بلومبرغ
يبدو أنَّ الصين تستعد لاستقبال تدفقات النفط الخام المنقول بحراً في الأسابيع المقبلة، حيث تتجه الشحنات، المشتراة قبل الإغلاق الأخير المفروض للسيطرة على تفشي "كوفيد"، إلى موانئ البلاد.
تلقت الصين نحو 9.3 مليون برميل يومياً من النفط من الدول المصدرة في أكتوبر، وفق بيانات تتبع الناقلات التي جمعتها "بلومبرغ". وهذا الرقم أعلى بنحو 500 ألف برميل يومياً من سبتمبر إلى جانب كونه الأعلى منذ ديسمبر على الأقل. ومن المؤكد تقريباً أنَّ هذا الرقم سيجري تنقيحه مع إعلان المزيد من السفن عن وجهاتها.
كان من الممكن إعادة شراء العديد من الشحنات المعنية في سبتمبر، عندما ظهرت مؤشرات على خروج الصين من أسوأ تدابيرها لمكافحة تفشي "كوفيد". لكن في الأسابيع الأخيرة، أجرت الأذرع التجارية الخاصة بكبريات مصافي التكرير، مثل "بتروتشاينا" (PetroChina)، و"سينوبك" (Sinopec)،
و"كيم تشاينا" (ChemChina) عمليات شراء كبيرة للنفط الخام الذي سيصل الشهر المقبل أو في يناير.
تعزيز عمليات التكرير
عن ذلك، قال مارك ويليامز، مدير الأبحاث في "وود ماكينزي"، إنَّ "الكثير من المصافي الصينية كانت تتوقَّع إنهاء الصين لقيود الإغلاق، مع تسجيل طلب أقوى في الربع الأخير من العام حتى بداية العام المقبل. لكنَّ فرض إغلاق جديد شكّل عائقاً لهذه النظرية".
عادة ما تتلقى البيانات الخاصة بتدفقات الصادرات دعماً من عدد الناقلات العملاقة التي تشير إلى الصين كوجهتها التالية، والتي ظلت عالقة بالقرب من أعلى مستوياتها في 20 شهراً في الأسابيع الأخيرة، بحسب بيانات منفصلة جمعتها "بلومبرغ".
لم يتضح بعد ما إذا كانت الصين ستغيّر نهجها تجاه "كوفيد" عما قريب.
قالت أعلى هيئة صحية في الصين إنَّ نهج عدم التسامح المطلق تجاه "كوفيد" في البلاد يظل الاستراتيجية الشاملة للتصدي لـ"كوفيد-19"، مما يؤكد عدم اليقين بشأن موعد ارتفاع الطلب.
في وقت ربما يكون فيه الاستهلاك تحت ضغط محلي، تستفيد مصافي التكرير الصينية من تحسن صادرات الوقود إلى السوق العالمية بفضل الحصص الجديدة التي تتيح لها شحن 15 مليون طن إضافية من الوقود المكرر بعد أشهر من المخصصات المنخفضة للغاية.
توقَّع شيا وينهونغ، المحلل في شركة "أويل كيم" (OilChem) خلال ندوة عبر الإنترنت، رفع مصافي النفط الحكومية معدلات التكرير إلى 80% حتى نهاية العام للاستفادة من المخصصات الجديدة.
قال ويليامز، من "وود ماكينزي": "منحت الحكومة الصينية شركات التكرير لديها زيادة كبيرة في حصصها من صادرات المنتجات المكررة للربع الرابع، وربما يمتد الأمر إلى الربع الأول من العام المقبل، وهذا دفع الشركات إلى تعزيز عمليات تكرير النفط الخام، ليصبح بإمكانها الآن تصدير منتجات أكثر بكثير مما كانت قادرة عليه".