بلومبرغ
يستبعد الاستراتيجيون في "غولدمان ساكس" إلى "بنك أوف أميركا" أن ينقذ ارتفاع الأسهم في الأسبوع المنتهي 25 ديسمبر قبل الكريسماس السوق الأوروبية من التراجع.
خفض المتنبئون مستوياتهم المستهدفة الشهر الماضي، وبلغ متوسط التوقعات في مسح لـ"بلومبرغ" 406 نقاط ما يشير إلى هبوط قدره 17% لمؤشر "ستوكس يوروب 600" العام الجاري، وهو أسوأ أداء منذ الأزمة المالية العالمية.
يشير المستوى المتوقع إلى تحقيق مكسب يقل عن 2% من إغلاق الخميس الماضي، بينما يتوقع الاستطلاع هبوطاً قدره 1.1% لمؤشر "يورو ستوكس 50" في نفس الفترة، وخفضت بنوك مثل "غولدمان ساكس"، و"بنك أوف أميركا" توقعاتها الأسابيع الماضية، مع تبدد الآمال بارتفاع في الأسهم بنهاية العام نتيجة قلق المستثمرين من تأثير صعود العائدات على الأرباح ومن الاضطرابات السياسية في المملكة المتحدة.
انزلق مؤشر "ستوكس 600" الشهر الماضي إلى سوق هابطة بدافع من المخاوف من إشعال التضخم المتصاعد والتشديد القوي من قبل البنوك المركزية فتيل ركود عالمي.
زخم حميد أو استسلام
كتب الاستراتيجيون في "غولدمان"، بمن فيهن سيسيليا ماريوتي، الأسبوع الماضي: "الوصول لنقطة قاع حقيقية في السوق على المدى القريب يتطلب زخماً إيجابياً أكثر على مستوى مزيج النمو والتضخم والسياسة، أو الاستسلام من جانب المستثمرين لبيئة الهبوط سواء بالبيع أو الاحتفاظ بالأسهم المتراجعة"، وتُعتبر توقعاتهم بوصول المؤشر لمستوى 360 نقطة بنهاية العام هي الأكثر تشاؤماً بين من استطلعت "بلومبرغ" آراءهم، وتنطوي على انخفاض قدره 10% من إغلاق يوم الخميس.
في مارس الماضي، توقع الاستراتيجيون، في المتوسط، أن يختتم "ستوكس 600" العام مستقراً تقريباً مقارنة بنهاية 2021، وبدلاً من ذلك، انخفض المؤشر القياسي بنحو 20% حتى الآن، متأثراً بارتفاع التضخم، وتشدد البنوك المركزية، وتداعيات الحرب في أوكرانيا، وأزمة الطاقة.
ولا يتوقع ستيفان إيكولو من "تي إف إس ديرفاتيفز" (TFS Derivatives)، والذي كانت تنبؤاته في مارس هي الأقرب لمدى التراجعات الحالية، حدوث أي راحة في وقت قريب.
رياح معاكسة مستمرة
قال "إيكولو" إن: "آفاق السوق الأوروبية قاتمة في نهاية العام والعام المقبل على الأغلب.. فالرياح المعاكسة الاقتصادية الكلية بعيدة كل البعد عن الهدوء، والتوترات الجيوسياسية تتزايد، وفي ظل استمرار التضخم القوي، أتصور أن دمار الطلب ستظهر دلائله في موسم الأرباح الجاري والمقبل".
وصلت الأسهم الأوروبية الشهر الماضي لأدنى مستوى لها منذ نوفمبر 2020، ثم شهدت ارتداداً على نحو ضئيل، سرعان ما بدأ فعلياً في فقدان الزخم، ويقول العديد من المشاركين في السوق إن المراكز الفنية قد تغذّي بعض المكاسب، لكن الأسس لا تزال قاتمة.
لم تشفع حتى البداية الجيدة لموسم الأرباح، وتحفز ما يكفي من التفاؤل لرفع السوق ككل، ويحذّر استراتيجيو "بنك أوف أميركا" من أن توقعات الأرباح قد تسوء.
وقالت الاستراتيجية في البنك ميلا سافوفا، التي ترى مؤشر "ستوكس 600" ينهي العام عند 380 نقطة، أي قرب مستويات الشهر الماضي المتدنية: "حتى بعد موجة البيع الحادة العام الجاري، لم تعكس أسعار الأسهم بعد الخسارة المستمرة في زخم النمو وهو ما نتوقع أن نشهده خلال الشهور المقبلة".
تتوقع "سافوفا" أن تهبط الأرباح بنسبة 20% خلال العام المقبل بسبب الضغوط على هوامش الأرباح وتباطؤ النمو الاقتصادي. وأضافت: "نعتقد أن المرونة التي تظهرها نتائج الأعمال الأوروبية حالياً لن تكون مستدامة".