بلومبرغ
من المتوقع أن يتحول المسار لصالح الأسهم الآسيوية بعد عامين مُخيّبين، إذ سيؤدي كل من إعادة فتح اقتصاد الصين واحتمال ضعف الدولار إلى دفع تفوق أدائها في عام 2023.
يمكن أن ترتفع الأسهم الإقليمية بنسبة 9% حتى نهاية العام المقبل، وفقاً لمتوسط 11 تقديراً في استطلاع للاستراتيجيين جمعته "بلومبرغ". تتلاشى معظم السلبيات التي أثرت على آسيا -من الدولار القوي للغاية، وعمليات إغلاق كوفيد في الصين، وتباطؤ دورة صناعة الرقائق -مما يؤدي إلى توقعات أفضل بشأن الأرباح.
يقول فرانك بنزيمرا، رئيس استراتيجية الأسهم الآسيوية في "سوسيتيه جنرال": "البيئة في الأسهم الآسيوية واحدة من عدة محاور أساسية تحدث"، مضيفاً أنه يتوقع انتعاشاً في الأرباح اعتباراً من الربع الثاني.
أهداف عام 2023
الشركة | المؤشر | هدف نهاية عام 2023 | نسبة الصعود المحتملة (%) |
يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت | مؤشر إم إس سي آي لجميع الدول في آسيا والمحيط الهادئ باستثناء اليابان | 720 | 15 |
سوسيتيه جنرال | مؤشر إم إس سي آي لجميع الدول في آسيا والمحيط الهادئ باستثناء اليابان | 635 | 1.4 |
كوارز كابيتال آسيا | مؤشر إم إس سي آي لجميع الدول في آسيا والمحيط الهادئ | 180 | 14 |
يو بي إس انفستمنت ريسيرش | مؤشر إم إس سي آي لجميع الدول في آسيا والمحيط الهادئ باستثناء اليابان | 650 | 4 |
إتش إس بي سي | مؤشر فوتسي لجميع الدول في آسيا والمحيط الهادئ باستثناء اليابان | غير موجود | 15 |
نومورا | مؤشر إم إس سي آي لجميع الدول في آسيا والمحيط الهادئ باستثناء اليابان | 700 | 11.8 |
غولدمان ساكس | مؤشر إم إس سي آي لجميع الدول في آسيا والمحيط الهادئ باستثناء اليابان | 550 (12 شهر) | 7.5 |
مورغان ستانلي | مؤشر إم إس سي آي لجميع الدول في آسيا والمحيط الهادئ باستثناء اليابان | 590 | 15.3 |
جيه بي مورغان | مؤشر إم إس سي آي لجميع الدول في آسيا والمحيط الهادئ باستثناء اليابان | 630 | 0.6 |
كريدي سويس | مؤشر فوتسي لجميع الدول في آسيا والمحيط الهادئ | 170 | 8.1 |
بي إن بي باريبا | مؤشر إم إس سي آي لجميع الدول في آسيا والمحيط الهادئ باستثناء اليابان | 680 | 8.6 |
انخفض "مؤشر إم إس سي آي" لجميع الدول في آسيا والمحيط الهادئ باستثناء اليابان بنسبة 19% حتى الآن في عام 2022، بعد انخفاض بمقدار 4.9% في عام 2021، مما زاد من ضعف أدائه مقابل نظرائه العالميين. وسحب المستثمرون الأجانب أكثر من 50 مليار دولار من الأسواق الناشئة خارج الصين هذا العام.
على الرغم من أن أياً من المشاركين في الاستطلاع لا يرون أن الأسهم الآسيوية ستنخفض العام المقبل، إلا أنه كانت هناك فروق كبيرة في التوقعات -من العوائد الثابتة إلى قفزة بنسبة 15%- مما يشير إلى الحذر بشأن مخاطر الركود العالمي، وعملية إعادة الفتح غير المستقرة للصين. في حين أن المؤشرات الإقليمية قد تتفوق على مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" وفقاً لاستطلاعات استراتيجيين، إلا أنها ستفشل في استعادة أعلى مستوياتها التي بلغتها في عام 2021 حتى لو تحققت أكثر التقديرات تفاؤلاً.
أظهر استطلاع لمديري الصناديق في آسيا أجراه "بنك أوف أميركا" هذا الشهر أيضاً أن نحو 90% من الآراء تتوقع تقدماً في الأسهم الآسيوية باستثناء اليابان.
أكبر المحفزات
من المتوقع أن يؤدي تفكيك الصين السريع لقيود كوفيد إلى تغذية اقتصادها المتعثر –واقتصاد شركائها التجاريين الإقليميين- مع نمو يقارب 5% في عام 2023. سيكون المحرك الآخر هو ضعف الدولار، مع انخفاض مؤشر الدولار في "بلومبرغ" بشكل مطرد عن مستواه القياسي الذي بلغه في سبتمبر.
يرى الاستراتيجيون أنه سيكون هناك انتعاش في السوق الأولية مدفوعاً بتقييمات منخفضة، يليه ارتفاع في توقعات الأرباح. وارتفعت تقديرات الأرباح الآجلة لمؤشر "مؤشر إم إس سي آي" لجميع الدول في آسيا والمحيط الهادئ باستثناء اليابان بنسبة 3.6% منذ أوائل نوفمبر، مما يشير إلى أن انخفاضاتها قد تكون قد وصلت إلى أدنى مستوياتها، بينما تستمر الانخفاضات بالنسبة لأعضاء مؤشر "ستاندرد أند بورز 500".
كتب دان فينمان، الرئيس المشارك لاستراتيجية الأسهم في آسيا والمحيط الهادئ لدى "كريدي سويس غروب"، في مذكرة هذا الشهر: "نعتقد أن آسيا يمكن أن تتفوق في الأداء في عام 2023.. سيقوم المستثمرون العالميون بتحويل الأموال من الولايات المتحدة إلى آسيا بفضل الإيرادات القوية، والهوامش الأعلى، ودورات أرباح، وضعف الدولار، والتحول الإيجابي في مراجعات ربحية السهم".
ما الذي يتغير؟
ترى تينا تينغ من "سي إم سي ماركيتس"، أن انعكاس اتجاه هذا العام، سيجعل الصين من جديد "قابلة للاستثمار"، مما يساعد في تعزيز أداء دول شمال آسيا مقارنةً بنظرائها في الجنوب.
تبرز كل من كوريا الجنوبية -وبدرجة أقل تايوان– كالدول الأوفر حظاً، إذ يُنظر إليهما على أنهما تستفيدان من التحسن في دورة مخزون الأجهزة التقنية. تعد "أليانز"، و"مورغان ستانلي"، و"غولدمان ساكس" أيضاً من بين الوسطاء الذين يوصون بهذه الأسواق.
يقول كريستيان أبودي، رئيس تخصيص الأصول في "لومبارد أودير" (Lombard Odier): "مع بدء تحسن النمو، سيكون من المنطقي اختيار القطاعات التي تتأثر بالدورات الاقتصادية في كوريا الجنوبية وتايوان... إن التقييمات هناك جذابة أيضاً".
تزداد الآراء تشاؤماً فيما يتعلق بأسواق الجنوب، إذ إنه بعد سلسلة قياسية من التقييمات الأعلى نسبياً في الهند، قد تشهد تلك التقييمات الآن ضعفاً في الأداء، في حين أن الارتفاع الحاد في الأسهم الإندونيسية بدأ يفقد زخمه هذا الشهر.
أكبر المخاطر
الشيء الرئيسي الذي يجب ملاحظته هو أن خبراء الأسهم يميلون إلى التفاؤل عند اقتراب العام الجديد. كانت التوقعات لعام 2022 متفائلة أيضاً، حيث كان عدد من محللي "وول ستريت" قد روّج لشراء الأسهم الصينية، لكنهم خُذلوا بسبب الهبوط الحاد الذريع.
على الرغم من هذا التفاؤل إلا أن التحديات تزداد خلال العام المقبل، في ظل المخاوف بشأن توقيت ومدى إعادة فتح الصين مرة أخرى، الذي يُعدّ مصدر قلق رئيسي.
ستكون هناك أيضاً مخاطر عالمية كبيرة، حيث يراقب المستثمرون بحذر أخطاءً محتملة في سياسة "الاحتياطي الفيدرالي"، واستمرار الاضطرابات في الإمدادات الزراعية بسبب الحرب في أوكرانيا.
يقول هافارد تشي، رئيس الأبحاث في الشركة الناشطة "كوارز كابيتال آسيا سنغافورة" (Quarz Capital Asia Singapore): "الخطر مُحتمل الحدوث بشكل ضئيل لكن ما لا يتم التحدث عنه بكثرة هو خطر أن يكون الاحتياطي الفيدرالي متأخراً جداً مرة أخرى، لكن هذه المرة فيما يتعلق بخفض أسعار الفائدة".
على الرغم من ذلك، يشعر "تشي" بشكل عام بالتفاؤل بشأن الأسهم الآسيوية ويتوقع أن يرتفع مؤشر "مؤشر ام اس سي آي لجميع الدول في آسيا والمحيط الهادئ" بنسبة 10-15% بحلول نهاية عام 2023، مدفوعاً بتحسن التقييمات والأرباح.