الشرق
"العالم في خضم أول أزمة طاقة عالمية حقيقية"، بسبب شح أسواق الغاز الطبيعي المسال في أنحاء العالم، وخفض كبار منتجي النفط الإمدادات، بحسب رئيس وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول.
توقع بيرول أن تعاني أسواق الغاز الطبيعي المسال العالمية شحاً أكثر في المعروض العام المقبل، مع زيادة واردات أوروبا واحتمال انتعاش الطلب الصيني.
اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي على إجراءات عاجلة لمنع تفاقم أزمة الطاقة مع دخول موسم الشتاء، تتضمن تحديد سقف لسعر الغاز المستخدم في توليد الكهرباء، ضمن خطوات لتجنب الارتفاع الشديد في الأسعار.
أضاف بيرول في مؤتمر خلال أسبوع الطاقة الدولي في سنغافورة اليوم الثلاثاء، أن زيادة واردات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال وسط أزمة أوكرانيا وانتعاش محتمل في طلب الصين على الوقود سيزيدان من شح السوق، التي لن يدخلها سوى 20 مليار متر مكعب العام المقبل.
مصادر الطاقة النظيفة
وسيجتمع وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع لمواصلة نشر التفاصيل، فيما تنتظر الأسواق المزيد من التفاصيل حول الخطة الأوروبية، خاصة وأن سقف السعر ظل بعيد المنال في السابق بسبب المخاوف من أنه سيشجع بائعي الغاز على البحث عن مشترين في مكان آخر.
قد تكون أزمة الطاقة الحالية نقطة تحول في تاريخ وكالة الطاقة الدولية لتسريع مصادرها النظيفة وتشكيل نظام طاقة مستدام وآمن، وفقاً لبيرول، واصفاً قرار تحالف" أوبك+"، بخفض مليوني برميل يومياً بأنه قرار "محفوف بالمخاطر".
انخفضت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا إلى أقل من 100 يورو لكل ميغاواط / ساعة للمرة الأولى منذ يونيو، حيث أدى الطقس الدافئ غير المعتاد ووفرة الإمدادات إلى تخفيف المخاوف من حدوث نقص هذا الشتاء.
أغلقت العقود الآجلة على انخفاض بنسبة 13% أمس الإثنين، لتنخفض بذلك الأسعار بأكثر من 70% من المستوى القياسي الذي سجلته في أغسطس الماضي، وفقاً لوكالة بلومبرغ.
من المتوقع أن تظل درجات الحرارة مرتفعة حتى الشهر المقبل، مما يؤخر موسم التدفئة ويسمح لمواقع التخزين بمزيد من ملء الصهاريج، حيث ستوفر الاحتياطيات الأكثر اكتمالاً من المعتاد الكميات المطلوبة عندما يتحول الطقس حتماً إلى البرودة.
تعمل هذه الظروف على تخفيف بعض الضغط على صانعي السياسة في أوروبا، بعد أن دفعت أزمة الطاقة الاقتصاد إلى حافة الركود والتضخم إلى أعلى مستوى منذ عقود.
على الرغم من الانخفاض الأخير، لا تزال الأسعار أعلى بثلاث مرات من متوسط الخمس سنوات في ذلك الوقت من العام، ويمكن أن تجدد موجة البرد مخاوف العرض بسرعة.