بيانات جديرة بالمتابعة في سوق السلع العالمية هذا الأسبوع

لا تزال أسعار النحاس والغاز الطبيعي الأوروبي تواجه سلسلة من الخسائر المستمرة منذ أسابيع، فيما يحاول النفط المحافظة على زخم الصعود الذي يسجله منذ أسبوعين. وفي الولايات المتحدة، تتركز أنظار المستثمرين على اجتماع الجمعية العمومية السنوية لكل من شركتي النفط العملاقتين "إكسون موبيل" و"شيفرون".

في ما يلي 5 بيانات مهمة ينبغي أخذها بالحسبان مع بداية الأسبوع في أسواق السلع الأساسية.

شركات النفط الكبرى

من المقرر أن تعقد "إكسون" اجتماع جمعيتها العمومية السنوية بعد غد الأربعاء. عانت شركة النفط العملاقة منذ سنتين من تغير نادر الحدوث بعدما تزعمت شركة الاستثمارات النشطة "إينجين نمبر 1" (Engine No. 1) - التي تملك شريحة صغيرة من أسهم "إكسون"، حملة ناجحة للفوز بمقاعد في مجلس الإدارة، ضمن حملة لتحسين أداء الشركة وتسريع وتيرة تحقيق أهداف التغير المناخي.

النفط يوسع مكاسبه بعد موافقة مبدئية لرفع سقف الدين الأميركي

منذ ذلك الوقت، صعد السهم 80% تقريباً، متفوقاً على أسهم الشركات الأخرى المدرجة على مؤشر الطاقة من "ستاندرد أند بورز 500" الذي يضم 23 شركة، ما يظهر أن الشركة ربما تكون خاضعة لضغط أقل كثيراً من المساهمين هذه المرة. كما ستعقد "شيفرون" أيضاً جمعيتها العمومية السنوية في اليوم ذاته.

الشحن

تتعرض السفن من حجم "بنماكس" (Panamax) المستخدمة في شحن الحبوب والفحم عبر أنحاء العالم، لمزيد من التأخير في ظل ارتفاع الطلب. تنتظر السفن مدة زمنية أطول في دول مثل تركيا والصين، اللتين زادتا وارداتهما من الغذاء والوقود خلال العام الجاري. صعدت مستويات التكدس في مارس الماضي إلى 20% من إجمالي أسطول السفن من حجم "بنماكس"، ما يعد المستوى الأعلى منذ أغسطس 2021، بحسب مجموعة "أرو شيب بروكينغ غروب" (Arrow Shipbroking Group).

وبينما ستتكدس سفن أكثر في طابور الانتظار، لا تزال أسعار الشحن للسلع السائبة لهذه السفن تواجه صعوبة في الارتفاع بعدما هبطت إلى أدنى مستوياتها خلال سنتين في فبراير الماضي، ما يظهر تأثير المعروض الزائد من السفن.

الغاز الطبيعي

هبطت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبي بنسبة 68% منذ بداية العام، ولا توجد مؤشرات كثيرة على أن هذا التراجع سينتهي قريباً في ظل الطلب الضعيف والمخزونات الأكبر من المعتاد والطقس المعتدل. تراجعت العقود الآجلة القياسية للأسبوع الثامن على التوالي يوم الجمعة، مسجلة سلسلة خسائر أسبوعية هي الأطول منذ 2007. ويطرح هذ الهبوط أسئلة حول إمكانية أن تقلص الشركات المنتجة الإنتاج، ومدى التأثير المحتمل لذلك على الأسعار في فصل الشتاء المقبل في نصف الكرة الشمالي.

تراجع أسعار الغاز يمنح أوروبا الراحة بعد عام من الذعر

وتُتداول حالياً العقود الآجلة لأشهر ديسمبر ويناير وفبراير دون 50 يورو لكل ميغاواط/ساعة، وفي الوقت ذاته، تُظهر أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة ضعفاً أيضاً، إذ هبطت بأكثر من 50% خلال 2023.

النفط و"أوبك+"

رغم صعودها الأخير، لا تزال أسعار النفط متراجعة بنحو 10% هذا العام، حيث يواجه المتداولون تحديات مع تعافٍ اقتصادي ضعيف في الصين بعد حقبة وباء كوفيد، ورفع أسعار فائدة بشكل حاد من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، والمخاوف إزاء سقف الدين في الولايات المتحدة. ويأتي ذلك حتى بعد صدمة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها للأسواق أوائل أبريل الماضي بتقليص مفاجئ للإنتاج، ما رفع في بداية الأمر الأسعار بسبب مخاوف من نقص المعروض. وتتجه الأنظار إلى اجتماع أعضاء تحالف "أوبك+" يومي 3 و4 يونيو المقبل في فيينا، حيث يتوقع مراقبو السوق ألا يطرأ أي تغيير على مستوى الإنتاج بعدما أوضح نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك الأسبوع الماضي أن التحالف لن يتخذ على الأغلب تدابير إضافية، بما يعتبر متداولون أنه يتناقض مع التصريحات الأخيرة لوزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، والتي أكد خلالها أنه ينبغي على المضاربين أن "يحذروا".

النحاس

سيتصدر المعدن الأحمر المشهد مع بدء فعاليات مؤتمر النحاس في العاصمة البيروفية ليما، حيث يجتمع مسؤولو القطاع والتجار والمسؤولون الحكوميون لتبادل الأفكار المرتبطة بالتعدين والاستكشاف. وفيما كانت أسعار النحاس قد بدأت العام الجاري بقوة، تراجعت العقود الآجلة في بورصة لندن للمعادن للأسبوع السادس على التوالي يوم الجمعة، متأثرة بتلاشي زخم التعافي الاقتصادي في الصين، أكبر مستهلك للمعدن، وكذلك المخاوف بشأن نمو الاقتصاد العالمي.

أسواق المعادن تواجه صيفاً قاسياً مع تراجع الطلب في الصين

يحوم سعر طن النحاس حالياً فوق 8 آلاف دولار، بعد تراجعه دون المستوى الذي تابعه المراقبون عن كثب الأسبوع الماضي، وقد اخترق الحدود الدنيا لنطاق تداوله الذي يعد مقياساً تقنياً مبنياً على المتوسطات المتحركة للأسعار. من الممكن أن يشير هذا التطور في كثير من الأحيان إلى أن زخم التراجع ربما جرى تضخيمه، في حين أن التباين المتزايد ربما يشير إلى مزيد من التقلبات في المستقبل.