بلومبرغ
سيكون من الخطأ توقُّع ميزات تشبه النقود في العملات الرقمية التي يصدرها البنك المركزي، بحسب ما قالته واحدة من السلطات النقدية التي تمضي قدماً في استكشاف مثل هذا النظام.
ويقول مصرف "ريكسبانك" -البنك المركزي السويدي- الذي أجرى أبحاثاً أكثر من معظم المصارف الأخرى حول استكشاف جدوى العملة الرقمية، إنَّ المستخدمين لن يتمكَّنوا من التصرُّف بالشكل المجهول نفسه الذي يمكِّنهم فيه استخدام العملات الورقية، وفقاً لتقرير تمَّ نشره يوم الثلاثاء.
تشير هذه الملاحظة إلى مفارقة رئيسية. ومن أجل أن تكون العملة الرقمية الصادرة عن البنك المركزي مشابهة للنقد، فستحتاج إلى أن تكون مجهولة، وقابلة لاستخدام خارج الإنترنت على حدٍّ سواء.
لكنَّ الهيكلية الفنية للعملات الرقمية تتطلَّب أن يتمَّ التحقُّق منها باستخدام دفتر أستاذ عن بعد، من أجل تجنب التزوير ، وتعريض سرية الهوية للخطر.
وقال مصرف "ريكسبنك"، إنَّه سيكون من الخطأ افتراض أنَّ "الكرونا الإلكترونية" ستعمل "دون اتصال بالإنترنت، ودون الكشف عن هوية مستخدمها".
السويد تدرس جدوى العملات الرقمية
ويجري أقدم بنك مركزي في العالم دراسة تجريبية حول جدوى العملة الرقمية، وهو حالياً متقدِّم على غالبية نظرائه في العالم في وضع خارطة طريق لتحقيق ذلك.
وقد يكون لمثل هذا النظام عواقب بعيدة المدى، ومن المحتمل أن يوفِّر للمصارف المركزية الوصول إلى صندوق أدوات أكبر مع وصول مباشر إلى العرض النقدي.
وورد في التقرير الذي قام بكتابته قسم المدفوعات، وفرع الأبحاث في مصرف "ريكسبنك" أنَّ جميع العملات الرقمية الصادرة عن البنوك المركزية ستحتاج إلى "دفتر أستاذ" (Remote ledger) لمتابعة ملكيتها، بغض النظر عما إذا كانت هذه العملات مستندة إلى رمز معين، أو دفتر أستاذ موزع يعتمد على التكنولوجيا، أو على البلوك تشاين.
,يبدو أنَّ غالبية البنوك المركزية (58%) التي تستكشف ظهور العملة الرقمية تميل لاعتماد نموذج يستند إلى الرمز، وفقاً لمصرف "ريكسبنك" الذي استشهد بمسح أجراه موقع centralbanking.com في عام 2020.
وحتى الآن، فإنَّ بحثه يشير إلى العملات الرقمية المستندة إلى رموز تبدو "أفضل من ناحية تحقيق خصائص تشبه النقد" من تلك التي تستند على الحسابات.
وفي تقرير صدر في العام الماضي، قال مصرف "ريكسبنك"، إنَّ الرموز المميَّزة تعدُّ "أدوات لحاملها، وتمثِّل ملكية قيمة نقدية في حدِّ ذاتها"، في حين أنَّ العملة الرقمية التي تستند إلى الحسابات يمكن مقارنتها بالودائع، كما أنَّها تظهر توازناً نقدياً على شكل وسيط نقدي، أو البنك المركزي نفسه.