بلومبرغ
من المرجح أن يؤدي أكبر اندماج في الهند على الإطلاق، إلى إقصاء إحدى أكبر جهات الإصدار في سوق السندات بالروبية، وهو ما قد يُثقل كاهل مبيعات الديون والرسوم التي تتقاضاها البنوك نظير ترتيبات الإصدارات.
من المقرر أن يؤدي دمج مؤسسة "هاوزينغ ديفلوبمنت فاينانس" (Housing Development Finance) ووحدة "إتش دي إف سي بنك" (HDFC Bank)، إلى إنشاء كيان عملاق للخدمات المالية يتجاوز حجمه 200 مليار دولار أميركي، وسيتسنى للشركة الأم الاستفادة من ودائع البنك لتمويل خطط نموها، بدلاً من تكديس المزيد من الديون. هذا الوضع ليس سيئاً إطلاقاً بالنسبة إلى عالم السندات في الهند، حيث إن الفجوة التي أحدثها مقرض الظل، قد تسمح للمقترضين الجدد ببيع السندات، ما يساعد الهند على إضافة بُعد أكثر عُمقاً لسوق الدين لديها.
يُعد مُقرض الظل أكبر جهة لبيع السندات في الهند في عام 2022، حيث يمثل إصداره 7.7% من إجمالي حجم الإصدارات في البلاد هذا العام، وهو أعلى من متوسط نحو 6% في السنوات العشر الماضية، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ". سيكون الكيان المندمج بنكاً، ولا يزال من المحتمل أن يطرح سندات عند الحاجة لتعزيز احتياطيات رأس المال لديه وتمويل مشاريع البنية التحتية.
قال جاين شاه، مؤسس "مافوكا كابيتال أدفيزرز" (Mavuca Capital Advisors)، وهي شركة خدمات مصرفية استثمارية في مجال التكنولوجيا المالية: "خروج (إتش دي إف سي) من شأنه أن يضرّ في البداية بحجم المبيعات الإجمالي في العام المقبل. أتوقع أن يكون هناك الكثير من الجهات التي تقوم بالإصدار للمرة الأولى، وكذلك الشركات الحكومية والخاصة التي ستستفيد من سوق السندات في العام المقبل في ظل استقرار العوائد، وقد يُملأ الفراغ تدريجياً بعد ذلك".
الوصول إلى أموال بـ 202 مليار دولار
من المتوقع أن يُستكمل الاندماج في الربع الثاني من 2023، حيث سيتيح لـ"إتش دي إف سي" الوصول إلى أموال تُقدّر بـ16.7 تريليون روبية (202 مليار دولار) والتي تشمل ما يُسمّى بودائع الحسابات الجارية وحسابات التوفير منخفضة التكلفة، وودائع لأجل لصالح البنك. وسيتيح ذلك للوحدة مواصلة توسيع أصولها والتي بلغت في نهاية سبتمبر 6.9 تريليون روبية.
مخاطر تخارج مُصدِر ديون بهذا الحجم، تتمثل في الإضرار بالدخل من الرسوم التي يتقاضاها المصرفيون، كأولئك الذين رتبوا طروحات "إتش دي إف سي" المتنوعة. وفي السنوات القليلة الماضية، أشرف كل من "أكسيس بنك" (Axis Bank ) و"آي سي آي سي آي" (ICICI Bank) على معظم عمليات البيع هذه، وفقاً لما تظهره البيانات المجمعة من "بلومبرغ".
مع ذلك، بالنسبة إلى منافسي "إتش دي إف سي"، قد يكون تخارج الوحدة إيجابياً من حيث جمع الأموال. أضاف شاه: "تخارج (إتش إف دي سي) من سوق السندات سيفيد نظراءه، لأنه سيتيح لهم الوصول إلى مجموعة أكبر من الائتمان". يسهم هذا بدوره في خفض تكاليف التمويل لشركات تمويل الإسكان الأخرى ذات التصنيف الأعلى.