاحتيال في عام 2022.