آسيا الناشئة ترفع احتياطياتها النقدية بعد استنزافٍ كبير في 2022

الأسواق الناشئة الآسيوية أكثر استعداداً لدعم عملاتها في وجه أي صعود محتمل للعملة الخضراء

time reading iconدقائق القراءة - 12
المقر الرئيسي لشركة \"جيه إس دبليو\" بمومباي في الهند  - المصدر: بلومبرغ
المقر الرئيسي لشركة "جيه إس دبليو" بمومباي في الهند - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تتصدر الهند حملة بين البنوك المركزية في أسواق آسيا الناشئة لإعادة بناء احتياطياتها النقدية الأجنبية لمساعدتها على الدفاع عن عملاتها في حال عاود الدولار الأميركي الارتفاع.

نتيجة تدفقات الدولار الأميركي الداخلة، استعادت الهند وكوريا الجنوبية وتايوان ودول بجنوب شرق آسيا 132 مليار دولار أميركي تقريباً منذ نوفمبر الماضي، أي أكثر من نصف ما فقدت السنة الماضية، كذلك عزز تراجع العملة الخضراء من قيم محافظها الاستثمارية، بحسب تقديرات بلومبرغ القائمة على بيانات أسواق صرف العملات الأجنبية. تخلفت الروبية الهندية عن أقرانها بالأسواق الناشئة، ويعود ذلك جزئياً إلى أن بنك الاحتياطي الهندي كان الأكثر تقدماً في إعادة بناء الاحتياطيات النقدية الأجنبية.

تراجع الاحتياطيات النقدية العام الماضي

هبطت احتياطيات هذه الدول من العملات الأجنبية بمقدار 243 مليار دولار أميركي في أول 10 شهور من 2022 إذ سعت للدفاع عن عملاتها المتراجعة أمام الدولار الأميركي. قد تساعد عملية إعادة بناء الاحتياطيات الأسواق الناشئة الآسيوية على الصمود في وجه أي صعود محتمل للعملة الخضراء، إذ بدأ بعض المضاربين في ترجيح ذروة أعلى لأسعار الفائدة بالولايات المتحدة، ما يضر بالطلب على الأصول الخطرة.

كتب استراتيجيو "نومورا هودلينغز"، بمن فيهم كريغ تشان، في مذكرة للعملاء بتاريخ 9 فبراير الجاري: "إذا واصل المستثمرون إعادة تخصيص الأصول في الأسواق الناشئة الآسيوية، وبالنظر إلى القدر الهائل لتدفقات المحافظ الخارجة وتخفيض المراكز الاستثمارية خلال أغلب العام الماضي، فإننا نعتقد أن البنوك المركزية الآسيوية باستثناء اليابان ستكدس بقوة الاحتياطيات خلال الشهور المقبلة".

يتوقع مصرف "غولدمان ساكس غروب" أن يتخلف أداء الروبية الهندية، ويعزى ذلك جزئياً لإجراءات بنك الاحتياطي الهندي، بينما تنصح "نومورا" العملاء ببيع الروبية الهندية على المكشوف مقابل الروبية الإندونيسية.

تحول بنك "دويتشه" استراتيجياً للتوصية بـ"الاحتفاظ" أو "تقليص" أغلب توصياته السابقة ببناء مراكز شرائية في العملات الآسيوية، وذلك بدلاً من توصية سابقة بـ"زيادة" هذه المراكز، لكن تظل نظرته المستقبلية إيجابية لأداء العملات الآسيوية على المدى المتوسط.

تعزيز الأرصدة

بعد استنزاف 100 مليار دولار أميركي لدعم الروبية العام الماضي، استغل بنك الاحتياطي الهندي كافة الفرص المتاحة لتعزيز مخزونه من الدولارات، رافعاً الاحتياطيات بمقدار 50 مليار دولار أميركي تقريباً في الأشهر الثلاثة الماضية. أضافت كوريا الجنوبية 26 مليار دولار أميركي بنفس المدة عقب فقدان 49 مليار دولار أميركي في وقت سابق، وعوضت إندونيسيا 9 مليارات دولار من 15 مليار دولار استخدمتها، بحسب تقديرات بلومبرغ.

لم ترفع كافة البنوك المركزية الاحتياطيات بنفس القوة، اختار بنك إندونيسيا المركزي الوقوف موقف المتفرج خلال يناير الماضي، رغم التدفقات الكبيرة الداخلة في المحافظ الاستثمارية، قارن ذلك مع الهند التي اشترت ما يقدر بـ10.1 مليار دولار صافية تقريباً من سوق الصرف الأجنبي الفورية، بينما اشترت كوريا الجنوبية 4.2 مليار دولار خلال الشهر نفسه، أيضاً اشترت تايلندا 5.3 مليار دولار من أسواقها الفورية والآجلة، بحسب تقديرات "نومورا".

البات والبيزو يقودان المكاسب

تقدمت غالبية العملات الآسيوية الناشئة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وفي مقدمتها البات التايلندي والبيزو الفلبيني، إذ صعد الأول 5% تقريباً مع تراجع الدولار الأميركي إثر رهانات على تحول سياسية الاحتياطي الفيدرالي الأميركي المتعلقة بأسعار الفائدة. أضعفت البيانات الصادرة مؤخراً تلك التوقعات مع تأكيد مسؤولي البنك المركزي على الحاجة لزيادات أخرى في أسعار الفائدة للمساعدة على كبح التضخم عقب تجاوز البيانات الأميركية، الصادرة الثلاثاء، تقديرات خبراء الاقتصاد مجدداً.

اشترى المستثمرون الأجانب أصولاً بقيمة 8.6 مليار دولار بأسواق آسيا الناشئة ليس من بينها الصين خلال الشهر الماضي، بحسب تقديرات مصرف "أستراليا أند نيوزيلاندا بانكينغ غروب" (Australia & New Zealand Banking Group).

استمرار التدفقات الداخلة

كتب خون غوه، رئيس قسم البحوث الآسيوية بالمصرف، في مذكرة للعملاء، أن البنك يتوقع استمرار التدفقات الداخلة للمنطقة، رغم أن المخاطر التي تهدد وجهة النظر هذه تنطوي على عدم هبوط معدلات التضخم في الولايات المتحدة كما هو متوقع والتأخر المحتمل بالمفاوضات حول سقف الدين الأميركي.

أوضحت ماليكا ساشديفا، رئيسة وحدة استراتيجية آسيا للاقتصاد الكلي بـ"دويتشه بنك": "نعتقد أننا بلغنا بالفعل عتبة مكاسب أسعار صرف العملات الأجنبية التي تحتاج لتدخل البنوك المركزية.. ومن المقبول توقع بدء تدخل البنوك المركزية الآسيوية، وثبت أن دورات تدخل البنوك المركزية الآسيوية تنزع لإبطاء تحركات أسعار الصرف بصورة كبيرة، لكنها لا تفلح في عكس الاتجاه".

تصنيفات

قصص قد تهمك