بلومبرغ
حققت مؤشرات الأسهم الأميركية صعوداً جماعياً بنهاية شهر أكتوبر، رغم انخفاضها في جلسة الإثنين، وجاءت الزيادة الأكبر في مؤشر داو جونز الصناعي الذي قفز بنسبة 13.95% في نهاية الشهر، مقارنة مع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 الذي ارتفع بنسبة 7.99%، وناسداك المركب الذي سجل ارتفاعاً بنسبة 3.9% في نهاية أكتوبر.
ومع ذلك، هيمن ترقب المستثمرين لقرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة يوم الأربعاء القادم على حركة الأسهم الأميركية التي تراجعت في نهاية شهر صعودها في أكتوبر بينما قفزت عوائد السندات، إذ ينتظر المستثمرون أي إشارة إلى أن مسؤولي البنك المركزي سوف يغيرون وتيرة رفع الفائدة مبكراً في شهر ديسمبر المقبل.
"الفيدرالي" قد يرفع الفائدة إلى 5% ويتسبب بركود عالمي
انخفض مؤشر داو جونز الصناعي في تعاملات الإثنين بنسبة 0.39%، وخسر مؤشر ستاندرد أند بورز 500 نحو 0.75% من قيمته كما تراجع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 1.03%.
أعباء ثقيلة
شكلت أسهم التكنولوجيا الكبيرة عبئاً ثقيلاً على أداء مؤشر "ستاندرد أند بورز 500"، في حين تأرجح أداء أسهم الطاقة بعد انتشار أنباء عن دعوة الرئيس الأميركي جو بايدن للكونغرس لمناقشة فرض ضرائب عقابية على الشركات المنتجة للطاقة التي تجني أرباحاً قياسية.
أسهم عمالقة التكنولوجيا في "وول ستريت" ما زالت مرتفعة رغم خسارتها 370 مليار دولار في أسبوع
وربما تعرضت الأسهم الأميركية أيضاً لضغوط بسبب تخلص صناديق المعاشات من الأسهم في إطار إعادة التوازن الشهري إلى محافظها وسط صعود المؤشر بنسبة 8% تقريباً على مدى شهر أكتوبر.
تسببت موجة بيع كثيفة للسندات بمختلف آجل الاستحقاق في ارتفاع العائد على سندات الخزانة أجل عامين إلى نحو 4.5%، فأسواق عقود المقايضة تراهن على زيادة أسعار الفائدة 75 نقطة أساس هذا الأسبوع في إطار أعنف حملة يشنها الاحتياطي الفيدرالي في تشديد السياسة النقدية منذ أربعة عقود.
غير أن توقعات الاجتماعات اللاحقة أقل وضوحاً، مع تأرجح المتعاملين بين توقعات زيادة الفائدة بنفس تلك النسبة وبين رفعها بمقدار 50 نقطة أساس في آخر أشهر 2022.
أنباء مخيفة
كتب بول نولته، مدير المحافظ في شركة "كينغزفيو إنفستمنت مانجمنت" (Kingsview Investment Management): "سيحمل هذا الأسبوع أنباءً مخيفة في اجتماعات الاحتياطي الفيدرالي وفي المؤتمر الصحفي حول بيانات التوظيف يوم الجمعة القادم. وتشير توقعات السوق إلى أن البنك المركزي سيبدأ بالإشارة إلى أن دورة التقشف النقدي شديدة العنف سوف تبدأ في التباطؤ".
وينضم ماركو كولافونيك من بنك "جيه بي مورغان تشيز" إلى قائمة المحللين الذين يعتقدون أن عملية تشديد السياسة النقدية تقترب من نهايتها. وقال إن الولايات المتحدة ربما ترفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في ديسمبر وتتوقف بعد زيادة أخرى بمقدار 25 نقطة أساس في الربع الأول من العام القادم.
وكتب مايكل ويلسون من بنك "مورغان ستانلي" أن المؤشرات مثل انعكاس منحنى العائد بين سندات الخزانة أجل 10 سنوات وأجل ثلاثة أشهر "جميعها تدعم فكرة تحول سياسة الاحتياطي الفيدرالي في وقت أقرب".
كاسر موجة الهبوط
رغم أن شهر أكتوبر قد يثير مخاوف وول ستريت بعد أزمات أسواق الأسهم في أعوام 1929 و1987 و2008، فإنه يحافظ على سمعته باعتباره أفضل شهر أداءً في سنوات انتخابات التجديد النصفي بالولايات المتحدة. وحالياً يتمسك المتعاملون بالأمل في أن شهر أكتوبر هذا العام سوف يحافظ على ذلك النمط التاريخي بوصفه "نهاية موجة هبوط الأسواق" بعد سنة مضطربة في قطاع الأسهم.
فيما يتعلق بالانتخابات، فإن الربع الأخير من الأعوام التي شهدت انتخابات تجديد نصفي والربع الأول الذي يعقبه كانا تاريخياً أقوى الفترات أداءً في الدورة الرئاسية التي تمتد 16 فصلاً، بتحقيقهما صعوداً متوسطاً بنسبة 6.4% و6.9% على التوالي بالنسبة لمؤشر "ستاندرد أند بورز 500"، وفقاً لبيانات شركة أبحاث الاستثمار "سي إف آر إيه" (CFRA).
كان شهر نوفمبر تاريخياً واحداً من أقوى شهور التداول في السنة بالنسبة للأسهم الأميركية، وفق شركة "بيسبوك إنفستمنت غروب" (Bespoke Investment Group). وقد شهد مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" صعوداً بمتوسط 0.82% مع تحقيق نتائج إيجابية في 69% من الوقت، وفقاً لبيانات تمتد حتى عام 1983. وعلى مدى الأعوام العشرة الأخيرة، شهد المؤشر تقدماً بمتوسط 1.26%، وارتفع في 9 مرات من عشرة.
صعود غير مستدام
بالنسبة إلى جيسون دراهو من شركة "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت" (UBS Global Wealth Management)، فإن صعود أسعار الأسهم مؤخراً لا يبدو مستداماً، غير أنه لا يعني أن الأسواق لن تواصل الارتفاع في الأسابيع المقبلة، "بشرط ألا تأتي قرارات الاحتياطي الفيدرالي وأرقام سوق العمل والتضخم مخيبة للآمال".
تقارير أداء الاقتصاد العالمي لم تساعد الشعور بالثقة يوم الإثنين، فقد حلق التضخم في منطقة اليورو إلى مستوى قياسي جديد، بينما فقد اقتصاد المنطقة قوته الدافعة – معززاً مخاوف بأن ركود الاقتصاد الآن قد صار حتمياً. وانكمش نشاط قطاعي الصناعة والخدمات في الصين في شهر أكتوبر، مع ظهور إشارات على أن الأمور قد تتدهور إلى الأسوأ في الأشهر القادمة.
حلقت أسعار القمح إلى أعلى بعد تعليق روسيا اتفاقاً يضمن مرور صادرات أوكرانيا مروراً آمناً، مع تحذير موسكو بأن الشحنات تصبح "أشد خطورة" بدون مشاركتها، رغم أن سفناً جديدة محملة بالمحصول أبحرت فعلاً من أوكرانيا.