بلومبرغ
قلّصت "بيركشاير هاثاوي" المملوكة للملياردير وارن بافيت، حصتها في شركة "بي واي دي" (BYD) مرة أخرى من خلال بيع 1.72 مليون سهم إضافية بتاريخ الأول من سبتمبر، وفقاً لملف الإيداع لدى البورصة الجمعة. حيث جاءت هذه الخطوة بعد أيام فقط من بدء المستثمر الأميركي الأسطوري تقليص حيازته في أكبر شركة صينية لتصنيع السيارات الكهربائية.
تراجعت حصة "بيركشاير" في أسهم "بي واي دي" المدرجة في بورصة هونغ كونغ، إلى 18.87% من 19.02%، وبيعت الأوراق المالية الأخيرة بمتوسط قدره 262.72 دولار هونغ كونغ للسهم، لتُصبح قيمة الحصة 450.8 مليون دولار هونغ كونغ (57.5 مليون دولار) تقريباً، ليرتفع بالتالي مجموع أسهم "بيركشاير" التي تم التخلص منها إلى 3.05 مليون سهم أو 1.4% من حيازة بافيت المعلنة والبالغة 225 مليون سهم.
تفاوتت النظريات حول خطط بافيت بشأن رائدة السيارات الكهربائية الصينية منذ إدخال حصة مقدارها 20.49% في نظام المقاصة والتسوية المركزي في شهر يوليو، وهي حصة مماثلة للمركز المالي الأخير لـ"بيركشاير" في شركة "بي واي دي" في هونغ كونغ كما في نهاية يونيو، وهو ما اعتبره مستثمرون علامة على اقتراب البيع، الأمر الذي أدى إلى أكبر هبوط لسهم "بي واي دي" في عامين تقريباً.
قالت ديزي لي، مديرة الصندوق في "إي إف جي أسيت مانجمنت إتش كيه" (EFG Asset Management HK):" قد نشهد استمرار بعض عمليات البيع من قبل بافيت. على المدى القصير، سيكون تعافي معنويات المستثمرين بشأن أسهم (بي واي دي) صعباً، في حين قد تكون أسهمها المدرجة في الأسواق المحلية أقل تأثراً. أما على المدى الطويل، فسيبقى أداء الأسهم معتمداً على أساسيات الشركة ودورات منتجها".
حفّزت أخبار البيع الأول التي ظهرت بعد ظهر الثلاثاء، عمليات بيع متجددة لينخفض سهم "بي واي دي" بنحو 13% قبل أن يستعيد نصف الانخفاضات تقريباً، مع الإشارة إلى أن أسهم الشركة منخفضة بنحو 14% منذ بداية العام، بعد أن كانت قد قفزت بنسبة 31% في العام الماضي وبنسبة 423% في 2020.
إفصاحات مستقبلية
قال مسؤول في "بي واي دي"، في تصريحات سابقة لصحيفة "توينتي فيرست سنتشيري بزنس هيرالد" الصينية هذا الأسبوع، إنه "لا داعي للمبالغة في تفسير"بيع الحصة، مضيفاً أن عمليات الشركة تسير كالمعتاد.
تُشير الحسابات المبينة على التقرير المؤقت لـ"بي واي دي" وأحدث ملف إيداع من قبل المستثمر، إلى أن بافيت باع نحو 18 مليون سهم منذ 30 يونيو حتى الأول من سبتمبر، ليدلّ ذلك على أنه قد تكون هناك إفصاحات عامة أخرى في المستقبل. كانت "بيركشاير" أكبر مساهم في عملاقة السيارات الكهربائية الصينية، وسبق لها أن اشترت 225 مليون سهم للمرة الأولى في سبتمبر 2008.
أتى إعلان بيع بافيت لأسهم في "بي واي دي" بعد أيام من إعلان الشركة الصينية عن أرباح مالية قوية للأشهر الستة المنتهية في 30 يونيو، حيث تضاعف صافي دخلها ثلاث مرات أعلى من أفضل التقديرات، على الرغم من أن إيراداتها جاءت أقل من التوقعات.
مركز قيادي
بغض النظر عن استمرار دعم بافيت أو عدمه لهذه الشركة، لا تزال "بي واي دي" تتمتع بمركز قيادي، حيث تُعدّ أكبر صانعة للسيارات الكهربائية في الصين بحصة سوقية تقترب من 30%، وثالث أكبر صانعة للبطاريات في العالم. تبيع الشركة التي تتخذ من شنزن مقراً لها، أعداداً قياسية من السيارات الأقل تلويثاً للبيئة.
في مذكرة بحثية بتاريخ 31 أغسطس، قال ستيفن مان وجوانا تشين، المحللان لدى "بلومبرغ إنتليجنس"، إن زخم نمو "بي واي دي" يظل قوياً رغم بيع بافيت لحصة في الشركة. وأشار المحللان إلى التكامل الرأسي العميق الذي يتيح لـ"بي واي دي" تعزيز الإنتاج وتأمين تصاعد أرباح السيارات الكهربائية، في الوقت الذي يهرع فيه أقرانها إلى تأمين القطع والإمدادات الفعّالة من حيث التكلفة.