قفزة "دوج كوين" بدعم من ماسك تدق جرس الإنذار لـ"تويتر"

صعود العملة المشفرة 100% في أسبوع واحد يشير إلى أننا بعيدون للغاية عن نموذج جديد قد يدعم القيم البشرية أو يتسم حقاً بـ"اللامركزية"

time reading iconدقائق القراءة - 6
لافتة تحمل إعلاناً لعملة \"دوج كوين\" المشفرة على ماكينة صراف آلي بهونغ كونغ، الصين.  - المصدر: بلومبرغ
لافتة تحمل إعلاناً لعملة "دوج كوين" المشفرة على ماكينة صراف آلي بهونغ كونغ، الصين. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

قاد انفجار فقاعة الإعلانات المموّلة على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى تداعيات كبيرة في السوق. فشركة "ميتا بلاتفورمز" أقل من حيث القيمة مقارنة بشركة "هوم ديبوت"، فيما تقل قيمة "سناب" عن "دويتشه بنك" (ضامن الاكتتاب العام الأولي لها)، فيما أصبحت "تويتر" الآن مملوكة بشكل خاص من قبل إيلون ماسك وذلك بعد ما يقرب من عقد من التدهور المتراكم في سوق الأسهم.

مع ذلك، فإن المشهد المُحزن لصعود عملة "دوج كوين" بنسبة 100% في أسبوع واحد مع آمال بالحصول على توجّه أكثر دعماً للعملة المشفرة على "تويتر"، يشير إلى أننا بعيدون للغاية عن نموذج جديد قد يدعم القيم البشرية أو يتسم حقاً بـ"اللامركزية"، وهي الطموحات التي أعرب عنها ماسك بالنسبة إلى منصته التي استحوذ عليها أخيراً.

حصلت العملة المشفرة على دفعة أخرى يوم الثلاثاء بعد أن غرّد ماسك تعليقاً على صورة "شيبا إينو" بقميص يحمل شعار "تويتر".

هذه سيناريوهات "ماسك" لمستقبل العملات المشفرة مع "تويتر"

سعر زهيد

في الوقت الذي يعد السعر الحالي لـ"دوج كوين" زهيداً مقارنةً بأعلى مستوى له في العام الماضي، عندما شهدت ذروة الوباء بشكل لاعقلاني محاولة إغراء يائسة للعملة المشفرة من خلال دعم ماسك لها، فإن قيمتها السوقية النظرية البالغة 15 مليار دولار، تُظهر أن عادات المضاربة آخذة في التلاشي بين مؤيدي الملياردير.

الأحاديث المتداولة بين أوساط المهتمين بالعملات المشفرة، تفيد بأن الدعم الصريح لـ"دوج كوين" من قبل ماسك سابقاً، سيؤدي إلى اعتماد العملة المشفرة ضمن منصة "تويتر" كطريقة للدفع. يأتي الزخم الإضافي من حقيقة أن منصة "بينانس" لتداول العملات الرقمية التي ساهمت في تمويل استحواذ ماسك، تعكف على تشكيل فريق للنظر في "سبل تحقيق الجدوى من بلوكتشين والتشفير بالنسبة إلى تويتر"، وفقاً لبيان.

لا يهمُّ إن كان كل هذا نظرياً حالياً، أو أن "دوج كوين" تشوبها عيوب صارخة يمكن أن تعرضها لمزيد من الانكشاف إذا ما اكتسبت قوة دفع. قواعد الاستثمار القائمة على مبدأ "محاكاة" القطيع تعني مواصلة الرقص حتى تتوقف الموسيقى، وما هي سوى مسألة وقت، وفقاً لتحركات الصعود والهبوط السابقة لـ"دوج كوين". المرء ليس بحاجة لأن يكون عالماً في مجال الصواريخ ليدرك أن التدافع على شراء العملة حالياً، هو أمل للدخول والخروج في الوقت المناسب، وليس من باب الحاجة إلى بناء مخزون من الرموز الرقمية لإنفاقها في المستقبل. عملات الميم الأخرى ارتفعت على سبيل المؤازرة.

"بينانس" تجدد من الرياض دعمها لاستحواذ ماسك على "تويتر"

هناك منطق سائد يفيد بأن طرح نماذج دفع على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن يكون أمراً جيداً لأسهم التكنولوجيا المتهالكة، في الوقت الذي يتراجع فيه المعلنون عن الإنفاق ويعصف التضخم. إذا كان جزءاً من مشكلة الإمبراطوريات التقنية الممولة بالإعلانات اليوم يعوّل على المستخدمين وبياناتهم الشخصية كمنتجات، فقد يتيح أحد أشكال النماذج المدفوعة بديلاً لذلك. وإذا كانت مكافأة المستخدمين أو إرسال مدفوعات إلى الأصدقاء أو الدفع مقابل التحقق، كما يشير أحد التقارير، يدعم المزيد من الإشراف على المحتوى، والمزيد من خصوصية البيانات وتجربة مستخدم أكثر سلامة على "تويتر"، فإن الأمر يستحق المحاولة.

لكن "دوج كوين" ليست دولارات. فهي تتطلب تحفيزاً اصطناعياً للمضاربات من أجل زيادة القيمة. ووفقاً للتوقعات، كانت "تويتر" المكان الأمثل للغاية لانتشار هذا النمط. أحد أشهر مليونيرات العملات المشفرة الملقب باسم "مليونير دوج كوين"، والذي لم يعد مليونيراً، يتبيّن لنا من خلال تقييمه عند دخوله إلى هذا المجال عندما بدأ في بناء مخزوناته من الرموز المشفرة، أنه من بين أولئك الذين يروّجون للتنبؤات بالثروة الهائلة التي تنتظرهم، ويدفعه في ذلك الترقب لإصلاحات ماسك. فقد غرّد يقول:

قيم إنسانية

على الرغم من كل وعود ماسك بتعزيز القيم الإنسانية، إلا أنه لم يذكر بعد كيف أو ما إذا كان بإمكانه التخلص من مستنقع التسويق للعملات المشفرة والضجيج والمحتوى الخادع على الشبكة، وهي الأمور التي كانت، إلى جانب المحتوى غير الآمن، مصدراً كبيراً للحِراك، وفقاً لـ"رويترز". وعلى الرغم من التبشير باللامركزية، لن تكون هناك طفرة هائلة تجنيها عند وضع محفظة رقمية على "تويتر".

بدلاً من محاولات "ميتا" المؤلمة والمتزايدة للتشويش على نماذج "ويب 3" المزدحمة التي يحفزها التشفير داخل منصات التواصل الاجتماعية القديمة، فإنها تشير إلى أنه حتى المليارديرات، يجدون صعوبة في التخلي عن نماذج الأعمال الراسخة. طُوّر مشروع "بلوسكاي" (BlueSky) الذي أطلقه جاك دورسي، المؤسس المشارك لـ"تويتر" منذ سنوات، وتعتبر منصة "ماستودون" (Mastodon) المنافسة على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر رسوخاً، لكن لم يؤثر وجودها سلباً على الشركات الحالية بعد، على الرغم من أن أحد مؤيديها هو جاكسون بالمر، الذي يعد المؤسس المشارك لـ"دوج كوين".

من خلال تقييم الضرر الذي تخلّفه أجهزة إنتاج العملات المشفرة، فإن ما يحدث مع "دوج كوين" هو علامة محبطة للأشياء التي ستحدث عندما يتوهج نجم شخصية ماسك على امتداد شبكة الإنترنت. ودون الحكم مسبقاً على ما سيحدث بعد ذلك بالنسبة إلى "تويتر"، فإن دعم القيم البشرية، سيكون بعيد المنال.


هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

نيويورك

12 دقائق

7°C
سماء صافية
العظمى / الصغرى /
29.6 كم/س
68%