بلومبرغ
تعكس أسعار الأسهم الأميركية أعلى احتمالات الركود الاقتصادي مقارنة بغيرها من فئات الأصول الأخرى وقد تكون معرضة لخسائر أكثر، وفقاً لمحللي الاستراتيجيات الكمية في "سيتي غروب" (Citigroup).
كتب استراتيجيو البنك، ومن بينهم أليكس سوندرز، في مذكرة بتاريخ 18 أكتوبر: "عكست أسعار الأسهم الأميركية مخاطر الركود أكثر من الأصول الأخرى (ولكن ليس بالدرجة الكافية)، ويتعين تعديل تقديرات الأرباح بدرجة أكبر. وفي حين أن أسعار السندات الأميركية تعكس هذه المخاطر بدرجة أقل، غير أن الأمر يستغرق بعض الوقت قبل أن تتفاعل السندات مع مخاطر الركود في ضوء سياسة الاحتياطي الفيدرالي النقدية المتشددة".
قدّر مسح أجرته بلومبرغ لخبراء اقتصاديين في وول ستريت بشكل رئيسي احتمال حدوث ركود في العام المقبل عند 60%، ارتفاعاً من 50% في الشهر السابق. ورغم أن نماذج الانحدار القياسية لمنحنى العائد تشير إلى احتمال الركود بنسبة 34%، وفقاً لـ "سيتي"، فإنّ إليزا وينغر وآنا وونغ من "بلومبرغ إيكونوميكس" ترجحان وقوع ركود اقتصادي بنسبة 100% في الأشهر الاثني عشر المقبلة.
ضربة للأسهم الأميركية
وتتماهى وجهة نظر "سيتي غروب" مع حكم مماثل الشهر الماضي استناداً إلى نموذج تداول أعده استراتيجيون في "جيه بي مورغان تشيس أند كو" (JPMorgan Chase & Co). وقد تعرضت الأسهم الأميركية لضربة قوية هذا العام في الوقت الذي تثير فيه علامات التضخم المرتفع والسياسة المتشددة للاحتياطي الفيدرالي شبح الركود، حتى عندما قال الرئيس جو بايدن إن الركود سيكون "طفيفاً للغاية".
بعد الدخول في سوق هابطة من الناحية التقنية في يونيو الماضي، زادت نسبة هبوط مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" هذا العام إلى 22% عند إغلاق يوم الثلاثاء. في غضون ذلك، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بأكثر من 250 نقطة أساس هذا العام.
كتب سوندرز وفريقه أنه لا توجد فئة أصول تغالي في تقدير مخاطر الركود، إلا أنّ الأسهم عكست تأثير هذا السيناريو أكثر من غيرها. "وهذه المرة غير عادية، حيث إن التضخم العنيد واصل الضغط على حركة أوراق الدخل الثابت، التي عادة ما ترتفع أسعارها مع زيادة مخاطر الركود".
ويوصي سوندرز والفريق المستثمرين باستخدام تتبع الاتجاه كاستراتيجية رئيسية الآن، قائلين إنها حققت نتائج جيدة خلال فترات التباطؤ والركود التضخمي.
موقف دفاعي
تحولت مجموعة "غولدمان ساكس غروب"" (Goldman Sachs Group) إلى موقف دفاعي أكثر في تخصيص الاستثمار قطاعياً يوم الثلاثاء، قائلة إن الأسهم "لا تعكس حالياً مخاطر الركود الأميركي الذي يتوقعه العديد من مديري المحافظ خلال العام المقبل".
وتشمل "الأسهم الدفاعية ذات التقييم المعقول" أسهم شركات الرعاية الصحية والسلع الأساسية وخدمات الاتصالات، وذلك بحسب ما كتبه الاستراتيجيون بمن فيهم ديفيد ج. كوستين في مذكرة بتاريخ 18 أكتوبر.