بلومبرغ
كان هناك شعار قديم لشركة أبل يسمى "هناك تطبيق لذلك" والاَن تم إحياؤه بصورة مختلفة، ففي بلد مثل اليابان يصعب فيها الحصول على المهندسين والمبرمجين يصبح اللجوء لشركة من أجل إنشاء تطبيق إلكتروني أفضل من القيام بذلك.
وعززت تلك الحاجة الماسة توقعات المستثمرين لشركة "يابلي" (Yappli Inc) اليابانية الناشئة والتي تعمل على تصميم تطبيقات جاهزة يمكن للعملاء إدارتها بأنفسهم دون الحاجة إلى توظيف مبرمجين.
وأسس الشركة كل من الرئيس التنفيذي الحالي ياسوبومي إيهارا والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا ماسافومي سانو وكلاهما عمل في ياهو باليابان، وذلك بعد محاولة صعبة لكليهما لإنشاء تطبيق خاص بهما، وتزامن ذلك مع ازدهار الهواتف الذكية في اليابان عقب كارثة تسونامي في 2011.
وقال إيهارا في مقابلة: "أدركنا أن هناك فجوة يجب سدها". وأضاف "كنا نعلم أن الجميع سوف يستخدم التطبيقات في المستقبل، ولكن سيكون هناك نقص في الأشخاص القادرين على صنعها".
ورغم عدم ربحية نموذج أعمال الشركة القائم على تقديم خدمات البرمجة، إلا أنه يستهدف زيادة تدفق الإيرادات بشكل متواصل.
وقد أنشأت يابلي تطبيقات باللغة اليابانية لشركات دولية بما في ذلك أندرو أرمور، إضافة إلى شركات محلية كبرى مثل تويوتا للسيارات. وعلى الرغم من أن حجم الشركة التي تقدم خدمات متكاملة لا يزال صغيراً إلا أنه يبقى هناك العديد من الشركات المحلية التي تحتاج إلى خدمات تكنولوجية.
وتقوم الشركة بتصميم وإنشاء تطبيقات يمكن الوصول إليها من خلال متاجر أبل وغوغل، ثم تقوم بتسليمها للعملاء الذين يقومون بتشغيلها من خلال نظام تقدمه يابلي لإدارة المحتوى. الأمر الذي يصعب على الشركة عمل أي تغييرات على التطبيق.
وارتفعت أسهم الشركة 6.6% في تداولات يوم الاثنين ببورصة طوكيو قبل الإعلان عن أولى نتائجها المالية منذ الإدراج.
وعلق ماسايوكي أوتاني كبير إستراتيجيي أسواق المال في شركة اليابان للأوراق المالية، قائلاً إن إقبال المستثمرين على الأسهم قبل الإعلان عن النتائج يأتي أملاً في نمو أعمال الشركة وفقاً للرؤية التي أعلنها الرئيس التنفيذي.
التحول الرقمي
ويأتي إقبال المستثمرين على أسهم يابلي في ظل استفادتها من استراتيجية التحول الرقمي التي يدعمها رئيس الوزراء يوشيهيدي سوغا والتي تدفع الشركات اليابانية التقليدية لمواكبة التطورات الحديثة وسط اتجاه الشركات لاستخدام التطبيقات داخلياً كبديل لشبكات التواصل القديمة وغيرها من المخلفات الرقمية التي اعتمدت عليها الشركات قبل ذلك.
وقال تساتسونوري كاواي محلل أسواق المال في شركة أوكابوكو للأوراق المالية في طوكيو: "الشركة تلبي احتياجات الشركات التي تسعى للتحول الرقمي، لذلك نتوقع أن تحقق نموا، ولكن حذرَ المستثمرين ينبع من حداثة إدراج الشركة في البورصة".
ومنذ تسجيلها أعلى سعر في 20 يناير، تراجعت أسهم يابلي بنحو 13%. وكتب ميو كاتو المحلل في شركة لايت ستريم للأبحاث والكاتب في سمارت كارما في مذكرة بحثية في ديسمبر أن نموذج أعمال يابلي "مناسب لاحتياجات الشركات اليابانية الصغيرة والمتوسطة" فيما انخفض معدل نمو الشركة في السنوات الخمس الماضية وأصبحت أسهمها أقل جاذبية من شركات تقديم خدمات برمجة مماثلة مثل ماني فورورد، وفري كيه كيه.
ورغم ذلك تبقى هناك حاجة ماسة في اليابان إلى معرفة كيفية تصميم التكنولوجيا في ظل المنافسة عالمياً على المبرمجين مع وادي السليكون الأمريكي والمركز التكنولوجي لمنطقة الخليج الكبرى في الصين. وفيما تركز يابلي على العملاء الذين يستهدفون السوق المحلية في اليابان يتطلع ايهارا إلى التوسع الخارجي خلال 3 -5 سنوات المقبلة.
حيث قال إيهارا "لدينا المزيد لنقوم به في السوق المحلية خلال الفترة القصيرة المقبلة لزيادة حصتنا السوقية محلياً". "ولكن استخدام التطبيقات نشاط عالمي ورؤيتنا المستقبلية تتضمن تقديم خدماتنا خارج اليابان".