بلومبرغ
فقدت الأنشطة الاقتصادية الليلية في بريطانيا 700 ألف وظيفة في السنوات الست الماضية وسط تحذير النوادي الليلية والحانات من أنَّها قد تغلق أبوابها بسبب الارتفاع الكبير في فواتير الطاقة والضغوط المعيشية التي يعاني منها روّادها.
كشف مكتب الإحصاءات الوطنية عن تراجع التوظيف في الأنشطة الثقافية والترفيهية والقطاعات التي تدعم هذه الصناعة، بمقدار العُشر تقريباً منذ أن بلغ ذروته في عام 2018.
تشير الأرقام إلى حجم التحدي الذي يواجه الشركات التي تتركّز معظم أعمالها ونشاطاتها في الليل. عانى عدد كبير من هذه الشركات قبل تفشي الوباء من ارتفاع أسعار الإيجارات وزيادة المنافسة على أوقات فراغ المستهلكين، وها هي تعاني اليوم من الارتفاع الكبير في أسعار الطاقة بعدما أثرت عمليات الإغلاق في البلاد بشكل ملحوظ على استدامة إمكاناتها المالية.
مخاوف الركود تحوم حول الاقتصاد البريطاني من جديد
أدى ارتفاع معدل التضخم إلى زيادة أجور العمال، واستنزاف القدرة الشرائية للمستهلكين، مما وجّه ضربة أخرى للصناعة التي ما تزال هشة بعد عمليات الإغلاق التي فُرضت للسيطرة على فيروس كورونا.
تراجع عدد الموظفين في الأنشطة الثقافية والترفيهية الليلية، بما يشمل الحانات والفنادق والرياضة والمطاعم، بنحو 90 ألفاً من ذروته في 2019، ليبلغ 1.42 مليون موظف في 2022. كما عانت القطاعات التي تدعم هذه الصناعة من خسائر كبيرة في الوظائف، إذ أُلحق العمال بهذه القطاعات منذ انحسار الوباء، لكنَّ مستويات التوظيف لم تبلغ بعد الذروة التي كانت عليها قبل تفشي كورونا.
انخفض العدد الإجمالي للعاملين في الصناعات الليلية، بما في ذلك أي شخص يقوم عادةً بعمله في الليل، من ذروة بلغت 9.5 مليون في عام 2016 إلى 8.8 مليون في العام الماضي.
تقدّر جمعية صناعات النوادي الليلية أنَّ ثلث النوادي أُغلق منذ تفشي كوفيد، محذرةً من أنَّها تتأثر بشدة أيضاً بضغوط التكاليف المتزايدة.
من جهته قال مايكل كيل، الرئيس التنفيذي للجمعية، الأسبوع الماضي، إنَّ أعضاء الجمعية "معرّضون لخطر أكبر في ظل الأزمة الحالية"، ويواجهون "بيئة تجارية صعبة".