تطبيق المواعدة "بامبل" يقود مؤسِّسته لنادي المليارديرات

time reading iconدقائق القراءة - 6
ويتني وولف هيرد، المديرة التنفيذية ومؤسسة تطبيق \"بامبل\" - المصدر: بلومبرغ
ويتني وولف هيرد، المديرة التنفيذية ومؤسسة تطبيق "بامبل" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

قادت شركة شركة "بامبل إنك" التي تقدِّم خدماتها للنساء، وتقودها النساء، مؤسِّستها البالغة من العمر 31 عاماً لدخول نادي المليارديرات.

وارتفعت أسهم شركة "بامبل إنك" (Bumble Inc)، تطبيق المواعدة الذي تقوم فيه النساء بالخطوة الأولى، بنسبة 67% في أوَّل أيام الطرح إلى 72 دولاراً، مما رفع قيمة حصة المديرة التنفيذية، ويتني وولف هيرد، إلى 1.5 مليار دولار.

ويُتَوِّج هذا الإدراج سلسلة من الطروحات التي تُقدِّم قصةً ملهمة وتحذيرية في الوقت نفسه لمؤسسي الشركات التكنولوجية من النساء، واستغلت وولف هيرد سوقاً غير مخدومة بالقدر الكافي، وبنت شركة بمليارات الدولارات، التي ولَّدت نوعاً ما من رحم إحدى أكثر العقبات المربكة لرائدات الأعمال، وهي التحرش الجنسي.

وأشارت وولف هيرد يوم الخميس الماضي في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ"، إلى تفرُّد "بامبل" لكونها إدارة نسائية بالكامل: "آمل ألا نكون حالة نادرة، وأن يكون هذا وضعاً طبيعياً، لأنَّ ذلك هو الأمر الصحيح، وهو أولوية لنا، وينبغي أن يكون أولوية للجميع".

ومن خلال الطرح الأولي العام لشركة "بامبل"، انضمَّت وولف هيرد إلى نادٍ خاص من المليارديرات العصاميات، وبرغم أنَّ النساء تُشكِّل حوالي نصف السكان في العالم، فإنَّ العصاميات -وأغلبهنَّ من آسيا- يشكِّلون أقل من 5% من ثروات أغنى 500 شخص في العالم، وفقاً لمؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات، ويُشكِّل المليارديرون من الرجال العصاميين حوالي ثلثي مؤشر الثروة.

الرجال يسيطرون على الثروة

ومن بين الـ559 شركة التي تحوَّلت للملكية العامة في الولايات المتحدة على مدار الإثنى عشر شهراً الماضية، اثنان فقط، بخلاف "بامبل"، أسستهما نساء، والوضع مشابهٌ في شركات "الشيك على بياض"- أداة تعزيز الثروة المفضلة حالياً في "وول ستريت"- إذ بلغ إجمالي تلك الشركات المؤسَّسة من قبل نساء أقل من 12 شركة، مما يعادل جزءاً بسيطاً من 349 شركة أُدرجت العام الماضي.

وهو ما يعني أنَّ النساء يتخلفنَّ بفارقٍ كبيرٍ فيما يُرجَّح أن يكون أسرع طفرة لخلق الثروة في التاريخ.

وكسب أغنى 500 شخص في العالم العام الماضي 1.8 تريليون دولار، ومع ذلك 91% من هذه المكاسب ذهبت للرجال، وفقاً لمؤشر "بلومبرغ".

وقالت أليسون كابن، شريك عام في شركة الاستثمار "دبليو فاند" (W Fund)، ومؤسِّسة شبكة "ويمن هو تك" (Women Who Tech): "هذا مكسب ضخم، ورأت ويتني فرصة في مشكلة لم تتمكَّن النساء من حلِّها، واستناداً إلى خبرتها حوَّلتها إلى منجم ذهب، وليس لها ولفريقها فقط، وإنما لمستثمريها كذلك".

ومن بين العقبات العديدة التي تواجهها النساء وغيرها من الفئات غير الممثَّلة بالقدر الكافي في عالم الشركات الناشئة، مثل الأشخاص الملونين، تُعدُّ المضايقات الأكثر انتشاراً، وأظهر مسح أجرته شبكة "ويمن هو تك" العام الماضي أنَّ 44% من النساء المؤسِّسات الذين خضعوا للاستطلاع أنهنَّ تعرَّضوا للمضايقات في وظيفتهنَّ مع تعرُّض أكثر من الثلث للتحرش الجنسي.

وفي الواقع، كانت المضايقات هي التي دفعت وولف هيرد لإنشاء "بامبل"، التي أسَّستها في أوستن بتكساس في 2014 بعد رحيلها من "تندر" (Tinder)، تطبيق المواعدة المنافس الذي ساعدت في تأسيسه، وكان انفصالاً متوتراً بعدما رفعت وولف هيرد دعوى تحرش جنسي ضد الشركة، وزعمت -من بين أمور أخرى- أنَّ المديرين التنفيذيين أطلقوا عليها أسماء مهينة، وحرموها من دورها كمؤسِّسة مشتركة؛ لأنَّ وجود "فتاة" في هذا المنصب "يجعل الشركة تبدو كأنَّها مزحة"، ولكن تمَّت تسوية الدعوى في وقت لاحق.

تجربة رائعة

كانت التجربة رائعة، وأرادت في البداية خلق شبكة اجتماعية للنساء فقط، يتبادلون فيها التحيات، ولكن انتهى بها الأمر بالتركيز على توفيق المواعدات بناءً على نصيحة ملياردير التكنولوجيا الروسي، أندريه أندرييف، مؤسس تطبيق المواعدة "بادو" (Badoo).

وبدعم من أندرييف، أسَّست وولف هيرد "بامبل" كخدمة "مقدَّمة من امرأة إلى امرأة"، ووصفته بأنَّه مكان يتمُّ فيه تمكين المرأة، ويتمُّ فيه السيطرة على التحرش بصرامة، وأصبح ثاني تطبيق مواعدة شعبية في الولايات المتحدة، بدعم من الشعار التسويقي الذي تضمَّن عبارات مثل: "كوني المدير التنفيذي الذي أراد والديكِ أن تتزوجيه".

واستلمت وولف هيرد منصب المدير التنفيذي من أندرييف، عندما اشترت "بلاكستون غروب إنك" حصة أغلبية في الشركة المالكة لـِ"بامبل" بقيمة تبلغ حوالي 3 مليارات دولار العام الماضي. وكجزء من الصفقة، تلقَّت وولف هيرد حوالي 125 مليون دولار نقداً، و119 مليون دولار في صورة قرض سددته بالكامل منذ ذلك الحين.

وقال أندرييف في بريد إلكتروني: "أشعر بالراحة لتسليم الراية لويتني بعد أن أثبتت أنَّها صاحبة بصيرة نافذة ومبدعة في مجال المواعدة".

عقبة رئيسية

ساعدت الشراكة مع أندرييف وولف هيرد على التغلب على عقبة رئيسية تقف أمام الشركات الناشئة بقيادة النساء والتي تركز عليهن وهي التمويل، وتذهب 3% فقط من دولارات رأس المال المغامر إلى الشركات التي تؤسسها النساء، وفقا لبيانات شركة "بيتش بوك" (Pitchbook)، وهو رقم لم يتزحزح تقريباً خلال العقد الماضي.

وتزداد الفجوة نتيجة ميل أصحاب رؤوس الأموال المغامرة لتمويل ما يعرفونه ومن هم داخل شبكتهم، رغم الدلائل على أن الشركات الناشئة بقيادة النساء تجلب عائدات أفضل من تلك التي أسسها الرجال. ووجدت دراسات أجرتها مؤسسة "كوفمان"، والمسرِّعة "ماس تشالينج" (MassChallenge)، ومجموعة بوسطن الاستشارية (BCG)، أن الشركات التي أسستها النساء ولَّدت إيرادات أعلى وكانت أكثر إنتاجية بكثير.

وقالت كابن مؤسسة "ويمن هو تك": "الأمر لا يتعلق بالإحسان وإنما جني أطنان الأموال".

ويلُوح طرحٌ أولي للجمهور آخر مهم في الأفق لشركة "أونست كو" (Honest Co)، شركة منتجات العناية بالأطفال والجمال التي أسَّستها بشكل مشترك الممثلة جيسيكا ألبا، والتي يقال إنها تستعد للإدراج.

وتشعر النساء في عالم الشركات الناشئة بالتفاؤل، وقالت كيلسي كامين، صاحبة رأس مال مغامر في أوستن: "نجاح ويتني سيدعم أكثر قضية الاستثمار في الشركات التي تخدم جمهور النساء أو الذي تؤسسه النساء.. إنه وقت مثير للحماسة للغاية".

تصنيفات

قصص قد تهمك