الأسهم الأميركية تسجّل أفضل أداء قبل موسم الأرباح منذ 2009

مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" هبط قبل إعلان نتائج 4 أرباع سابقة، لكنه قفز 6% الشهر الماضي

time reading iconدقائق القراءة - 14
متداول يعمل في قاعة بورصة نيويورك أثناء التداول الصباحي، نيويورك، الولايات المتحدة. - المصدر: بلومبرغ
متداول يعمل في قاعة بورصة نيويورك أثناء التداول الصباحي، نيويورك، الولايات المتحدة. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

لم يجد المستثمرون المترقبون، لما يتوقع أن يكون موسم الأرباح الأكبر تراجعاً منذ الهبوط الناجم عن جائحة كورونا، أي صعوبة في رفع أسعار الأسهم الأميركية.

وفقاً لأحد المقاييس، فقد دفعوا الأسهم لأكبر موجة صعود قبل الإعلان عن نتائج الأعمال منذ أوائل 2009، وقفز مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" حوالي 6% في الشهر المنتهي الجمعة الماضية حتى رغم التوقعات بهبوط أرباح الربع الأول بنسبة 8%، فما السبب؟

ساعدت المراكز الدفاعية والارتياح الناجم عن الاحتواء الظاهر لأزمة البنوك في ذلك، لكن قوة السوق سلّطت الضوء أيضاً على الثقة المستمرة التي يحملها المتداولون في قدرة الشركات الأميركية على تحقيق أرباح.

لن تكون نتائج أعمال الربع الأول عظيمة، لكنها قد تهزم التوقعات الهزيلة، وقد تشكل مجرد نقطة منخفضة في الدورة.

بالنسبة لسوق تتطلع للأمام بلا هوادة، فإن سيناريو المتفائلين يتمثل في عودة نمو الأرباح في وقت لاحق من العام الجاري.

انكماش هوامش أرباح الشركات

رغم كثرة المشككين، فقد يثبت مثل هذا التفاؤل أنه نافذ البصيرة. في ظل انكماش هوامش الأرباح، واجهت الشركات صعوبة متزايدة في التفوق على التقديرات، ويشير أداء السوق مؤخراً أيضاً إلى وجود أسباب للحذر، فخلال مواسم الأرباح في الأربعة أرباع الماضية، هبط مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" في الشهر السابق لكل ربع.

قالت ليزا إريكسون، مدير الأسواق العامة في ذراع إدارة الثروات في بنك "يو إس بانكورب"، عبر الهاتف: "أكبر خطورة نواجهها حقاً في موسم الأعمال الحالي هم الأشخاص الذين يتوقعون نوع التقارير التي تحقق أرباحاً أفضل من التوقعات المنخفضة. نحن لسنا واثقين من صحة ذلك".

يتوقع محللون استطلعت "بلومبرغ إنتليجنس" آرائهم أن تتراجع أرباح شركات مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" إلى 50.62 دولار للسهم خلال ربع يناير إلى مارس، فيما سيكون أكبر تراجع في الأرباح منذ الهبوط المسجّل أثناء فترة الإغلاقات المرتبطة بالوباء عند 31%.

هل يختلف أداء السوق قبل موسم الأرباح الحالي؟

خفّض المحللون توقعاتهم مع اقتراب فترة الإعلان عن نتائج الأعمال، والمقرر أن تنطلق في وقت لاحق من الأسبوع الجاري وتستهلها أكبر بنوك وول ستريت.

خلال الأشهر الثلاثة الماضية، انخفض الدخل المتوقع للفترة بأكثر من 6%، وهو الربع الثالث على التوالي الذي يشهد تخفيضات بهذا العمق.

أما الاختلاف الآن يتمثل في أداء سوق الأسهم، فقد هبط مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" في الشهر السابق لفترتي نتائج الأعمال السابقتين، ثم ارتد للصعود بمجرد أن بدأت الشركات في الإعلان عن أرباحها، لكن هذه المرة، صعد المؤشر رغم موجة خفض التوقعات.

توقع استمرار ارتفاع الأسهم الشهر المقبل يعني تجاهل التاريخ الحديث للأداء. العام الماضي، عندما ارتفعت الأسهم قبل الموسم، كانت تميل للانخفاض بمجرد الإعلان عن النتائج المالية، والعكس صحيح.

تآكَلَ الهامش الذي تتفوق به الشركات على التقديرات. بالنسبة للربع الرابع من عام 2022، جاء إجمالي الدخل أعلى 0.3% فقط من التقديرات، وهي أصغر مفاجأة إيجابية منذ أوائل عام 2020.

هل وصلنا نقطة القاع لهبوط الأرباح؟

استناداً على توقعات المحللين، يُرجح أن يسجل الربع الأول نقطة القاع لدورة هبوط الأرباح الحالية، أيضاً يتوقع أن ينتهي الانكماش الذي بدأ في نهاية 2022، في النصف الثاني من العام الجاري وأن يعود النمو للأرقام المزدوجة في 2024.

تبعد محاولة قياس ما ترجحه السوق كل البعد عن كونها علمٌ دقيق، لكن إحدى طرق تفسير مقدار مكاسب الشركات التي يتوقعها المتداولون حقاً، هي تطبيق مضاعف تاريخي على المؤشر، ثم رؤية ما ستجلبه نتائج الأعمال.

من خلال قسمة السعر الحالي لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500" البالغ 4100 نقطة على مضاعف الربحية التاريخي البالغ 17.5 مرة، يمكن قول إن السوق تتوقع أرباحاً لـعام 2023 عند حوالي 235 دولاراً للسهم، وذلك أعلى بمقدار 7% عن الأرباح البالغة 219 دولاراً، والتي يتوقعها المحللون الآن.

بالنسبة لفنيو كريشنا، مدير استراتيجية الأسهم الأميركية في "باركليز"، فإن التوقعات مرتفعة للغاية، ويستهدف 200 دولار. كتب في مذكرة: "أعيدت ترقية التقييمات على أمل اقترابنا من نهاية دورة مراجعات الأرباح، لكن ما يزال هناك طريقاً لنقطعه قبل الانتهاء من الدورة، ما يجعل هذا الانتعاش سابق لآوانه".

تصنيفات

قصص قد تهمك