بلومبرغ
عثر مدير صندوق تحوط، صدقت توقعاته بانهيار سوق الإسكان الأميركي، وصعود العملات المشفرة، على استثماره الجديد الذي لا يحظى باهتمام المستثمرين، وهو الدين الفنزويلي.
يتم تداول السندات التي تخلفت فنزويلا عن سدادها منذ ما يقرب من خمس سنوات حول مستويات قياسية منخفضة، مع بعض من ديون شركة النفط الوطنية والمتاحة مقابل سنتين على الدولار.
يضاف إلى المخاطر، العقوبات المفروضة على حكومة فنزويلا والتي تمنع المستثمرين الأميركيين من شراء تلك السندات.
فنزويلا تعيد هيكلة 60 مليار دولار
قال لي روبنسون مدير صندوق التحوط، إنه وبرغم ذلك فإن انخراط واشنطن والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في المناقشات الأخيرة تشير إلى تخفيف نهائي للعقوبات، وهو ما سيفتح الباب أمام الحكومة لإعادة هيكلة 60 مليار دولار، إضافة إلى الفوائد التي تدين بها لحاملي السندات.
تقوم شركته "ألانتا ويلث" (Altana Wealth)، التي تتخذ من لندن مقراً لها، بزيادة حجم حيازتها من السندات منذ أن أطلقت صندوق التحوط المخصص لديون فنزويلا في عام 2020، وقد ضاعفت استثماراتها مؤخراً إلى نحو 40 مليون دولار.
أضاف روبنسون في مقابلة:"في النهاية هذا حدث ثنائي. لا يهم حقاً ما إذا كنت تشتري هذا السند بـ7 أو 8 أو 9 أو 10. في نهاية المطاف، ستحصل على أضعاف ذلك تقريباً في أي سيناريو برفع العقوبات".
قامت الولايات المتحدة وفنزويلا بعملية تبادل نادرة للأسرى هذا الشهر، وقد صرّح وزير الخارجية أنتوني بلينكين إن الولايات المتحدة مستعدة لإعادة النظر في العقوبات إذا اتخذ مادورو "خطوات بنّاءة" لاستعادة الديمقراطية. كان الرئيس جو بايدن قد أرسل وفداً رفيع المستوى للقاء مادورو في مارس بعد ارتفاع أسعار النفط مع بداية الحرب في أوكرانيا، ولا تزال الحكومتان منخرطتين في محادثات منذ ذلك الحين.
تنبؤات روبنسون المحققة
روبنسون، الذي عمل سابقاً لدى بول تودور جونز، تنبأ بمصير سوق الإسكان في عام 2008، كما أطلق صندوقاً للعملة الرقمية في عام 2014 ليعتلي رالي بتكوين محققاً عائدات مكونة من أربعة أرقام.
ألتانا، والتي أطلقها في عام 2011، تدير أصولاً بنحو 500 مليون دولار.
يتوقع روبنسون أن تقوم الولايات المتحدة بتخفيف بعض العقوبات في أعقاب انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر المقبل، في حال تم النظر إلى المخاطر السياسية المرتبطة بمثل هذا القرار على أنها محدودة بالنسبة للديمقراطيين. نظراً لأن صندوقه يقع خارج الولايات المتحدة، فهو لا يخضع للعقوبات التي تمنع الأفراد الأميركيين من شراء الديون.
أضاف: "لو سألتني في هذا الوقت من العام الماضي، لكنت قلت لك ربما شيء ما سيحدث قبل عام 2024 بسبب الانتخابات، لكن لا يمكنني إخبارك، فالأشياء تغيرت والأمور تسارعت".
انفراجة متوقعة لاقتصاد فنزويلا
روبنسون لا ينفرد وحده بهذه التوقعات، فأيضاً بيلار نافارو، المحللة في "ميدلي أدفايزرز"، ترى أن الانفراجة ستتحقق قبل نهاية الربع الأول من عام 2023.
ارتفع صندوق "ألتانا كريديت أوبورتيونيتز"(Altana Credit Opportunities) التابع لروبنسون والواقع في جزيرة كايمان بنسبة 27% في أغسطس من هذا العام، وفقاً لنشرة إخبارية تم إرسالها إلى المستثمرين واطلعت عليها بلومبرغ.
يُقارن هذا بمتوسط خسائر تزيد عن 20% في مؤشر بلومبرغ لسندات الدول النامية. قال روبنسون إنه لو صحّ توقعه بشأن فنزويلا، فسيؤدي ذلك إلى تحقيق أرباح كبيرة.
أضاف:" إنها فرصة رائعة، قد يكون الاستثمار في فنزويلا ليس من ضمن اهتمامك، ولكن إذا كنت ترغب، فعليك أن تأخذ الخطوة سريعاً لأن أي شيء يمكن أن يحدث بعد الثامن من نوفمبر".