بلومبرغ
تعزز الصين وارداتها من مجموعة أوسع من النفط الخام الروسي، بما فيها درجة "أركو" (Arco) الأقل شيوعاً.
بحسب شركة "فورتكسا"، اقتنص المشترون ثلاث شحنات درجات الخام من القطب الشمالي، بينها خام "أركو" الكثيف مرتفع الكبريت، تسليم الشهر الجاري أو فبراير، وتظهر البيانات أن أول تدفقات متجهة للصين كانت في نوفمبر، ويقول التجار إن المشتريات قد تحل محل نفط الشرق الأوسط خاصة خام البصرة العراقي الثقيل.
قالت "كيبلر"، شركة بيانات وتحليلات أخرى، إن أحدث جولة من مشتريات الصين تضمنت الدرجة الأخف المعروفة باسم "نوفي بورت" (Novy Port)، وكذلك خام "فاراندي".
وجهات بديلة عن أوروبا
فيكتور كوتانا، كبير محللي النفط الخام المقيم في فيينا لدى "كيبلر" قال: "بالتأكيد تحدث إعادة توجيه لدرجات خام القطب الشمالي.. كانت درجات القطب الشمالي الروسية بين التدفقات المتجهة لأوروبا والتي تعين عليها إيجاد وجهة جديدة لها منذ 5 ديسمبر، وفي كل الحالات، انقسمت الشحنات مناصفة تقريباً بين وجهتين هما الهند أو الصين".
علاقات بكين الطيبة مع موسكو عززت دورها كمستورد رئيسي للخام الروسي منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا تماماً في الوقت الذي ابتعد فيه الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة عن الشراء، وتأتي المشتريات الاستثنائية من نفط القطب الشمالي بعد أن وصلت تدفقات الخام اليومية للصين لثاني أعلى مستوى على الإطلاق الشهر الماضي، وفق "كيبلر".
كذلك، اتجهت المصافي المستقلة لاستخدام حصصها الاستيرادية منذ أواخر العام الماضي مع تحوّل الدولة عن سياسة صفر كوفيد، وهو ما ساعد الطلب على الأغلب.
يشير البائعون إلى مستويات خصم تصل إلى 10 دولارات للبرميل على الأقل بين سعر خام برنت المتداول في بورصة "إنتركونتيننتال إكستشينج" تسليم مارس وبين خام "أركو" على أساس التسليم، ويقول المتداولون إن سعره معقول مقارنة بأنواع الخام المماثلة. ناهزت أسعار خام برنت في أحدث تداولات 80 دولاراً للبرميل.
حصص استيراد كبيرة
يُضخ خام "أركو" من حقل برايرازلموني (Prirazlomnoye) في القطب الشمالي وهو بين ثلاث درجات تُشحن من مورمانسك بجانب "فاراندي" و"نوفي بورت"، وأظهرت بيانات تتبع السفن من "بلومبرغ" أن ست سفن حملت شحنات من مورمانسك الشهر الماضي كانت متجهة إلى الهند، والتي تُعد مشترية كبيرة أخرى للنفط الروسي في ظل الحرب في أوكرانيا، وأصبح خام "فاراندي" شائعاً لدى المستخدمين الهنود.
الأسبوع الجاري، أصدرت الصين حصص استيراد الخام للمصافي والتجار تقارب 112 مليون طن في أحدث تخصيص لها العام الحالي، ويمكن للحصص الكبيرة، وكذلك امتياز تصدير الوقود السخي المعلن عنه في وقت سابق، زيادة مشتريات الدولة من النفط الخام بالإضافة إلى رفع معدلات تشغيل المصافي في الأشهر المقبلة.