بلومبرغ
يوشك موسم الإعلان عن نتائج الأعمال القاتم أن يكشف عن انفصال صعود أسهم شركات التكنولوجيا الأميركية، البالغ 20% خلال العام الجاري حتى الآن، عن الواقع. وفقاً لأحدث استطلاع رأي لـ"إم إل آي في بلس".
في حين تدفق المستثمرون على أسهم قطاع التكنولوجيا أثناء اهتزاز السوق في ظل اضطرابات القطاع المصرفي الأخيرة، يصطدم تناوب الصعود بين القطاعات بتوقعات محللين بحدوث أكبر تراجع للأرباح الفصلية لقطاع التقنية منذ 2006 على الأقل. قال 60% تقريباً من أصل 367 مشاركاً في استطلاع رأي لـ"بلومبرغ" أن ارتفاع الأسهم غير مرتبط بتوقعات الأرباح.
من جهة ثانية، رجح 41% من المشاركين بالاستطلاع أن تكشف نتائج الأعمال عن تضرر أرباح المصارف الكبرى جراء الاضطرابات التي مرّ بها القطاع.
تفوّق مبالغ فيه
أوضح وي لي، كبير محللي الاستثمار العالمي في شركة "بلاك روك"، أثناء مقابلة في لندن: "تفوّق أداء قطاع التكنولوجيا مبالغ فيه، ونحن لا نلاحق ذلك بطريقة عشوائية، كما أن الارتفاع جاء بدافع من توقعات بأن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خفض أسعار الفائدة بعدما أصبح الركود جلياً، وليس جراء أساسيات الشركة بالضرورة".
حفزت تداعيات انهيار مصرف "سيليكون فالي بنك" ذيوع سرديات مختلطة حول اتجاه السياسة النقدية والأسواق. في حين تتفاقم مخاوف الركود الاقتصادي، فإنها تعزز أيضاً التفاؤل بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سيكون مضطراً لوقف حملة تشديد سياسته النقدية، حتى بوقت يصارع فيه البنك المركزي التضخم العنيد.
تراجع تقديرات أرباح شركات التكنولوجيا رغم خفض التكاليف
يعد موسم الإعلان عن نتائج الأعمل بمثابة المحفز الكبير المقبل للمستثمرين الذين يركزون بشدة على البيانات الاقتصادية ودلالات السوق. قال 60% من المشاركين في استطلاع الرأي إن صدور تقارير الأرباح سيهبط بمؤشر "ستاندرد أند بورز 500"، بينما تكشف بيانات جمعتها "بلومبرغ إنتليجنس" أن المحللين يتوقعون هبوطاً بأرباح شركات المؤشر نسبته 8% خلال الربع الأول.
نوه لي من "بلاك روك" قائلاً: "ما يزال هناك مجال لتأثير تداعيات التضخم وصعود التكاليف على هوامش الربح على نطاق واسع، وسيحدث ذلك أثناء موسم الأرباح الحالي".
أهمية نتائج أعمال شركات التكنولوجيا
من المرجح أن تكون نتائج أعمال شركات التقنية مهمة للسوق إجمالاً، إذ أن صعود مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" البالغ 7% بالربع الأول كان غالباً بقيادة حفنة من الشركات العملاقة بالقطاع. يقدر محللون تراجع أرباح شركات التكنولوجيا الأميركية 15% خلال الشهور الثلاثة المنتهية في مارس الماضي في ظل تضررها من زيادة التكاليف وتراجع الطلب.
لا تبشر المؤشرات المبكرة بالخير، إذ تدل عمليات تسريح الموظفين الواسعة بالقطاع على تراجعه. كما هبطت أسهم شركة "تسلا"، التي تُتداول على أنها من أسهم النمو أو التقنية، الشهر الحالي بعد أن أحبطت الزيادة المحدودة لتسليمات سيارات الشركة في الربع الأخير المستثمرين.
نشرت 5 شركات بمؤشر "ستاندرد أند بورز 500" دليلاً استرشادياً لنتائج الربع الأول خلال الأسابيع الأخيرة، وكانت هناك 3 توقعات سلبية للشركات مقابل كل توقع إيجابي، بحسب إنيكا غوبتا مديرة شركة "ويزدام تري يو كيه" (Wisdomtree UK).
قطاع التكنولوجيا يقود انخفاض الأسهم الأميركية وهبوط السندات
تبدو أسهم شركات التكنولوجيا أيضاً مغالى في ثمنها، حيث يُتداول مؤشر "ناسداك 100" عند 24 ضعف أرباحه المستقبلية، ما يفوق كثيراً متوسطه طويل الأجل البالغ 19 ضعفاً، مقابل 18 ضعفاً لمؤشر "ستاندرد أند بورز"، بحسب بيانات جمعتها بلومبرغ.
يتوقع أكثر من ربع المشاركين في استطلاع رأي بلومبرغ أن تُعطّل تقارير الأرباح صعود أسهم التكنولوجيا. ورجح 14% فقط استمرار موجة الارتفاع.
اضطرابات مصرفية
عندما اكتسبت أسهم التكنولوجيا رواجاً، فقدت المصارف جاذبيتها. سينصب التركيز الأساسي للمستثمرين بموسم نتائج الأعمال على أي تأثير ناتج عن انهيار بعض المصارف الأميركية الإقليمية مؤخراً.
يتوقع نحو 41% من المشاركين في استطلاع رأي "إم إل آي في بلس" أن تلحق الاضطرابات الضرر بربحية المصارف الكبرى، في حين استبعد 31% منهم وجود تداعيات.
ستعطي النتائج المالية لمصرفي "جيه بي مورغان تشيس أند كوم" و"سيتي غروب" المنتظرة يوم 14 أبريل الجاري مؤشرات أولية. كشفت بيانات جمعتها "بلومبرغ إنتليجنس" أن المحللين ما زالوا يتوقعون ارتفاع أرباح المؤسسات المالية الأميركية 4.2% خلال الربع الأول.
مورغان ستانلي: صعود أسهم التكنولوجيا الأميركية مبالغ فيه
قال رون سابا، كبير مديري المحافظ في "هيرزون إنفستمنتس" (Horizon Investments): "مع الأخذ بالاعتبار ما نعلمه حالياً، وكون أن المشكلات المصرفية الأخيرة نتجت على إثر صعوبات في توفير السيولة، وليست ناتجة عن أزمات متعلقة بالائتمان، لا نتوقع حدوث تداعيات أوسع نطاقاً تؤثر على المصارف الكبرى".
يُعدّ الاستمرار في تشديد الظروف المالية العامل السلبي الأكبر خلال موسم الأرباح الحالي، بحسب ثلث المشاركين باستطلاع رأي "إم إل آي في بلس". يليه تباطؤ النمو الاقتصادي والتضخم المرتفع.
ضغوط التكاليف
بينما تبين بعض البيانات الأخيرة تراجعاً في حدة ضغوط الأسعار، حذّر خبراء استراتيجيون بالسوق- من بينهم مايكل ويلسون من "مورغان ستانلي"- من أن توقعات هوامش الأرباح ما زالت عالية للغاية.
عموماً، يتوقع 56% تقريباً من المشاركين في استطلاع الرأي أن يتفوق أداء سندات الخزانة الأميركية على الأسهم الشهر المقبل.
قال غريغ باسوك، الرئيس التنفيذي لشركة "أيه إكس إس إنفستمنتس" (AXS Investments): "موسم الأرباح المقبل قد يضغط على السوق إذ أن الأسعار المرتفعة، والركود المحتمل بطريقة متنامية، وصعوبة الحصول على تمويل رأسمالي في ظل كارثة القطاع المصرفي، ستؤثر سلباً بطريقة كبيرة على السوق".
شارك في استطلاع الرأي الأخير 65% من المستثمرين المحترفين و35% من المستثمرين الأفراد.
"إم إل آي في بلس" هو استطلاع رأي أسبوعي لقراء "بلومبرغ بروفشنال" والموقع الإلكتروني، أجراه فريق المتابعة الحيّة للسوق التابع لـ"بلومبرغ"، والذي يدير أيضاً مدونة "إم إل آي في" على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع على المحطة.