"TSMC" التايوانية تستعد لإقامة مصنع جديد بأميركا مع احتدام التوترات مع الصين

الخطوة من شأنها تعزيز الجهود الأميركية لإعادة صناعة الرقائق المتقدمة إلى البلاد

time reading iconدقائق القراءة - 9
مقر \" تي إس إم سي\" في هسينشو  تايوان - المصدر: بلومبرغ
مقر " تي إس إم سي" في هسينشو تايوان - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تضع "تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ" حجر الأساس لإقامة مصنع ثانٍ في الولايات المتحدة بجوار مجمع تقوم بتشييده تبلغ تكلفته 12 مليار دولار، وهو توسّع كبير من شأنه أن يعزز الجهود الأميركية لإعادة صناعة الرقائق المتقدمة إلى البلاد، حال المضي فيها قُدماً.

قالت الشركة وهي أكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم، عبر بيان إنها بدأت تشييد مبنى قد يضم في النهاية منشأة التصنيع الثانية في ولاية أريزونا، باستخدام الموارد التي تم الاستفادة بها بالفعل في المشروع الحالي.

قالت "تي إس إم سي" إنها لم تتخذ قراراً نهائياً بشأن ما إذا كانت ستستمر في إنشاء مصنع جديد بالولايات المتحدة أم لا.

تحاول إدارة "بايدن" جذب الاستثمارات في صناعة الرقائق بالولايات المتحدة، في إطار الجهود لمواجهة طموحات الصين وتأمين المكونات الحيوية للأمن القومي. تسارعت وتيرة الجهد الأميركي بعد النقص الواسع الذي بدأ في أواخر عامي 2020 و2021، مما سلط الضوء على الدور الرئيسي للرقائق في إنتاج كل شيء من السيارات إلى الهواتف الذكية.

لكن إقامة مصنع ثانٍ للرقائق في الولايات المتحدة ستمثل نفقات كبيرة، في حين تعمل شركة "تي إس إم سي" على تقليل الإنفاق الرأسمالي، إذ يتعمق الانكماش عالمياً ويضر بالطلب على الإلكترونيات.

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في وقت سابق أن "تي إس إم سي" من المقرر أن تكشف عن ضخ استثمارات بمصنع آخر في الولايات المتحدة مشابه لمصنعها الأول بتكلفة 12 مليار دولار.

قالت الشركة عبر بيانها: "في ضوء طلب العملاء القوي الذي نرصده على التكنولوجيا المتقدمة التي تصنعها (تي إس إم سي)، نبحث في إضافة المزيد من القدرات بولاية أريزونا بإقامة مصنع ثانٍ يعتمد على كفاءة التشغيل والاعتبارات الاقتصادية من حيث التكلفة".

أضافت: "هذا المصنع يُمكننا من الحفاظ على المرونة للتوسع المستقبلي، لكننا لم نتوصل إلى قرار نهائي بشأن إقامة مصنع ثان للتكنولوجيا المتقدمة".

أشادت واشنطن، التي تقدم حوافز بنحو 50 مليار دولار للمشاريع المحلية، بتوسع "تي إس إم سي" في أريزونا باعتباره انتصار في مساعي إعادة صناعة الرقائق المتقدمة إلى الولايات المتحدة.

لكن الشركة التايوانية قالت إن تصنيع أشباه الموصلات في الولايات المتحدة يكلفها الكثير من الأموال، على الرغم من أن هذه التكلفة المرتفعة يمكن التحكم فيها بدعم من الدولة.

بدأت "تي إس إم سي"، التي يقع معظم مواقع إنتاجها في تايوان، في التنويع خلال العام الماضي للمساعدة في تلبية الطلب بالدول الكبرى التي تسعى إلى تعزيز إنتاج أشباه الموصلات محلياً. تنضم الشركة التايوانية إلى شركات منافسة مثل "سامسونغ إلكترونيكس"، التي تنشئ مصنعاً للرقائق بتكلفة 17 مليار دولار في تكساس.

أفادت "بلومبرغ" أن شركة "تي إس إم سي" تبني مصنعاً بقيمة 7 مليارات دولار في اليابان، كما أنها تجري محادثات في مراحلها الأولية مع الحكومة الألمانية حول احتمال إنشاء مصنع في الدولة الأوروبية.

من شأن التوسع الكبير في خطط "تي إس إم سي" بالولايات المتحدة أن يعزز جهود إدارة "بايدن" الشاملة لضمان بقاء البلاد متقدمة عن الصين في سباق أشباه الموصلات.

بصرف النظر عن تقديم الحوافز لصناعة الرقائق المحلية، فرضت الولايات المتحدة عدداً كبيراً من القيود على شحن التكنولوجيا المتقدمة إلى الصين، بهدف خنق تدفق الرقائق التي تساعد القطاع العسكري والتكنولوجي في بكين.

تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ، في خطاب تاريخي الشهر الماضي، بالاعتماد على الذات في مجال التكنولوجيا للانتصار في معركة مع الولايات المتحدة من أجل التفوق التكنولوجي، وهو ما اعتبره الكثيرون علامة على أن بكين ستضاعف جهودها ودعمها المالي لقطاعات مثل الذكاء الاصطناعي والرقائق.

تصنيفات

قصص قد تهمك