إيرادات "إيزي جيت" تهبط مع انحسار الطلب على السفر

time reading iconدقائق القراءة - 6
جيت أير - المصدر: بلومبرغ
جيت أير - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تتوقَّع "إيزي جيت" تراجع طاقتها التشغيلية للطيران خلال الربع الجاري إلى 10 % من عدد الركاب في الأوقات العادية مع صعوبة توقُّع مستويات التشغيل خلال الفترة المتبقية من العام في ظل القيود التي فرضتها جائحة كورونا على السفر.

وسجلت ثاني أكبر شركة للطيران الاقتصادي في أوروبا انخفاضاً بنسبة 88 % في إيراداتها خلال الربع الأخير من العام المالي الماضي. فيما أكَّدت الشركة على سعيها لخفض التكاليف، والمحافظة على مرونة نموذج أعمالها للاستفادة من التعافي المرتقب.

في المقابل سجَّلت شركة الطيران المجرية "ويز إير هولدنغ" المنافسة لـ"ايزي جيت" انخفاضاً بنسبة 77% في الإيرادات، وعلَّقت على النتائج المالية قائلة "نستعد الآن لأشهر قليلة صعبة" في ظل تراجع عدد الركاب.

ومع تقلُّص أعداد المسافرين اتجهت شركات الطيران مطلع العام 2021 إلى تقليص جداول رحلاتها، ومحاولة الاحتفاظ بالسيولة والاستعداد لعودة الطلب مرة أخرى، وإن كان من الصعب تحقيق ذلك.

وأدت عمليات الإغلاق في بريطانيا ودول أوروبية أخرى نتيجة تفشي الإصابات بفيروس كورونا إلى حالة من عدم اليقين بشأن عودة نشاط رحلات الطيران خلال فصل الصيف المقبل، إذ يكون عادة الأكثر ازدحاماً على مدار العام.

وحظرت بريطانيا كل رحلات الطيران غير الضرورية، كما قامت بإغلاق جميع المطارات، وفرضت على المسافرين إجراء اختبار فيروس كورونا خلال 72 ساعة قبل السفر اليها، وأن تكون نتيجته سلبية كشرط لدخول بريطانيا، بالإضافة إلى فرض حجر صحي في أحد الفنادق لمدة 10 أيام للقادمين إلى البلاد كافةً.

قيود الحجر أكبر عائق أمام القطاع

وقال يوهان لوندغرين الرئيس التنفيذي لشركة "إيزي جيت" في مكالمة هاتفية مع الصحفيين: "نعلم أنَّ قيود الحجر الصحي تمثِّل أكبر عائق سوف يؤثر على حجوزات العملاء”، لكنَّه أشار إلى أنَّ هناك بعض المؤشرات الإيجابية بشأن بدء التوصل للقاحات.

وقالت "إيزي جيت" في بيان صحافي يوم الخميس، إنَّ الشركة تعمل في الربع الأول من العام بنحو 18 % من طاقتها التشغيلية التي كانت في العام 2019 مما أدى إلى تراجع إيراداتها خلال الربع المالي الأول إلى 165 مليون جنيه إسترليني (225 مليون دولار).

وأوقفت شركة الطيران التي تتخذ من لوتون في إنجلترا مقرَّاً لها عمليات التوظيف، وأغلقت بعض مكاتبها كما قامت بتأجير طائراتها في إطار سعيها للتغلب على تداعيات الجائحة. وكذلك أرجأت الشركة تسلم طائرات إيرباص SE بعد تسجيل أول خسارة في الأشهر التسعة الأولى من العام حتى سبتمبر الماضي. وقالت الشركة يوم الخميس، إنَّها قامت بخفض نفقتها التشغيلية لتصل إلى 40 مليون جنيه أسبوعياً.

على أتم استعداد

أوضح جوزيف فارادي الرئيس التنفيذي لشركة "ويز" المنافس الأصغر لـ"إيزي جيت" أنَّ عدد الركاب قد انخفض بنسبة 77% في الربع الثالث من العام المالي، وأشار إلى أنَّه يصعب تحديد متى ستنتهي الأزمة، لكنَّه يعمل على بناء أسطول الطائرات، وشبكة محطات الطيران حتى تكون الشركة جاهزة للتوسع بسرعة بمجرد أن يبدأ التعافي.

وقال فارادي في مقابلة هاتفية: "عندما نخرج من الأزمة ستكون شبكة وجهاتنا أكبر بكثير من قبل، وسنستغل الضعف الذي أصاب شركات الطيران الأخرى".

ووفقاً لتقديرات روب بارنيت محلل بلومبيرغ إنتليغنس سيبقى الطلب على الطيران والسفر أقل بنسبة 60 – 80 % من مستويات ما قبل جائحة كورونا خلال النصف الأول من العام. وهو ما سوف يتسبَّب في ضغوط شديدة على المراكز المالية لشركات الطيران في ظل استنفادها ما تملكه من سيولة.

وأشار بارنيت إلى أنَّ شركات مثل "إيزي جيت"، و"أي ايه جي" تقوم باستنفاد السيولة بشكل سريع، ولكن تبقى لديها المقدرة على جمع مزيد من مصادر التمويل معتمدة على ما تملكه من أسطول طائرات، في حين أنَّ شركات مثل "ويز وريان إير هولدنغ" "الأكثر استعداداً لتحمُّل فترة أطول من تراجع حركة الطيران". ومن المقرَّر أن تعلن "ريان إير" عن نتائجها المالية ربع السنوية يوم الإثنين.

ممرات مطار غاتويك

وقال فارادي، إنَّ شركته تستهدف التوسع في عملها بمطار غاتويك الذي انسحبت منه العديد من شركات الطيران خلال فترات الإغلاق والتراجع الاقتصادي، لكنَّه يشعر بالإحباط بسبب القرارات التي سمحت لشركات الطيران الاحتفاظ بحق استخدام ممرات الإقلاع والهبوط التي لم تستخدمها طوال تلك الفترة مع عودة حركة الطيران مرة أخرى.

وحصلت "إيزي جيت" على حق استخدام المزيد من ممرات الإقلاع، والهبوط الإضافية من شركة "إير شاتل" النرويجية التي تتعرَّض لعملية إعادة هيكلة وفق قوانين الإفلاس الأيرلندية.

وتراجعت أسهم "إيزي جيت" بنسبة 2.4 % في التداولات الصباحية ببورصة لندن حتى الساعة 8:29 صباحاً، في حين ارتفع سهم "ويز" بأقل من 1%.

ووفقاً لبيانات شركة "سيريوم" لاستشارات الطيران، فإنَّ 57 % من أسطول طائرات شركة "إيزي جيت" المكوَّن من 338 طائرة كان بمخازن الطائرات يوم 19 يناير. وقد تعهدت الشركة بالحفاظ على تشغيل خطوط الطيران بين المدن البريطانية الرئيسية إلى جانب عدد قليل من الوجهات الدولية، ولكن مع تعليق العديد من الخدمات التي تقدِّمها على متن رحلاتها.

وكانت "إيزي جيت" قد أعلنت الشهر الجاري عن حصولها على تسهيلات تمويلية لمدَّة 5 سنوات بقيمة 1.87 مليار دولار بضمان حكومي لجزء من القرض. كما أعلنت الشركة يوم الخميس، أنَّها قامت بتسديد تسهيلات ائتمانية قصيرة الأجل بقيمة 500 مليون دولار، وقروض طويلة بنحو 400 مليون جنيه إسترليني، مما يسمح لها بحرية استخدام بعض الطائرات التي كانت تمثِّل ضماناً لتلك القروض.

تصنيفات