مشاهد من انعكاسات التضخم الحاد على نمط الحياة في تركيا

time reading iconدقائق القراءة - 7
أوزغور أيباس - المصدر: بلومبرغ
أوزغور أيباس - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

الأسواق التي تعرضت للتخريب والوفيات الناجمة عن شرب الخمر محلي الصنع وأصحاب العقارات والمستأجرين الذين يخوضون اشتباكات بالأيدي في تركيا، كلها دليل على إنه كان يتوجب على الأتراك غالبا أن يأخذوا زمام الأمور بأيديهم لمواجهة عام أليم من التضخم الحاد، فالتجاوزات التي وقعت لا تصف المشاهد كاملة.

خلال أزمة ناجمة بشكل كبير عن خيارات السياسة الاقتصادية، اكتسبت مجموعة من الشخصيات البعيدة عن دائرة التأثير، الشهرة على النطاق المحلي من خلال تقديم حلول سريعة أو التعبير عن مشاعر غضب مكتومة في نفوس الأفراد.

أدى نمو الأسعار بأسرع وتيرة منذ بداية القرن إلى إحداث فوضى في مجال الأعمال التجارية وأسفر عن وجود مشاهد مثيرة للحزن، إذ ترك النقص في المعروض، الأتراك غير قادرين على الحصول على الأدوية في الصيدليات.

في حين أن أسعار الفائدة المنخفضة واستراتيجية النمو في كل القطاعات بغض النظر عن التكاليف قد عملت على نمو اقتصاد تركيا، الدولة العضو بمجموعة العشرين، فإن مواجهة تضخم الغذاء الذي تجاوز 100% تعني في كثير من الأحيان التحول إلى أمثال أوزغور أيباس، وهو واحد من أربعة شخصيات كانت بعيدة عن ساحة التأثير، لتخطف الأضواء.

رجل الخمور

يحظى أيباس بمتابعة 100 ألف شخص عبر منصتي "تويتر" و"أنستغرام" لسبب بسيط هو معاينة سريعة لارتفاع أسعار المشروبات الكحولية والسجائر.

قال أيباس: "لم أدرك بعد أنني أصبحت مشهوراً .. لكن بدأ الناس في الاقتراب مني لالتقاط صور سيلفي. يطلب طلاب الجامعة مساعدتي للحصول على منح دراسية ".

عندما يتسلم مالك متجر الخمور قائمة أسعار جديدة من الموزعين، يقوم بتحميلها على وسائل التواصل الاجتماعي، مصحوبة عموماً بـتعليق مفاده أن المستقبل يحمل مزيداً من المتاعب. لم يكن الأمر خالياً من الخطر لأنه تعرض مؤخراً لدفع غرامة كبيرة لنشر إحدى قوائم الأسعار على مواقع التواصل الاجتماعي.

كان على الشاب البالغ من العمر 46 عاماً، والذي يعتبر نفسه ممارساً للعصيان المدني، أن يكون أكثر إبداعاً لتجنب الذراع الطويلة للقانون. في الأول من ديسمبر، على سبيل المثال، أعلن عن ارتفاع بنسبة 12% في أسعار "المشروبات الروحية".

الأسواق التركية تختتم عاماً حافلاً وتترقب انتخابات حاسمة

رجل سيارة الأجرة

لا يستطيع سكان إسطنبول العثور على سيارة أجرة عندما تمطر السماء. في أيام أخرى، يرفض سائقو سيارات الأجرة اصطحابهم لقضاء حوائجهم.

خلال 2022، على وجه الخصوص، انتشرت القصص عن سائقي سيارات الأجرة الذين يجدون ضالتهم في الأجانب والتخلي عن السكان المحليين.

يقول رئيس غرفة أصحاب سيارات الأجرة في إسطنبول إن 18 ألف سيارة أجرة قليلة للغاية بالنسبة لمدينة يبلغ عدد سكانها نحو 16 مليون نسمة. لكنه يقول إن هذه ليست القضية الحقيقية، بعدما تركت أزمة التضخم سيارات الأجرة على حافة الهاوية.

قال: "ندفع أغلى سعر للوقود في العالم لكننا نحصل على أرخص الأسعار… العمدة لا يستطيع التعامل مع وسائل النقل العام. نظرا لأن سيارات الأجرة رخيصة، يريد الجميع استخدام سيارات الأجرة ".

قال أيوب أكسو البالغ من العمر 47 عاماً ويعمل في المجال منذ عام 1990، إنه يجب رفع الأسعار بنسبة 50% على الأقل، ولكن "حتى الزيادة بنسبة 100% لن تعوض سوى خسائرنا السابقة".

أحد مصادر الأذى تتمثل في انتشار الدراجات البخارية الكهربائية، والتي يقول إنها "مخالفة للقانون، تماماً مثل أوبر".

المعارضة التركية تتعهد بجذب 100 مليار دولار استثمارات إذا فازت بالانتخابات

رجل البقالة

عندما ظهر غالب آيكاك أمام الجمهور في 30 نوفمبر كونه رئيس جمعية بائعي الأغذية بالتجزئة، لم يتوقع أحد أن يوجه ذاك الخطاب الناري ضد الحكومة.

كانت متاجر البقالة التي ازدهرت في عهد رجب طيب أردوغان، أصبحت الآن هدفاً عاماً مناسباً للرئيس في تمرير المسؤولية عن ارتفاع الأسعار.

قال آيكاك أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في "بي أي إم بيرليسيك ماغازالار" ( BIM Birlesik Magazalari AS)، إن إلقاء اللوم على متاجر البقالة في ارتفاع التضخم أمر "غير أخلاقي" و"وقح".

في إشارة إلى الفجوة بين أسعار المنتج والمستهلك، قال إن متاجر البيع بالتجزئة المنظمة تتعرض للهجوم وفق "عملية مدبرة".

بعد أيام قليلة، طلبت سلسلة بقالة منافسة استقالة آيكاك من منصب رئيس الجمعية، متهمة إياه بالإدلاء ببيان سياسي، وسرعان ما امتثل واستقال.

الاستقالة لم تكن كافية لكبح جماح الغضب. واجه المخضرم في مجال البقالة تهديدات من جانب سياسيين موالين للحكومة ورئيس منظمة متنفذة، في حين جرى تداول لقطات تظهر هجوماً شديداً على أحد متاجر " بي أي إم" عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ذهب مسؤول كبير من حزب الحركة القومية إلى حد القول إنه يجب إغلاق المتاجر بشكل دائم إذا ظلت متمسكة بالبيع بموجب "أسعار باهظة".

التضخم في تركيا يتجاوز 85% في أكتوبر ..فهل وصل للذروة؟

رجل الخبز

كونهم من بين أكبر مستهلكي الخبز في العالم، ينظر العديد من الأتراك إلى تكلفة الرغيف على أنها مقياس رئيسي لمستوى الرفاهية.

جيهان كوليفار رئيس جمعية منتجي الخبز"، الشخص الذي أصبح معارضاً فجأة، انتهى به المطاف في السجن بعدما أبدى رأيه إزاء ما يحدث.

بعد دعوته للتعليق على تكاليف الخبز مباشرة عبر شاشة قناة تلفزيونية في نوفمبر، أذهل كوليفار المضيف بقوله إن الخبز هو غذاء "المجتمعات الغبية". ثم تابع ليقول إن الخبز هو السبب في بقاء نفس الأشخاص الذين يحكمون تركيا على مدار العقدين الماضيين.

الأسعار في أكثر مدن تركيا ازدحاماً بدأت تخرج عن السيطرة

كان من الممكن أن يمر الموقف كونه طرفة مضحكة جيدة في ظل ظروف مختلفة. لكن الرجل البالغ من العمر 66 عاماً أصبح رهن الاحتجاز فوراً بتهمة إهانة الأمة التركية ثم أمضى تسعة أيام في السجن بعد تغيير التهمة إلى إهانة الرئيس.

قال كوليفار بلهجة سائدة في منطقة البحر الأسود التركية:"لا عدالة في هذا البلد". لم أكن أهتم بما بما يحدث في السجن على الإطلاق. لم أكن أبالي لأن كل الأمور يمكن أن تحدث في تركيا".

يعتقد كوليفار أن أسعار الخبز، التي تحددها اللجان في الولايات، يجب أن ترتفع بنسبة 50% على الأقل لتغطية التكاليف.

تصنيفات

قصص قد تهمك