بلومبرغ
سيواصل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي رفع أسعار الفائدة رغم رهان المضاربين على العكس من ذلك إذ تتسبب مخاوف وقوع أزمة مصرفية في اضطرابات بالأسواق، بحسب شركة "بلاك روك".
تمنح أكبر شركة لإدارة الثروات حول العالم الأفضلية للاستثمار في السندات المربوطة بالتضخم - وهي أوراق مالية محمية من صعود الأسعار - وذلك على أساس وجهة نظر قائلة بأن الأسواق مخطئة في توقعاتها بأن هناك عمليات تخفيض وشيكة لأسعار الفائدة الأميركية مع اقتراب الاقتصاد من الوقوع في ركود. كتب خبراء استراتيجيون بمعهد "بلاك روك إنفستمنت إنستيتيوت" بمن فيهم وي لي بمذكرة للعملاء أن هذه المرة مختلفة إذ أوضح بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ونظراؤه أن المشكلات التي تهز أرجاء القطاع المصرفي لن توقف كفاحهم ضد التضخم.
أضاف الاستراتيجيون: "لا نتوقع عمليات تقليص لأسعار الفائدة العام الجاري، حيث إن هذا هو النهج التقليدي المتبع عندما تسارع البنوك المركزية لكبح التضخم مع إنقاذ الاقتصاد من وقوع ركود، ونتوقع مرحلة جديدة تتميز بوضوح أكبر لكبح التضخم مستقبلياً وتشهد زيادات بوتيرة أقل ولكن لن تكون هناك تخفيضات لأسعار الفائدة".
تباين التوقعات
تتناقض وجهة نظر "بلاك روك" مع تلك الخاصة بشركتي "تي دي سيكيوريتيز" و"دابل لاين كابيتال" اللتين تؤكدان على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على خطأ فيما يتعلق بوجود حاجة لمواصلة زيادة أسعار الفائدة في ظل تنامي مخاطر حدوث ركود اقتصادي، ويستوجب انهيار مصارف أميركية عديدة ومصرف "كريدي سويس غروب" الشهر الجاري إعادة النظر عالمياً في التوقعات إزاء السياسة النقدية، حيث أسفر عن أكبر تقلبات تشهدها عائدات سندات الخزانة الأميركية منذ ما يفوق العقد.
قفزت عائدات سندات الخزانة في الولايات المتحدة لاستحقاق عامين - التي تعد من بين أكثر الأوراق المالية حساسية للسياسة النقدية - يوم الاثنين من أدنى المستويات تقريباً خلال السنة الحالية، بينما يتراجع الخوف من انتشار العدوى وسط القطاع المصرفي. في حين عاد المستثمرون إلى الأخذ باحتمال زيادة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ربع نقطة في اجتماعه القادم، فإنهم يراهنون أيضاً على أن الأسواق لم تتجاوز كلياً مرحلة الخطر، وقد يتم تخفيف السياسة النقدية بمقدار 75 نقطة أساس تقريباً مع حلول نهاية السنة الجارية.
هبطت عائدات سندات الخزانة استحقاق عامين بمقدار 9 نقاط أساس مسجلة 3.91% في آسيا اليوم الثلاثاء.
تضفي البيانات الاقتصادية الأخيرة مصداقية على رأي "بلاك روك" القائل بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ربما "يستهين بمدى صمود التضخم عند العجز في سوق العمل". صعدت أسعار المستهلكين الأساسية في الولايات المتحدة خلال فبراير الماضي، بينما برهنت بحوث أجراها بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك على أن التضخم يبدو أنه على استعداد للاستمرار مدة أطول مما كان متوقعاً في السابق.
قال محللون استراتيجيون لدى "بلاك روك": "نعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يمكنه فقط القيام بعمليات خفض أسعار الفائدة التي تراهن عليها الأسواق في حال باتت هناك أزمة ائتمانية متجذرة أشد خطورة وأسفرت عن حدوث ركود أكثر حدة مما نتوقع". كتبوا أن الشركة تحتفظ بمركز استثماري مخفض في أسهم الأسواق المتقدمة ما يجسد وجهات النظر إزاء السوق.