"المركزي الإسرائيلي" يستهدف الوصول بسعر الفائدة الحقيقي إلى صفر

رجّح محافظ البنك المركزي الإسرائيلي مواصلة رفع أسعار الفائدة والإبقاء عليها مرتفعة حتى يعود التضخم إلى النطاق المستهدف للحكومة عندما يتراوح بين 1% و3%، متوقّعاً أن ذلك قد يستغرق عاماً.

قال أمير يارون، في مقابلة مع برنامج "بالانس أوف باور" (Balance of Power)، على تلفزيون "بلومبرغ": "من المرجح أن تبقى أسعار الفائدة عند ذلك المستوى المرتفع لفترة من الوقت حتى نرى التضخم حقاً يستقر حول النطاق المستهدف وفي إطاره".

أضاف: "نتوقع أن يتراجع التضخم مجدّداً إلى المستوى المستهدف خلال وقت ما في صيف 2023"، مشيراً إلى أن حالة عدم اليقين العالمية قد تغيّر الجدول الزمني.

بنك إسرائيل مصمم على كبح التضخم لما دون مستوى أميركا

فاجأ البنك المركزي الإسرائيلي معظم الاقتصاديين بزيادة الفائدة 75 نقطة أساس في وقت سابق من الشهر الجاري للمرة الرابعة على التوالي، ما دفع بالفائدة المعيارية إلى أعلى مستوى منذ عقد عند 2%. جاء ذلك في الوقت الذي كان فيه نمو الأسعار مرتفعاً بقوة، إذ تجاوز التضخم السنوي جميع التوقعات ليصل إلى 5.2% في يوليو، وهو أعلى مستوى له على أساس سنوي منذ 2008.

طريق طويل

قال "يارون" إن استهداف البنك المركزي أسعار فائدة حقيقية "في مستوى ما حول الصفر أو أعلى قليلاً" يشير إلى أن أمامه طريقاً طويلاً لكي يقطعه مع وصول الفائدة حالياً عند أكثر من سالب 3% عند تعديلها حسب التضخم.

بحسب هذا المعيار أيضاً، لم تكن الفائدة التي تفرضها البنوك في إسرائيل إيجابية خلال أكثر من عام، رغم أنها لا تزال أعلى من دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

تحدث المحافظ بعد أيام من حضور المؤتمر السنوي للاحتياطي الفيدرالي في جاكسون هول بولاية وايومنغ، حيث قال رئيس "الفيدرالي"، جيروم باول، إن البنك المركزي الأميركي ملتزم برفع أسعار الفائدة وتركها مرتفعة حتى يتمكن من إبقاء التضخم تحت السيطرة.

إسرائيل ترفع الفائدة مرة أخرى في أول دورة تشديد منذ 2011

تجنب ألم أكبر

تابع "يارون": "عملية رفع أسعار الفائدة تلك من الواضح أنها تخلق الألم للكثيرين، لكن ألمها اليوم هدفه تجنب ألم أكبر بكثير في المستقبل".

جاءت زيادة البنك المركزي الإسرائيلي للفائدة في أغسطس، بعد رفع أكثر من 40 بنكاً مركزياً آخر، بما فيهم "الاحتياطي الفيدرالي"، الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في مرة واحدة العام الجاري.

يدير "يارون" اقتصاداً يقف حالياً عند معدل تشغيل كامل للعمالة، ويشهد ارتفاعاً في الاستهلاك والاستثمار، ما يزيد من أهمية ضبط التضخم.

وعبر "التعجيل" بزيادات الفائدة الآن، يتحرك البنك لخفض التضخم الذي كان له تأثير مشابه للضرائب وأضرّ بالاقتصاد، على حد قول "يارون".

"من الضروري أن نعيده إلى المستوى المستهدف"، وفقاً لمحافظ البنك، الذي أشار إلى أن الاقتصاد الإسرائيلي سيكون قادراً على امتصاص الألم المرتبط بأسعار الفائدة الأعلى، وأنه "من الأهمية بمكان ألا يترسخ التضخم".

إسرائيل تكافح تضخم أسعار المساكن بالتوسع في الإنشاءات

تشير عقود مبادلة العملة في إسرائيل لأجل عام إلى أن المستثمرين يرون أن الفائدة الرسمية سترتفع إلى حوالي 3.1% خلال عام من الآن، في حين يتوقع الاقتصاديون في البنوك، بما في ذلك بنك "هبوعليم"، أنها ستكون أقرب إلى 3.5%.

أما فريق الأبحاث في المركزي الإسرائيلي فقد توقع في يوليو أن سعر الفائدة الرسمي سيبلغ 2.75% في الربع الثاني من 2023، لكنه قد يضطر إلى رفع توقعاته في اجتماع تحديد الفائدة المقبل في أكتوبر.