بلومبرغ
جذب إصدار لسندات خضراء في المملكة المتحدة أكثر من 24 مليار جنيه إسترليني (25.7 مليار دولار) من طلبات الاكتتاب، مع اقتناص المستثمرين العائدات الأعلى منذ العام 1998 وسط سوق منهارة.
يعد الإصدار أول اختبار رئيسي للطلب على الديون البريطانية بعد الاضطراب الذي أثارته الخطط الاقتصادية للحكومة الجديدة لتكثيف الاقتراض، وبرغم أنَّ الطلب غطّى خمس مرات حجم الإصدار المتوقَّع من مكتب إدارة الديون؛ فإنَّ الإصدار السابق للسندات الخضراء العام الماضي اجتذب طلبات أكبر بكثير بقيمة 74 مليار جنيه إسترليني.
قال شخص مطلع، والذي طلب عدم الكشف عن هويته لعدم التصريح له بالتحدث علناً، إنَّ السندات، التي تستحق في 2053، عُرضت بعلاوة قدرها نقطة أساس فوق سندات عام 2052 القائمة. وتوقَّعت شركة "نات ويست" أن يجمع الإصدار، الذي تأجل بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية في وقت سابق من الشهر الجاري، حوالي 5 مليارات جنيه إسترليني (5.4 مليار دولار).
ذعر في سوق السندات
مع ذلك، شعر حاملو السندات بالذعر بعد أن كشف وزير الخزانة البريطاني كواسي كوارتنغ يوم الجمعة النقاب عن أكبر خفض للضرائب في البلاد منذ نصف قرن، وبعد أن رفع مكتب إدارة الديون مبيعاته من السندات للسنة المالية الحالية بنحو 62 مليار جنيه إسترليني. وواصلت السندات طويلة الأجل خسائرها يوم الثلاثاء، بعدما بدأت عملية الإصدار، وصعد العائد على سندات أجل 30 عاماً فوق 5%.
اقرأ المزيد: عائد السندات البريطانية لأجل 30 عاماً يتجاوز 5% لأول مرة منذ 20 عاماً
يزداد المعروض من السندات بالبلاد، في الوقت الذي يبدأ به بنك إنجلترا التخلص من السندات الحكومية من محفظته، في إطار الجهود المبذولة للتراجع عن التحفيز النقدي. من المرجح أيضاً أن تؤدي التخفيضات الضريبية المرتقبة إلى تحفيز التضخم، وقال كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا إنَّ السياسات المالية بحاجة إلى استجابة نقدية كبيرة.
توبيخ لاذع
"سيكون الكثير من المستثمرين قلقين بشأن محاولة استيعاب هذا المعروض من السندات الحكومية البريطانية خلال الأيام القليلة المقبلة. هذه مشكلة كبيرة" بحسب ما قال كريغ إنشز، رئيس قسم أسعار الفائدة والنقد في "رويال لندن آسيت مانجمنت" (Royal London Asset Management).
حذرت وكالة "موديز" لخدمات المستثمرين الحكومة البريطانية من أنَّ الموازنة المصغرة تهدد بالتسبب بضرر دائم في قدرة الدولة على تحمل خدمة الديون، وجاء التقييم بعد وقت قصير من توجيه صندوق النقد الدولي توبيخه اللاذع لبريطانيا حول التخفيضات الضريبية، ووصفها بالمبالغ فيها، وهي بحاجة للمراجعة.
اقرأ أيضاً: تراجع الجنيه الإسترليني يتحول إلى كابوس للشركات البريطانية
الآفاق تحكم
يتكون الإصدار الجديد من سندات خضراء، والتي تمول المشروعات البيئية وتجذب عادة طلباً قوياً بفضل الاهتمام من صناديق الاستثمار المسؤول، وقالت كارولين هاس، رئيسة المناخ وأسواق رأس المال الممتثلة للمعايير البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات في "نات ويست"، إنَّ آفاق المملكة المتحدة ستهيمن على تفكير المستثمرين.
أضافت: "هذه ليست مناقشة متعلقة بسند أخضر، وإنما متعلقة بالمخاطر البريطانية وآفاق المملكة المتحدة والجنيه الإسترليني.. وسيكون التركيز على منحنى العائد طويل الأجل، وهذا في حد ذاته يخلق مشكلة تتعلق بالتضخم واتجاه السندات الحكومية طويلة الأجل".