بلومبرغ
مع انتهاء أسوأ عام للأسهم الأميركية منذ أكثر من عقد، تنفس المستثمرون الصعداء، لكنّهم مع ذلك، يتطلعون بريبة إلى تقييمات الأسهم المرتفعة وإلى تراجع أرباح الشركات، باعتبار أنهما العاملان اللذان قد يعيقان أي انتعاش سريع لأسهم شركات التكنولوجيا الكبرى.
على الرغم من انخفاض مكررات الربحية من أعلى مستوياتها خلال جائحة كورونا، إلا أن أسعار العديد من أسهم الشركات الكبرى في السوق، لا تزال تبدو مرتفعة. وفي الوقت ذاته، تبدو توقعات الأرباح ضعيفة، فيما يتجه الاقتصاد نحو الركود مع رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة لمكافحة التضخم.
ارتفع مؤشر "ناسداك 100" المثقل بشركات التكنولوجيا، بنسبة 2% في بداية تعاملات اليوم الإثنين.
أساسيات غير مستقرة
هناك أيضاً مخاطر أخرى أمام الشركات الرئيسية في السوق، مثل اضطراب إمدادات أجهزة "أيفون" التي تواجهها شركة "أبل"، أو ضعف الإعلانات عبر الإنترنت بالنسبة إلى شركتي "ألفابت" و"ميتا بلاتفورمز"؛ فيما قد يعكس التباطؤ في الإنفاق التجاري اتجاهات أكثر ضعفاً للحوسبة السحابية التي تُعتبر قطاعاً رئيسياً لدى "أمازون دوت كوم"، وهي المخاطر التي حذّر بنك "يو بي إس" (UBS Group) من أنها قد تؤدي إلى خفض تقييم أسهم "مايكروسوفت".
هذه الخلفية الضعيفة، مصحوبة بأساسيات غير مستقرة، تشير إلى أن أرباح الشركات -والتي هي المحرك الرئيسي لأسعار الأسهم- قد تكون مخيبة للآمال. خلال الأسبوع الماضي، أظهرت نتائج شركة "سامسونغ إلكترونيكس" الرائدة في مجال التكنولوجيا، انخفاض الأرباح بأكبر قدر لها منذ أكثر من عقد.
اقرأ أيضاً: "مايكروسوفت" تستحوذ على 4% من أسهم مجموعة بورصة لندن
قال نيكولاس كولاس، الشريك المؤسس في "داتاترك ريسيرش" للأبحاث (DataTrek Research)، عن شركات التكنولوجيا الكبرى: "أساسيات هذه الشركات لا تتحسن، بل إن هوامش الربحية لديها تتراجع.. لكي تنتعش أسهم النمو، علينا أن نرى تحسناً في الأساسيات وتقديرات الأرباح. ليس لدينا أي شيء من هذا القبيل، ولذلك من الصعب أن نقول إنها سترتفع".
انخفض مؤشر "ناسداك 100" الذي تغلب عليه أسهم قطاع التكنولوجيا بنسبة 33% خلال العام الماضي، مسجلاً بذلك أكبر انخفاض سنوي له منذ عام 2008. ومنذ بداية العام الجاري، ارتفع المؤسر بنحو 3%.
اختبار رئيسي قادم
الأسابيع المقبلة ستمثل اختباراً رئيسياً للمؤشر ولأسهم شركات التكنولوجيا، حيث ستصدر الشركات نتائجها المالية للربع الأخير من 2022.. هناك شعور بالقلق لدى المستثمرين، من أن التقارير والتوقعات قد تؤكد كيف تؤثر الظروف الاقتصادية السائدة على الطلب، وهو عامل ساهم في تسريح العمال على نطاق واسع في شركات مثل "أمازون" و"ميتا" و"سيلز فورس" (Salesforce Inc).
اقرأ المزيد: "أمازون" تصعد وتيرة تخفيض العمالة وتسرح أكثر من 18 ألف موظف
تتوقع "وول ستريت" أن تنخفض أرباح قطاع التكنولوجيا بنسبة 2.2% هذا العام، مقارنة بارتفاع نسبته 2% لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، وفقاً لبيانات "بلومبرغ إنتليجنس". خلال الأشهر الماضية، انحسر، وبشكل كبير، ذاك الإجماع الذي كان سائداً في نهاية سبتمبر، حيث كان من المتوقع أن ترتفع أرباح شركات التكنولوجيا بنسبة 4.7% في عام 2023. هناك توقعات بأن يخفّض العديد من المحللين تقديراتهم بأكثر من ذلك. إذا حصل هذا الأمر، ستبدو الأسهم أغلى سعراً، حيث سينخفض تقييمها من حيث مكرر الربحية، وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من ضغوط البيع.
لا تزال أسهم شركات التكنولوجيا على مؤشر "ستاندرد أند بورز" تُتداول عند مكرر 20.1 ضعف الأرباح المقدرة، أي أعلى من متوسط 10 أعوام البالغ 18.9، فيما يبلغ مضاعف مؤشر "ستاندر أند بورز" بشكل عام، 17 مرة. لا تزال أسهم "أبل" أعلى من متوسطها طويل الأجل، فيما تُتداول أسهم "مايكروسوفت" عند مستويات أقل بقليل من متوسطها طويل الأجل. تمثل أسهم الشركتين نحو 11% من الوزن الإجمالي للأسهم المدرجة على مؤشر "ستاندرد أند بورز"، ومن بين أكبر أربع شركات ضخمة، وحدها أسهم "ألفابت" التي يتم تداولها بسعر منخفض مقارنة مع السوق ككل.
قال باتريك بيرتون، مدير محفظة في "وينسلو كابيتال مانجمنت" (Winslow Capital Management)، إن السوق لم تقم بعد بتسعير الأسهم بناء على تراجع الأرباح، وهو أمر يثق بأنه سيحدث هذا العام.
الأخبار السيئة ستعني البيع
قال بيرتون: "في ظل هذه الظروف، سيكون المستثمرون أقل تسامحاً مع مسائل عدم الربحية، وتباطؤ النمو، وضعف الأرباح أو تقديرات الشركات لأرباحها.. لقد نجحت شركات التكنولوجيا الكبرى لفترة طويلة، لكن إذا كان هناك سهم مملوك من شريحة واسعة ويشهد نمواً متباطئاً، فهذا يعني أن لديك مشكلة. فالتقييمات من هذا القبيل، تعني أن أي أخبار سيئة ستُقابل بعمليات بيع".
تحسنت الأمور بالنسبة إلى المستثمرين في أسهم "ميتا بلاتفورمز" بعد هبوط السهم بنسبة 64% العام الماضي. فقد أدى هذا الهبوط إلى انخفاض مكرر ربحية السهم إلى 12 مرة من 28 قبل بضع سنوات، ما جعله أحد أرخص الأسهم على مؤشر "ناسداك 100". وقد ساعدت إجراءات خفض التكاليف القاسية التي اتخذتها الشركة، بما في ذلك تسريح 11000 موظف، على ارتفاع سعر السهم بنسبة 46% من أدنى مستوى سجله في نوفمبر.
أبرز أخبار شركات التكنولوجيا
صدّرت شركة "أبل" أكثر من 2.5 مليون هاتف "أيفون" من الهند خلال الفترة من أبريل إلى ديسمبر، أي ما يقرب من ضعف إجمالي الرقم المسجّل في السنة المالية السابقة، وهو ما يؤكّد عزم شركة التكنولوجيا الأميركية العملاقة على التحوّل بعيداً عن الصين.
اقرأ أيضاً: عام على بلوغ ذروة مؤشر "ناسداك 100".. الآن نعلم أنها كانت فقاعة
باع صندوق كاثي وود الرئيسي، المزيد من أسهم "إنفيديا" (Nvidia Corp)، مواصلاً بذلك تقليص حصته في شركة صناعة الرقائق الإلكترونية.
قفزت أسهم شركات التكنولوجيا الصينية بفضل تحسّن آفاق القطاع بشكل أكبر، وذلك بعد تصريحات من الجهات التنظيمية في الصين عن انتهاء حملة القمع الصارمة المستمرة ضد القطاع منذ سنوات.
احتشد مالكو سيارات "تسلا" في صالات عرض الشركة في الصين خلال عطلة نهاية الأسبوع، احتجاجاً على عدم استفادتهم من جولة تخفيضات الأسعار الجديدة التي تقدمها الشركة، في الوقت الذي تحاول فيه زيادة مبيعاتها في أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم.
جمعت شركة تزويد حلول التكنولوجيا الزراعية في الهند، "كوربين تكنولوجي سوليوشنز" (Cropin Technology Solutions Pvt)، 1.13 مليار روبية (14 مليون دولار) من مستثمرين، بمن فيهم شركة "غوغل" التابعة لـ"ألفابت"، في تحدٍّ لبيئة التمويل المضطربة على مستوى العالم.
تخطط "وي دكتور" (WeDoctor) المدعومة من "تينسنت" (Tencent)، لتقديم طلب طرح عام أولي بحلول نهاية أبريل، فيما يُعدّ أحدث علامة على زيادة نشاط رأس المال من شركات الإنترنت في الصين في ظل تخفيف المنظمين سياستهم.