بلومبرغ
تقترب الأسهم الصينية من استعادة السيطرة على ثلث وزن مؤشر الأسواق الناشئة الرئيسي، عقب تفوق هائل في الأداء نتج عن تخفيف قيود احتواء مرض كوفيد الصارمة والتحول لتطبيق سياسات داعمة للنمو.
تُشكل الأسهم المتداولة ببورصتي البر الرئيسي وهونغ كونغ حالياً 32.2% من مؤشر "إم إس سي آي" للأسواق الناشئة، مرتفعة من 26.8% التي حققتها بأكتوبر الماضي. وقفز مؤشر "إم إس سي آي تشاينا" 46% منذ تلك الفترة بالمقارنة مع ارتفاع 16% في المقياس الخاص بالأسواق الناشئة.
النمو الاقتصادي
تحرك الرئيس الصيني شي جين بينغ لحسم كل الأمور المؤثرة على آفاق النمو في الصين. وتخلص من قيود احتواء مرض كوفيد، وفرض مجموعة هائلة من الإجراءات التي تهدف لتدعيم قطاع العقارات، وحقق تقدماً فيما يتعلق بتسوية نزاع التدقيق المحاسبي مع الولايات المتحدة وخفف من حملة الإجراءات التنظيمية الصارمة التي استهدفت المؤسسات الخاصة.
يؤكد تفوق الأداء الصيني جاذبية البلاد المتنامية مع تمتعها بتنوع في محافظ الاستثمار العالمية في ظل تفاقم مخاوف تعرض الأسواق المتقدمة لركود اقتصادي. ومن المنتظر أن ينمو اقتصاد البلاد 4.5% السنة الجارية بالمقارنة مع نمو محدود بالولايات المتحدة، وانكماش اقتصادي محتمل لمنطقة اليورو، بحسب بيانات جمعتها "بلومبرغ".
قال غاري دوغان، الرئيس التنفيذي لشركة "غلوبال سي أي أو أوفيس" (Global CIO Office)، إنَّ تعافي الصين آخذ بالتبلور "في نفس وقت شعور المستثمرين حول العالم بالقلق تجاه توقُّعات أداء الأسواق المتقدمة، وتقدّم ديناميكياتها الإيجابية الخاصة بها، التي لا تعول على اقتصاد عالمي مزدهر، ميزة التنويع في مقابل مخاطر السوق المتقدمة".
سوق جذابة
ستكون جاذبية الصين المتنامية أيضاً بمثابة اختبار لقرار مستثمرين اختاروا التخلي عن ركيزة الأسواق الناشئة السنة الماضية والتحول لأسواق أخرى من بينها الهند في ظل عمليات بيع لا تهدأ. هبط مؤشر "إم إس سي آي تشاينا" لأدنى مستوى له خلال 11 سنة بأكتوبر الماضي في أعقاب صدور قرار من "شي" بتعيين شخصيات موالية له بوظائف مهمة.
يعزز التراجع النسبي بمستوى أداء الاقتصاد الصيني علاوة على تقييماتها السعرية الأقل من المتوسط أيضاً من احتمالات تفوق الأسهم الآسيوية والناشئة على أقرانها حول العالم خلال 2023. ويحتاج مؤشر "إم إس سي آي " لآسيا والمحيط الهادئ لدخول السوق الصاعدة تحقيق مكاسب بنحو 2%.
أضاف "دوغان" أنَّ نظرة مديري المحافظ العالمية للصين تبدو كأنَّها عادت لسيرتها الأولى، حيث تحولت من كونها تمثل "سوقاً مالية مفضلة، إلى سوق غير قابلة للاستثمار، لتعود سوقاً توصف على أقل تقدير بأنَّها جذابة".
توقعات "مورغان ستانلي"
بحسب خبراء استراتيجيين في بنك"مورغان ستانلي"؛ ستستقبل سوق الأسهم الصينية توزيعات للاستثمار، وستتفوق على نظرائها حول العالم العام الجاري، ويقولون إنَّ ثقة المستثمرين تحسّنت عقب إعادة فتح الاقتصاد بصورة أسرع من المنتظر، وهناك إشارات أكثر وضوحاً صادرة عن صنّاع السياسة تدل على أنَّ الاقتصاد يشكّل أولوية.
كتب الخبراء الاستراتيجيون، بمن فيهم لورا وانغ وجوناثان غارنر، رسالة للعملاء الخميس مفادها: "أنَّ توافر علامات تدل على بلوغ الاقتصاد الكلي القاع خلال وقت سابق في أعقاب حقبة كوفيد، وأنَّ تبني سياسة تحفيزية محددة الأهداف، وعملية تدعيم إضافية لسعر صرف العملة، علاوة على تحقيق الاستقرار بالأجل القريب بعد حالة من عدم اليقين الجيوسياسي؛ هي أمور يجب أن تضمن وصول توزيعات استثمار أكبر مخصصة للصين".
كان فريق خبراء المؤسسة المصرفية الأميركية قد توقَّع على نحو صحيح تراجعات شديدة بالأسواق الناشئة والصين السنة الماضية قبيل التحول لزيادة حجم الاستثمار بالأخيرة مع أوائل ديسمبر الماضي.