الشرق
فشلت الأرباح التي أعلنت عنها كبرى شركات "وول ستريت" في دفع الأسهم الأميركية إلى استكمال ارتفاعها الذي بدأته على مدار اليومين الماضيين، في الوقت الذي ارتفعت فيه عوائد سندات الخزانة إلى أعلى مستوياتها في عدة سنوات، وتزايدت التكهنات حول استمرارية قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بتشديد سياسته، ما يعزز من فرص تحقق الركود الاقتصادي.
حملت نتائج أعمال شركات كبرى مثل "نتفلكس"، و"يونايتد إيرلاينز"، و"بروكتر آند غامبل" أنباء إيجابية للسوق، التي استقبلت أرباح الشركات بشكل جيد في تداولات الإثنين والثلاثاء، لكنها لم تتمكن من استكمال صعودها.
قبل ذلك ساهمت نتائج أعمال البنوك الكبرى للربع الثالث، والتي جاءت أعلى من التوقعات، مثل "غولدمان ساكس"، و"بنك أوف أميركا"، في تعزيز معنويات سوق الأسهم.
من المتوقع أن تظهر أرباح الشركات في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 2% فقط في الربع الثالث، وهي نسبة أقل بكثير من الزيادة البالغة 10% التي توقعها المحللون في يونيو، بحسب البيانات التي جمعتها "بلومبرغ إنتليجينس"، ما يعني أن توجيهات الشركات - كما كانت دائماً - ستكون حاسمة لمعنويات السوق، خاصة في وقت تشهد فيه العديد من الشكوك الاقتصادية التي تؤثر على الأسهم.
وفقا لما قاله نيكولاس كولاس من "داتاتريك ريسيرش" (DataTrek Research)، لوكالة "بلومبرغ"، فإن انتعاش الأسهم المستدام في هذه المرحلة سيتطلب خلفية تتضمن الاستقرار في عوائد سندات الخزانة - والتي كانت تمهيداً للارتفاع الذي طرأ على مؤشر "إس آند بي 500" لمدة شهرين، والذي بدأ في منتصف يونيو.
أشار إلى أن هذا يبدو وكأنه "أمر صعب"، بالنظر إلى أن سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تزال صارمة، وإلى أن أسعار السندات عالقة عند مثل هذه المستويات المرتفعة.
تسيطر حالة اللايقين على سوق الأسهم، في ظل وجود أحد السيناريوهات، التي تعد بمثابة "كابوس" لمنتقي الأسهم، وهو السيناريو الذي بدأ في التكشف مع بدء موسم أرباح الربع الثالث.
وصل الارتباط المتحقق لمؤشر "إس آند بي 500" لمدة ثلاثة أشهر - لمدى قرب الأسهم الأكثر ترجيحاً في حركة المؤشر بالنسبة لبعضها البعض - إلى أعلى مستوى له منذ يوليو 2020. نتيجة لذلك، يعتمد المتداولون ومديرو الصناديق النشطون بشكل متزايد على النقطة التي ستتجه إليه أكبر الأسماء في مؤشر الأسهم العريض.
قال تود سون، العضو المنتدب للاستراتيجية الفنية في "ستراتيغاس سيكيوريتي" (Strategas Securities) لــ"بلومبرغ": "إذا استمرت سوق الأسهم الأميركية الأوسع في الارتفاع بينما ترتفع ارتباطات الأسهم، فسيكون ذلك بمثابة إشارة إلى أنه لا يزال هناك ضغوط وشكوك أساسية بين المستثمرين".