ماذا يعني الاتفاق النووي الإيراني لأسواق النفط؟

لدى إيران ما يقدر بنحو 100 مليون برميل من النفط الخام والمكثفات المخزنة التي يمكن إطلاقها في السوق

time reading iconدقائق القراءة - 4
منصة نفطية بحرية في حقل نفط سلمان، تديرها شركة النفط البحرية الإيرانية الوطنية، بالقرب من جزيرة لافان في الخليج العربي - المصدر: بلومبرغ
منصة نفطية بحرية في حقل نفط سلمان، تديرها شركة النفط البحرية الإيرانية الوطنية، بالقرب من جزيرة لافان في الخليج العربي - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أثارت محاولة أوروبا الأخيرة إحياء الاتفاق النووي الإيراني تكهنات بأنَّ الملايين من براميل النفط قد تتدفق على الأسواق العالمية. ربما تكون العودة سريعة إذا كان رجوع طهران السابق دليلاً على ذلك.

في حال التوصل إلى اتفاق، يمكن لإيران زيادة المبيعات في غضون أشهر، مما يزيد الإمداد النفطي بمئات الآلاف من البراميل يومياً قبل نهاية 2022، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية. من شأن ذلك أن يساعد في تخفيف حدة ضيق السوق العالمية التي عانت من الغزو الروسي لأوكرانيا.

مسؤول إيراني: قادرون على مضاعفة صادرات النفط إذا ارتفع الطلب

عندما تم تخفيف العقوبات في أعقاب التوصل لاتفاق في عام 2015، تمت استعادة إنتاج النفط الإيراني بشكل كامل أسرع مما توقَّع المحللون. مع عدم وجود دليل على الأضرار التي لحقت بحقول النفط أو المنشآت؛ فإنَّ ذلك الإنجاز قد يتكرر. تمتلك إيران أيضاً ما يقدّر بنحو 100 مليون برميل من النفط الخام والمكثفات المخزّنة التي يمكن إطلاقها في السوق على الفور.

ردت طهران الأسبوع الجاري على اقتراح "نهائي" لإعادة تنشيط اتفاق عام 2015، ويتشاور الاتحاد الأوروبي حالياً مع الولايات المتحدة بشأن "المضي قدماً" في ذلك.

خطة الأمل الأخير

تهدف الخطة، التي يُنظر إليها على أنَّها الأمل الأخير لإنقاذ الاتفاق، إلى الحد من النشاط النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات، بما في ذلك العقوبات المفروضة على نفطها.

ساعد احتمال عودة سريعة للإمدادات الإيرانية على إبقاء خام برنت القياسي دون 100 دولار للبرميل منذ بداية أغسطس، وهو مستوى تجاوزه في الغالب منذ بداية حرب أوكرانيا في فبراير.

من بين المخزون البالغ 100 مليون برميل من النفط؛ يبلغ النفط الخام نحو 40 مليوناً إلى 45 مليوناً، والباقي مكثفات، وهو نفط خفيف يتم ضخه مع الغاز، وفقاً لـ إيمان ناصري، العضو المنتدب لشركة "إف جي إي” لاستشارات الطاقة، ومقرها دبي.

التحدي الأكبر

بمجرد إطلاق مخزون الخام؛ سيأتي التحدي الأكبر في إحياء حقول النفط الخاملة وترتيب العقود والسفن والتأمين لشحن تلك البراميل. مع ذلك؛ استمرت إيران في الحفاظ على العديد من حقولها- والعلاقات مع العملاء الرئيسيين - خلال السنوات التي تم إبعادها عن التجارة العالمية.

قال ناصري إنَّ إيران يمكن أن تضيف 900 ألف برميل يومياً من الإنتاج في غضون ثلاثة أشهر بعد تخفيف العقوبات، ومن المحتمل أن تضخ وفق طاقتها الكاملة البالغة 3.7 مليون برميل يومياً في غضون ستة أشهر.

تنتج إيران حالياً حوالي 2.5 مليون برميل من النفط الخام يومياً، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ".

بعد اتفاق عام 2015، استغرقت إيران حوالي ثلاثة أشهر لإضافة 700 ألف برميل يومياً، مع سنة للعودة إلى الإنتاج بكامل قوتها. انهار الإنتاج مع انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في 2018 من الاتفاق.

إحياء الاتفاق غير مؤكد

ستتم مراقبة وتيرة عودة النفط الإيراني مجدداً عن كثب مع تعافي الطلب على الوقود من الوباء، وتجنّب العديد من المشترين للإمدادات الروسية، وكفاح معظم أعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" لزيادة الإنتاج.

فجوة إمدادات نفط "أوبك+" تتسع في مارس مع تضرر الخام الروسي من العقوبات

استمرت المحادثات مع القوى العالمية لما يقرب من 18 شهراً، وتعثرت في مراحل مختلفة بسبب الخلافات السياسية حول العقوبات بشأن الإرهاب، ومطالب إيران بتقديم ضمانات بألا تتراجع الولايات المتحدة مرة أخرى عن الاتفاق، وحرب روسيا على أوكرانيا، وعمليات التفتيش النووية.

يظل إحياء الاتفاق أمراً غير مؤكّد.

تصنيفات

قصص قد تهمك