بلومبرغ
ستختفي إحدى المشتقات الرئيسية لجيل من المتداولين من سوق أسعار الفائدة الأميركية اعتباراً من الأسبوع الجاري.
في جزء من تحول مخطط له منذ وقت طويل عن سعر الفائدة المعروض بين البنوك في لندن "ليبور" والذي اجتاحته الفضائح، سيتم التخلص من المشتقات المرتبطة به تدريجياً، وهو ما يعني أن العقود الآجلة وعقود الخيارات لـ"زوج اليورو دولار" ستختفي قريباً بعد أن كانت لعقود أدوات أساسية لمن يراهنون على قرارات الاحتياطي الفيدرالي.
سيكون يوم الجمعة المقبل موعد قيام الشركة المنظمة لعملية التبادل "سي إم إي غروب" (CME Group)، والتي تدرج العقود، بتحويل عقود المبادلة التي تنتهي صلاحيتها بعد يونيو إلى عقود آجلة وخيارات على سعر الفائدة المضمون لليلة واحدة (SOFR)، والذي تجاوز عقود اليورو دولار من حيث حجم التداول.
يُعد سعر الفائدة المضمون لليلة واحدة معياراً جديداً نسبياً يفضله المسؤولون بديلاً لسعر "الليبور" في أسواق التمويل بالدولار.
قال بول ميويو، الرئيس التنفيذي لـ"يلو هوك كابيتال"، والذي بدأ تداول عقود الخيارات في 1987 وقاد إدارة مبيعات في "سيتي غروب" حتى 2014: "يمثل ذلك نهاية عصر.. فالكثير من الناس بدأوا حياتهم المهنية وجنوا ثرواتهم من عقود اليورو دولار".
عقود مهيمنة
طُرحت عقود اليورو دولار للتداول للمرة الأولى في 1981 ثم أصبحت أكبر الأوراق المالية في مجموعة "سي إم إي" من حيث أحجام التداول وعدد العقود بحلول 1988، وهي عقود "ليبور" آجلة على سعر فائدة الاقتراض بين البنوك في لندن بالدولار لأجل ثلاثة أشهر، ويعود زوالها إلى بروز دلائل في 2008 على التلاعب بسعر "الليبور" من قبل البنوك التي ساهمت بالمعدلات المستخدمة في حسابه.
لذلك، اختارت لجنة من ممثلي القطاع والمنظمين سعر الفائدة المضمون لليلة واحدة ليحل محل سعر "الليبور" بالدولار الأميركي في 2017، وسينتهي الإصدار المعتاد لعقد "الليبور" لأجل ثلاثة أشهر في 30 يونيو لكن ستبقى نسخة اصطناعية متاحة حتى سبتمبر 2024.
بموجب الخطط التي كانت قيد التطوير منذ 2019، فإن عقود اليورو دولار الآجلة المؤهلة ستتحول إلى ما يكافئها من سعر التمويل المضمون لليلة واحدة بفارق ثابت عند 26.161 نقطة أساس، وهذا الرقم تم تحديده من خلال الفارق التاريخي بين ليبور -وهو سعر فائدة غير مضمون- وسعر "SOFR" القائم على القروض المضمونة والذي ينشره الاحتياطي الفيدرالي بولاية نيويورك. وسيتم تحويل عقود الخيارات بناءً على سعر التنفيذ الخاص بها.
لطالما استخدم المتداولون والمستثمرون سعر العقود الآجلة وعقود خيارات اليورو دولار -والآن ما يقابلهم من سعر الفائدة المضمون لليلة واحدة- للتعبير عن توقعاتهم للسياسة النقدية الأميركية لأن الأسعار المرجعية تتأثر بأسعار الفائدة التي يحددها البنك الفيدرالي.
رغم أن مجموعة "سي إم إي" تدرج أيضاً عقوداً آجلة على سعر الفائدة الأميركي الرسمي نفسه، فإن أحجام تداول هذه الأوراق المالية تتخلف عن العقود الآجلة لليورو دولار وسعر الفائدة المضمون لليلة واحدة بهوامش كبيرة، ما جعل سوقها أقل كفاءة.
نهاية غير متصوّرة حتى 2008
ساعدت مستويات عدم اليقين المرتفعة حول مسار السياسة النقدية للفيدرالي بعد تسع زيادات للفائدة منذ مارس 2022 على ارتفاع نشاط تداول مؤشر "SOFR" العام الجاري.
يقول "ميويو" إنه قبل 2008 لم يكن يُتصور أن ينتهي عصر اليورو دولار وحينها كانت عمليات التداول العادية تشمل 25 ألفاً إلى 50 ألف عقد. وأضاف أن أكبر عملية تداول لليورو دولار أجراها تضمنت 96 ألف عقد.
قال: "كنت سأقول "لا" بطريقة غير مهذبة (إذا قيل إن عقود اليورو دولار ستزول)".
أغلب متداولي العقود الآجلة وخيارات أسعار الفائدة قصيرة الأجل تحولوا بالفعل إلى سعر الفائدة المضمون لليلة واحدة من اليورو دولار.
تقول "سي إم إس" إن عدد العقود المرتبطة بمشتقات سعر الفائدة المضمون لليلة واحدة بلغ نحو 50 مليون عقد، في حين هبط عدد عقود اليورو دولار المؤهلة للتحويل إلى نحو 7 ملايين عقد كما في الأسبوع الماضي. جدير بالذكر أن عدد العقود بلغ ذروته عند 85 مليوناً في يونيو 2019.
تعد عقود الخيارات على اليورو دولار وسعر الفائدة المضمون لليلة واحدة هي الأوراق المالية الوحيدة المتبقية التي لا تزال "سي إم إي" تخصص لها طابق تداول في شيكاغو رغم أنها تُتداول أيضاً على منصاتها الإلكترونية.