بلومبرغ
تراجعت أسعار السلع الأساسية من خام الحديد إلى النحاس، بعدما حدّدت الصين هدفاً حذراً للنمو الاقتصادي عند 5% للعام الجاري، ولم تعلن عن أي حافز رئيسي جديد.
كان الهدف الذي تم الكشف عنه في المؤتمر الشعبي الوطني أقل مما كان يتوقعه معظم الاقتصاديين، وقد يعكس الرغبة في استعادة المصداقية بعدما أخطأت بكين هدف العام الماضي بهامش واسع. وسبَّب عدم وجود تدابير تركز على قطاعات مثل العقارات والبنية التحتية، خيبة أمل لأسواق المعادن.
لا تشير أي من الوثائق الرسمية التي أُصدرت حتى الآن في المؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني، إلى أن السلطات حريصة على التحفيز الهائل الذي كان متوقعاً لتصحيح الاقتصاد مثلما حدث في الأزمة المالية العالمية أو في بداية جائحة كورونا.
كان هدف مبيعات السندات الحكومية المحلية متواضعاً أيضاً، علماً أنه يُنظر إلى هذه السندات على أنها العمود الفقري للاستثمار في البنية التحتية الذي يدفع الجزء الأكبر من الطلب على المواد الخام.
قال جيانغ هانغ، رئيس التداول في شركة "يونغانغ ريسورسيز" (Yonggang Resources)، إن "المجلس الوطني لنواب الشعب أرسل رسالة مفادها أن الحكومة تهدف فقط إلى دعم الاقتصاد واستقراره، بدلاً من إصدار تحفيز هائل"، وهو ما خيّب طموح المشترين الذين "راهنوا بشدة" على معادن مثل النحاس.
انخفض خام الحديد بنسبة 2.9% إلى 121.70 دولار للطن حتى الساعة 10:14 صباحاً بتوقيت سنغافورة. وقد يرجع الانخفاض في مكونات صناعة الصلب جزئياً أيضاً إلى بيان صادر عن اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح يوم الجمعة قالت فيه إن ارتفاعات الأسعار في السوق كانت "سريعة للغاية".
تراجعت كذلك أسهم الشركات المرتبطة بأعمال مناجم الحديد الخام، حيث انخفضت أسهم شركة "بي إتش بي غروب" (BHP Group) بنسبة 1.1% في سيدني، وخسرت أسهم "ريو تينتو" (Rio Tinto) ما يصل إلى 2.2%.
تفاؤل بالطلب في النصف الأول
قال فيفيك دار المحلل في "بنك الكومنولث الأسترالي" في مذكرة، إنه "من المرجح أن دفعة الطلب على السلع الأساسية في الصين المرتبطة بالبنية التحتية قد تتراجع هذا العام"، ومن غير المرجح أن تستخدم إصدارات الديون لدعم الاقتصاد. ومع ذلك، من المحتمل أن يظل استهلاك المواد الخام قوياً في النصف الأول بسبب الطلب المكبوت بعد إعادة الافتتاح في نهاية العام الماضي.
انخفض النحاس بنسبة 0.7% إلى 8917.50 دولار للطن في بورصة لندن للمعادن، وخسر الزنك 1.5% وتراجع معدن الألمنيوم بنسبة 0.3%. وانخفض سعر نفط برنت 0.6%، وكذلك تراجع الذهب 0.3%.
كانت هناك بعض الأخبار الجيدة من المؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني للأسواق الزراعية، حيث أعلنت بكين أنها ستدفع لزيادة الطاقة الإنتاجية للحبوب بمقدار 50 مليون طن سنوياً كجزء من مساعيها لتعزيز الأمن الغذائي. ومع ذلك، لم يتم تحديد جدول زمني محدد لهذا الهدف.
قالت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في تقرير إن محاصيل الحبوب في الصين بلغت 686.55 مليون طن في عام 2022، واستقرت عند أكثر من 650 مليون طن منذ عام 2015، وفقاً لوسائل إعلام حكومية.
ارتفعت أسعار الصويا بنسبة 0.4% في بورصة داليان للسلع، بينما انخفضت أسعار الذرة بنسبة 0.1%.