بلومبرغ
تحوّل سهم شركة تعليم صينية متضررة إلى استثمار مفضل لصناديق التحوط، إذ صعد بنسبة 380% منذ بلوغه أدنى مستوياته في مارس الماضي.
ربما يحقق سهم شركة "نيو أورينتال إديوكيشن أند تكنولوجي غروب" مكاسب إضافية بنسبة 50% على مدى الـ12 شهراً المقبلة، بحسب نشرة إخبارية لشهر يناير تصدرها شركة "فينغ فاند مانجمنت" (FengHe Fund Management) ومقرها بسنغافورة، والتي تُعد واحدة من صناديق تحوط عديدة اشترت أسهماً في شركة خدمات التعليم المدرجة في الولايات المتحدة.
أصبحت صناديق التحوط حالياً واحدة من أكبر فئات المستثمرين في "نيو أورينتال"، إذ أن 36% تقريباً من شهادات الإيداع الأميركية الخاصة بالشركة المطروحة للجمهور سيطر عليها هؤلاء المستثمرون في ديسمبر الماضي، وذلك ارتفاعاً من نسبة تقل عن 5.6% في أكتوبر 2021، بحسب بيانات جمعتها "بلومبرغ".
وجذبت التقييمات السعرية الرخيصة، في بداية الأمر، صناديق التحوط التي راهنت على قدرة الشركة، التي يقع مقرها في بكين، على الفوز بحصة سوقية وقوة تسعيرية عقب تراجع المنافسين الأصغر حجماً.
حاملو الأسهم
كشفت البيانات أن شركة "باوبوست غروب" (Baupost Group) التابعة لسيث كلارمان اشترت أيضاً أسهم الشركة في العام الماضي، لتلحق بـ"فينغ" كأكبر حاملي أسهم "نيو أورينتال" بنهاية العام.
فقدت "نيو أورينتال" 96% تقريباً من قيمتها، وسط خسائر هائلة لحقت بأسهم شركات تكنولوجيا التعليم المتداولة في البورصة، بعدما وضعت بكين قيوداً على مقدمي خدمات الدروس الخصوصية.
احتفظت "باوبوست" بحصة من الأسهم قيمتها 242 مليون دولار مع نهاية العام الماضي، ما جعلها ثالث أكبر مالك لشهادات الإيداع الأميركية، بحسب بيانات جمعتها "بلومبرغ".
احتلت "فينغ" المركز الرابع بحصة بلغت 228 مليون دولار. وكتب مات هو، كبير مسؤولي الاستثمار، في النشرة الإخبارية الخاصة بشهر يناير الماضي، أن السهم جاء في المرتبة الأولى كأعلى استثمار لصندوق التحوط خلال الأشهر الأخيرة.
عندما حقق الصندوق مكاسب بنسبة 7.4% الشهر الماضي بعد خصم المصروفات، عزز هذا الاستثمار بمفرده قيمة صندوق التحوط بنسبة 1.7%. وقال هو: "نثق بمواصلة الحفاظ على الحصة المتبقية بين المراكز الشرائية الخمسة الأولى الخاصة بنا".
امتنعت متحدثة باسم "باوبوست" عن التعليق على الموضوع، ولم يستجب هو لرسائل بالبريد الإلكتروني تطلب التعليق على الأمر.
الإجراءات الصارمة السابقة
منع الحظر المفروض في 2021 على مقدمي خدمات الدروس الخصوصية بعد المدرسة من تحصيل الأرباح عبر إعطاء دروس مرتبطة بمناهج التعليم الإلزامية في الصين بداية من مرحلة رياض الأطفال ووصولاً للصف التاسع.
في أحد المؤشرات على مدى تراجع الإقبال على القطاع، جذبت شركة تعليم غير معروفة في بكين 8 فقط من الحاضرين لاجتماع المساهمين الذي عقد نهاية 2021، وهو أمر لم يكن من الممكن "تصور حدوثه" قبل سنة واحدة فقط، بحسب منشور على وسائل التواصل الاجتماعي في يوليو الماضي لمدير صندوق التحوط "غولدن بين أسيت مانجمنت" (Golden Pine Asset Management) الذي يركز على الصين الكبرى.
منذ ذلك الوقت، تزايدت الحصة. وكشفت "باوبوست" عن 8 ملايين من شهادات الإيداع الأميركية في وقت مبكر من الربع الثاني من 2022، لتتراجع تدريجياً 28% تقريباً بنهاية العام الماضي. وبناء على متوسط أسعار إغلاق التداول خلال تلك الفترات، قد تكون الشركة حققت مكاسب بما يفوق 150 مليون دولار أميركي فعلية ودفترية. واشترت "فينغ" 6.2 مليون من شركات الإيداع الأميركية خلال الربع الثالث من العام الماضي، بحسب ملفات إيداع تنظيمية.
شرع صندوق "ترياتا تشاينا إكويتني ماستر فاند" (Triata China Equity Master Fund)، بقيادة شون هو، في رهانه على صعود "نيو أورينتال" في النصف الثاني من 2021، وأضاف أسهماً أكثر في مارس الماضي، بحسب نشرة إخبارية في ديسمبر الماضي.
عقب هذه الطفرة، لا يزال تداول شهادات الإيداع الأميركية لـ"نيو أورينتال" عند خُمس مستوى ذروته تقريباً الذي حققه فبراير 2021. وعلى الرغم من أن المكاسب السهلة من تداول أسهم بأقل من قيمتها النقدية ربما تلاشت حالياً، إلا أن بعض المستثمرين مستعدون للرهان على استمرار الصعود.
جبهات عمل جديدة
يؤكد هو أن ما تقدمه "نيو أورينتال" من خدمة التجهيز لاختبارات وتدريس اللغة الإنجليزية وأعمال نشر الكتب وتدريب الشركات لم يتأثر، رغم الإصلاح التنظيمي الذي قوّض 50% تقريباً من إيراداتها. أضاف أن إدارة الشركة سددت كافة الالتزامات مستحقة الوفاء، وأطلقت خدمة بث مباشر للتجارة الإلكترونية، ونقلت تركيز قطاع التعليم إلى مواد المناهج غير المدرسية والصفوف المدرسية من العاشر إلى الثاني عشر.
وتوفر الشركة حالياً مجموعة من جلسات تعليمية لمجموعات الهوايات، بداية من الموسيقى وصولاً إلى دروس تعليم لعبة الشطرنج وفنون الخط والرقص. وتابع أنها كانت تتمتع أيضاً بقدرة على فرض رسوم أعلى مقارنة بالمنافسين.
دوّن هو في النشرة الإخبارية، أن السوق لا تمنح فرص شركات خدمات المناهج غير المدرسية على الأجل الطويل، التقدير المستحق. ورفض أن يفصح عمّا إذا كان صندوق "ترياتا" لا بزال يحتفظ بالسهم أم لا.
ذكر هو أن أرباح "نيو أورينتال" يمكنها أن تنمو بما يفوق 20% سنوياً، وهي مسألة يندر حدوثها في الصين في الوقت الحالي.
من بين القوى المحركة حصة ملكية الشركة في "كوليرن تكنولوجي هولدينغ" (Koolearn Technology Holding) وهي شركة مدرجة في هونغ كونغ، تعمل كمزود خدمات تعليم خارج المناهج المدرسية عبر الإنترنت، والتي تدير أيضاً عملية تجارة إلكترونية عبر خدمة البث المباشر.
لم تستجب "نيو أورينتال" لطلب للتعليق على الموضوع عبر رسالة بالبريد الإلكتروني.
كتب هو أن "فنيغ" قلّصت حصتها إلى النصف خلال الأشهر الأخيرة، لكبح بناء المراكز الشرائية بالمقارنة مع إجمالي استثمارات الصندوق مع تصاعد الأسعار. وأضاف أنه رغم ذلك، في حال طرح "نيو أورينتال" للاكتتاب العام في الوقت الراهن "سأبقى مستعداً للشراء، استناداً للإمكانات الصعودية المقدرة".