بلومبرغ
لم تخسر "مؤسسة البترول الكويتية" أي حصة لها في السوق الآسيوية، في ظل المنافسة التي تفرضها الإمدادات الروسية من الخام الرخيص نسبياً، وفق ما أكده نواف الصباح، الرئيس التنفيذي للمؤسسة.
تأكيد الصباح هذا الذي أدلى به اليوم الثلاثاء في مؤتمر "سيراويك" (CERAWeek) المنعقد في مدينة هيوستن بولاية تكساس الأميركية، جاء بعد يوم على تصريحه لتلفزيون بلومبرغ بأن الطلب الصيني على النفط ينمو بقوة، مع إطلاق العنان لـ"لطلب المكبوت" والمتراكم خلال فترة جائحة كورونا.
وخلال مشاركته في المؤتمر الذي تنظمه "ستاندرد أند بورز غلوبال" (S&P Global)، وصف الصباح انتعاش الصين بأنه "مستدام".
تُعتبر الكويت، العضو في منظمة "أوبك"، من بين أكبر 10 دول في العالم من حيث الاحتياطيات النفطية غير المستغلة، ويُتوقع أن تواصل ضخّ النفط في الأسواق العالمية لمدة 85 عاماً أخرى على الأقل.
التحوّل من النفط إلى الغاز
إحدى جلسات النقاش خلال اليوم الثاني من المؤتمر، تناولت توجّه شركات النفط نحو الغاز الطبيعي، حيث قال عدد من المسؤولين في كيانات مملوكة لحكومات، إن شركات النفط الوطنية في كل من الكويت والصين ونيجيريا، تركز بشكل متزايد على إنتاج الغاز الطبيعي بدلاً من النفط، حيث باتت تفضّل الغاز باعتباره وقوداً أنظف وأقل تلويثاً من النفط، في إطار التحوّل إلى الطاقة النظيفة.
في هذا السياق، قال بالا وونتي، كبير مسؤولي استثمارات المنبع في شركة "إن إن بي سي" (NNPC Ltd)، إن مزيج إنتاج الطاقة في نيجيريا حالياً هو عبارة عن 70% من النفط و30% من الغاز، إلا أن البلاد تسعى إلى تغيير أرقام هذه المعادلة.
وفيما قال بدر العطار، العضو المنتدب في "مؤسسة البترول الكويتية" إن الكويت تتطلع أيضاً لزيادة إنتاجها من الغاز، قال تشن وانغ، خبير الطاقة لدى الطاقة لدى "المؤسسة الوطنية الصينية للبترول"، إن الصين تخطط بدورها لضخ المزيد من الاستثمارات في إنتاج الغاز الطبيعي في المنبع.
وقال المسؤولون الثلاثة إنهم يعتقدون بأن استخدام احتجاز الكربون وعزله، أمر أساسي في موازاة زيادة الإنتاج.
الصادرات الأميركية بديلة عن الإمدادات الروسية
إلى ذلك، أشار عدد من المشاركين في إحدى جلسات المؤتمر إلى أن المشترين الدوليين يرغبون في أن تحلّ صادرات الطاقة الأميركية محل الإمدادات الروسية.
قال شون ستروبريدج، الرئيس التنفيذي لميناء كوربوس كريستي في مدينة تكساس الأميركية المطلة على خليج المكسيك، إن الميناء صدّر ما يقارب 70 مليون برميل من النفط في شهر ديسمبر وحده.
أما فريد فورثوبر، رئيس الشركة الفرعية التابعة لـ"أوكسيدنتال بتروليوم كورب" (Occidental) والتي تشرف على خطوط الأنابيب وتسويق النفط الخام والغاز الطبيعي في "أوكسيدنتال"، إن المشترين الدوليين يسعون بشكل متزايد للحصول على درجات الخام الأميركي مثل "خام غرب تكساس الوسيط" و"خام غرب تكساس الخفيف"، كبدائل لنفط الأورال الروسي.
أشار المشاركون في الجلسة إلى أن زخم صادرات النفط الخام من ساحل الخليج الأميركي سيظل قوياً على الأرجح، في وقت يتجاوز فيه نمو حجم الإنتاج الطاقة الاستيعابية للبنية التحتية القائمة. وفي هذا الصدد، قال كوري برولوغو، مدير منطقة أميركا الشمالية في شركة "ترافيغورا" العملاقة لتجارة النفط والسلع، إن صادرات سوائل الغاز الطبيعي، مثل البروبان والإيثان، قد تواجه قيوداً لوجستية على مدى السنوات الخمس المقبلة، إلا أنه يمكن تخفيف هذه القيود عن طريق تحويل بعض المنشآت المخصصة للخام، واستخدامها بدلاً عن ذلك في نقل سوائل الغاز الطبيعي.
توقعات نمو إنتاج النفط الأميركي
وكانت شركة "أوكسيدنتال: قد توقعت أن ينمو إنتاج النفط الأميركي بمقدار 500 ألف برميل يومياً خلال العام الجاري، أي أقل بنسبة 20% تقريباً من التوقعات الرسمية الأميركية، إذ تتوقع إدارة معلومات الطاقة أن تصل زيادة الإنتاج إلى 600 ألف برميل يومياً خلال 2023.
وقال فورثوبر إن نحو 80% إلى 90% من هذه الزيادة في الإنتاج، ستأتي من حوض بيرميان المترامي الأطراف في غرب تكساس ونيو مكسيكو.
بين "إكسون".. و"الأيديولوجيين"
في موضوع آخر، انتقد دارين وودز، الرئيس التنفيذي لعملاقة النفط الأميركية "إكسون موبيل"، ضريبة الأرباح المفاجئة في أوروبا على منتجي النفط والغاز. وقال إن مثل هذه الضريبة تحدّ من الاستثمار وتقوّض جهود التحوّل إلى الطاقة النظيفة.
وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض الضريبة الجديدة على شركات النفط في العام الماضي، بعدما تسبّب الغزو الروسي لأوكرانيا في ارتفاع أسعار الوقود، ما أدى إلى الضغط على المستهلكين الذين يعانون بالفعل من ارتفاع معدلات التضخم.
قال وودز إن الضريبة ستقضي على سنوات من الأرباح الناجمة عن استثمارات الأخيرة في مجال التكرير، كما أنها تعني أن على "إكسون" أن تخطّط لسحب إنفاقها المستقبلي في القارة الأوروبية وتوجيهه بدلاً عن ذلك إلى الولايات المتحدة. كما انتقد وودز من أسماهم "الأيديولوجيين" الذين ينادون بالتخلّص من النفط والغاز بهدف إثارة الجدل حول المناخ.
قال الرئيس التنفيذي لـ"إكسون"، إن مثل هذه السياسات خلقت عواقب غير مقصودة، مثل حرق البلدان للمزيد من الفحم كثيف الانبعاثات، لتلبية احتياجات المستهلكين من الطاقة عندما تقلّصت الإمدادات بعد اندلاع حرب أوكرانيا.