بلومبرغ
يُضيف قرار خمس شركات صينية مملوكة للدولة بمغادرة البورصات الأميركية إلى الشكوك في إمكانية توصل سلطات البلدين إلى اتفاق بشأن قواعد الإفصاح، في حين يتوقع المحللون مغادرة شركات الطيران التي تسيطر عليها الدولة بعد ذلك، وقد يتبعها عمالقة الإنترنت.
تُعَدّ السلطتان القضائيتان في الصين وهونغ كونغ الوحيدتين في العالم اللتين لا تسمحان بإجراء مجلس الرقابة المحاسبية الأميركية العام لعمليات التفتيش، نظراً إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي والسرية، على حد تعبير مسؤولي بكين. مع تحديد عام 2024 موعداً نهائياً لإلغاء إدراج الشركات غير الممتثلة، يفكر المشرعون الأميركيون في تمرير مشروع قانون لتقريب الموعد للعام المقبل.
قد يتبع إعلان المغادرة من قِبل شركات "تشاينا لايف إنشورنس" (China Life Insurance) و"بترو تشاينا" (PetroChina) بتاريخ 12 أغسطس شركات أخرى تضم "تشاينا إيسترن إيرلاينز" (China Eastern Airlines) و"تشاينا ساوثرن إيرلاينز" (China Southern Airlines)، وفقاً لريدموند وونغ، محلل سوق الصين الكبرى لدى "ساكسو بنك". انخفضت أسهم هاتين الناقلتين بمقدار 1.6% و1.4% على التوالي، يوم الاثنين، في تعاملات البر الرئيسي.
5 شركات صينية عملاقة مملوكة للدولة تعلن انسحابها من بورصة نيويورك
أفاد وونغ بأن الناقلتين تخضعان لسيطرة لجنة مراقبة الأصول والإدارة التابعة لمجلس الدولة (SASAC)، وهي نفس الهيئة المهيمنة على الشركات الأربع التي كشفت، الأسبوع الماضي، عن خططها للخروج من الولايات المتحدة.
وأضاف أن الناقلتين من بين الشركات الصينية التي حددت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية احتمالية شطب إدراجها في الموعد النهائي.
لم تردّ كل من "تشاينا إيسترن إيرلاينز" و"تشاينا ساوثرن إيرلاينز" فوراً على طلبات التعليق.
جمعت "تشاينا إيسترن إيرلاينز" نحو 227 مليون دولار خلال اكتتابها العامّ الأوّلي في الولايات المتحدة عام 1997، فيما جمعت شركة "تشاينا ساوثرن إيرلاينز" نحو 632 مليون دولار في نفس العام. يجري تداول أسهم الشركتين كذلك في هونغ كونغ.
قال غاري نيغ، كبير الاقتصاديين لدى "ناتيكسيز" (Natixis) في هونغ كونغ، إنّ سعي الشركات الصينية المملوكة للدولة لشطب اسمها من نيويورك "ليس علامة جيدة على خلاف صغير بشأن التدقيق والمراجعة. من المرجح أن ترى قيام مزيد من الشركات المملوكة للدولة والشركات الخاصة التي تسيطر على بيانات ضخمة بنفس الخطوات".
بيانات هائلة
أفصح وونغ من "ساكسو بنك" بأن التركيز سيكون على شركات الإنترنت والتجارة الإلكترونية الصينية في الأسابيع المقبلة بسبب احتوائها على "كمية هائلة" من البيانات الحساسة المحتملة عن ملايين الأفراد والشركات والمؤسسات العامة في الصين.
استشهد وونغ ببعض الأسماء الصينية المتداولة على نطاق واسع مثل "علي بابا غروب هولدينغ"، و"بايدو"، و"بيلي بيلي"، و"جيه دي دوت كوم"، و"بينبدودو"، و"سوهو"، و"أي كيواي"، و"كي إي هولدينغز"، و"ويبو"، و"تنسنت ميوزك إنترتينمنت غروب".
مسؤولة أميركية: محادثات تدقيق حسابات الشركات الصينية تواجه عقبات
كتب وونغ في مذكرة أن إمكانية تقديم السلطات الصينية تنازلات للجهات التنظيمية الأميركية "تتضاءل بشكل متزايد في ظل تفشي المنافسة الاستراتيجية الصينية الأميركية".
قال شون وو، الشريك في شركة "بول هاستينغز" (Paul Hastings) للمحاماة في هونغ كونغ، إنّ الإعلانات الصادرة عن الشركات بإلغاء إدراجها طواعية لا تشير بالضرورة إلى بُعد احتمال الاتفاق بين السلطات، مضيفاً أنه "قد يوازن الآن عديد من الشركات الصينية المدرجة في الولايات المتحدة مخاطر الشطب وإنفاذ القواعد من قِبل هيئة الأوراق المالية والبورصات، وتحديد أفضل السبل لتحقيق التوازن بين المخاوف المتنافسة".