بلومبرغ
تراجعت عملة الصين إلى أقل مستوياتها أمام الدولار منذ ما يقرب من عامين، فقد أدى اتساع فجوة السياسة النقدية للبلاد مع الولايات المتحدة إلى خروج التدفقات من ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
انخفض اليوان في الداخل والخارج إلى أدنى مستوى منذ سبتمبر 2020. وكان الانخفاض في البداية بسبب خفض بنك الشعب الصيني غير المتوقَّع لسعر الفائدة هذا الأسبوع. واكتسبت عمليات البيع زخماً وسط الارتفاع الأخير في الدولار، وتحديد البنك المركزي الصيني اليوان عند أدنى مستوى منذ عام 2020.
انخفض اليوان المحلي بنسبة 0.4% إلى 6.8168، وتراجع سعره في الخارج 0.6% إلى 6.8428 للدولار.
قال ألفين تان، رئيس استراتيجية آسيا للعملات في "آر بي سي كابيتال ماركتس" (RBC Capital Markets) في مذكرة للعملاء: "هناك مجال كبير لمزيد من التراجع أمام العملة وسط ضعف الاقتصاد". ويتوقَّع أن يصل اليوان المحلي إلى 7 لكل دولار في الربع الأول من عام 2023، ومن غير المرجح أن يعارض بنك الشعب الصيني المزيد من الضعف.
سياسات نقدية متباعدة
يتوقَّع المحللون من بنك "ستاندرد تشارترد" و"ميزوهو بنك" (Mizuho Bank) تراجع اليوان، إذ يتزايد تناقض سياسة بنك الشعب الصيني التيسيرية مع الاحتياطي الفيدرالي الذي يرفع أسعار الفائدة لترويض التضخم. يراهن التجار على احتمال رفع البنك المركزي الأميركي سعر الفائدة مرة أخرى بشكل كبير الشهر المقبل بعد أن واصل المسؤولون مثل جيمس بولارد من سانت لويس الدعوة إلى زيادة أخرى بمقدار 75 نقطة أساس.
تعرّض اليوان لضغوط أيضاً بسبب المخاوف المتزايدة بشأن الاقتصاد المحلي، حيث خفّضت مجموعة "غولدمان ساكس" و"نومورا هولدينغز" توقُّعات النمو بشكل أكبر. قالت وسائل الإعلام الحكومية الصينية إنَّ الحكومات المحلية قد تبيع أكثر من 229 مليار دولار من السندات لتمويل الاستثمار في البنية التحتية، بينما من المرجح أن تخفّض البنوك أسعار الفائدة الرئيسية للإقراض يوم الإثنين للمرة الأولى منذ أشهر لتعزيز الاقتصاد المترنح من إغلاقات كوفيد-19.
قال ستيفن تشيو، كبير المحللين الاستراتيجيين في أسواق العملات الأجنبية وأسعار الفائدة في "بلومبرغ إنتليجنس"، إنَّ هناك الكثير من الرياح المعاكسة لليوان في الوقت الحالي، بصرف النظر عن موقف السياسة النقدية الميسرة. وقال إنَّ حالة عدم اليقين بشأن إغلاقات كوفيد، والركود في قطاع العقارات، والتوترات مع تايوان؛ هي أمور قد تؤثر على اليوان، مضيفاً أنَّ التداعيات الإيجابية من الصادرات القوية أيضاً؛ يمكن أن تنحسر مع تباطؤ الطلب العالمي.