"بيلوتون" تبدأ هيكلة تتضمن تسريح 800 موظف وزيادة الأسعار

time reading iconدقائق القراءة - 15
متجر \"بيلوتون\" في والنوت كريك، كاليفورنيا. - المصدر: بلومبرغ
متجر "بيلوتون" في والنوت كريك، كاليفورنيا. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تعتزم شركة "بيلوتون إنتراكتيف" (Peloton Interactive Inc) إجراء إصلاح شامل يتضمن تسريح ما يقرب من 800 موظف، ورفع أسعار الدراجات الرياضية "بايك+" (Bike+) وجهاز المشي "تريد" (Tread)، بجانب إسناد خدمات مثل توصيل المعدات وخدمة العملاء لشركات خارجية.

تشمل التغييرات، التي كشفت عنها الشركة، يوم الجمعة، في مذكرة للموظفين، أيضاً الإغلاق التدريجي للعديد من معارض البيع بالتجزئة في عملية ستبدأ العام المقبل. وتعد عملية الإصلاح هذه الأكثر شمولاً حتى الآن تحت إشراف الرئيس التنفيذي باري مكارثي، وهو خبير تكنولوجي مخضرم تولى المنصب في فبراير.

تأمل "بيلوتون" في إنعاش" أعمالها التي ازدهرت خلال الأيام الأولى للوباء، لكنها عانت من تباطؤ شديد العام الماضي إذ تتراجع المبيعات، وتتزايد الخسائر، وهبط سعر سهم الشركة بنسبة 90% تقريباً خلال الاثني عشر شهراً الماضية، وتعد هذه الخطوات الأحدث لمحاولة تنشيط المبيعات وزيادة الكفاءة واستعادة بعض السمات المميزة السابقة للشركة.

شركات التكنولوجيا العملاقة تقود موجة قاسية لتسريح العمالة في 2022

التدفقات النقدية

قال مكارثي في المذكرة المقدمة إلى "بلومبرغ": "علينا أن نوقف الانكماش في إيراداتنا وأن نبدأ في النمو مرة أخرى"، مضيفاً أن التغييرات ضرورية لجعل التدفق النقدي لـ"بيلوتون" إيجابياً مرة أخرى، وأن "النقدية هي الأكسجين.. والأكسجين هو الحياة".

رحب المستثمرون بالخطوات، ما رفع السهم بنسبة 8.2% إلى 12.89 دولار في تداولات نيويورك.

في الجولة الثالثة المعلن عنها لتسريح العمالة العام الجاري، ستُسرّح الشركة 784 موظفاً في أطقم التوزيع وخدمة العملاء، وستتوقف "بيلوتون" عن استخدام الموظفين والشاحنات من داخل الشركة لتوصيل المعدات، وستغلق 16 مستودعاً في جميع أنحاء أميركا الشمالية، وستعتمد على مزودي الخدمات اللوجستية الخارجية، أو ما يعرف بلوجستيات الطرف الثالث (3PL)، لتوصيل الدراجات وأجهزة المشي وتركيبها في منازل للعملاء.

خدمات دون المستوى

تستعين "بيلوتون" بالفعل بشركات شحن خارجية وهي "جيه بي هانت ترانسبورت سيرفسيز" (JB Hunt Transport Services Inc)، و"إكس بي أو لوجيستكس" (XPO Logistics Inc) في بعض عمليات التسليم وستوكل بقية عمليات التوزيع الداخلية لتلك الشركات، وأقرت الشركة بأن مثل هذا التغيير قد لا يكون محبذاً لدى جميع المشترين مع شكوى بعضهم من أن خدمات التوصيل الخاصة بأطراف ثالثة ليست على نفس مستوى خدمات "بيلوتون".

أضاف "مكارثي" للموظفين: "لقد كان هذا تحدياً.. ولن نصلحه بين عشية وضحاها، ولكن ليس لدينا خيار سوى إنجاح الأمر، ولذلك نحن نعتمد على الخدمات اللوجستية مع أطراف ثالثة وندير علاقاتنا بشكل استباقي، ونحن واثقون من الخطة التي وضعناها ويشجعنا التقدم الذي نحققه".

تعتزم "بيلوتون" أيضاً خفض فريق دعم العملاء إلى النصف، والذي يقع أساساً في "تمبي"، بولاية أريزونا، و"بلانو" في تكساس. وستستعين الشركة بشركات خارجية للتعامل مع طلبات الدعم حسب الحاجة بما يكمل عمل الموظفين الذين تحتفظ بهم.

كتب "مكارثي": "تعني هذه الشراكات الموسعة أنه يمكننا ضمان أن لدينا القدرة على توسيع أعمالنا وتقليصها بما يتماشى مع تذبذب الأحجام وفي نفس الوقت ضمان الاستمرار في تقديم مستوى الخدمة التي يتوقعها أعضاؤنا".

تعهيد عمليات التصنيع

ستؤدي تصفية عمليات التسليم والتوزيع والمخازن الداخلية إلى القضاء على 532 وظيفة، وكذلك ستُسرح الشركة 252 موظفاً آخرين من فرق الدعم، وقالت "بيلوتون" الشهر الماضي إنها ستخفض حوالي 570 وظيفة في تايوان كجزء من الابتعاد عن تصنيع المعدات داخلياً، وفي فبراير، فصلت الشركة ما يقرب من 3000 موظف عبر جميع أقسامها.

ومع ذلك، أوضح "مكارثي" أن الشركة ستستمر في التوظيف بالمجالات الرئيسية، بما في ذلك مجموعة هندسة البرمجيات، وقال: "أشارككم هذه المعلومة حتى لا تعتقدوا أننا نضغط بأقدامنا على البنزين والفرامل في نفس الوقت".

ترفع الشركة سعر الدراجة الرئيسية الخاصة بها "بايك+" إلى 2,495 دولاراً من 1,995 دولاراً وجهاز المشي "تريد" إلى 3,495 دولاراً من 2,695 دولاراً، وتعتبر الزيادات إلغاء لتخفيضات سابقة، إذ كانت الدراجة "بايك+" مُسعرّة بـ2,495 دولاراً قبل خفض سعرها في أبريل، أما سعر "تريد" الجديد فأعلى مما كان عليه قبل أربعة أشهر بمقدار 800 دولار.

اعترف "مكارثي" بهذا التحول، موضحاً أن تخفيضات الأسعار في أبريل كانت ضرورية لتحريك الوحدات بسرعة أكبر وتوليد تدفق نقدي، وقال في مقابلة: "ربما لم أكن لأعبث بالأسعار على الإطلاق إذا واجهت أوضاع مخزونات مختلفة عندما خفضنا الأسعار".

في ذلك الوقت، كانت "بيلوتون" في الأيام الأولى لخطة إعادة هيكلة بقيمة 800 مليون دولار، وكانت لا تزال في خضم عملية تأمين قرض مصرفي بقيمة 750 مليون دولار، وفقاً لـ"مكارثي".

عودة المكانة التاريخية

أشار إلى أن تخفيضات الأسعار "أقل ما فعلته هو التأثير سلباً على تصور العلامة التجارية.. لذا فهذه عودة إلى مكانتنا التاريخية".

تراهن "بيلوتون" على أن زيادة الأسعار ستساعد في تحقيق إيرادات أعلى، وخلال الربع الثالث من السنة المالية، خالفت الشركة، التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، تقديرات المحللين، إذ انخفضت الإيرادات بنسبة 24% وجاءت الخسائر أكبر بكثير مما كان متوقعاً.

ذكرت "بيلوتون" أيضاً أنها تنوي إجراء "تخفيض كبير وشديد" لعملية البيع بالتجزئة في أميركا الشمالية بدءاً من عام 2023. وتدير الشركة حالياً 86 متجراً في جميع أنحاء الولايات المتحدة وكندا، وقال "مكارثي" في المقابلة إن عدد المواقع المغلقة سيُحدد وفق المفاوضات مع الملاك، وصرح بأن الوفورات من إغلاق المتاجر سيعاد تخصيصها لتسويق وبيع المنتجات بطرق أخرى.

نموذج الاشتراكات

أضاف "مكارثي" في المقابلة: "نحتاج إلى أن نكون حيث يكون عملاؤنا عندما يتخذون قرارات الشراء.. وهم يفعلون ذلك بشكل متزايد عبر الإنترنت"، وينعكس ذلك على معدل الإقبال على المتاجر المادية.

يأتي الإعلان عن هذه الخطوات بعد ستة أشهر من تعيين "مكارثي" في منصب الرئيس التنفيذي ضمن تعديل إداري أوسع، وتعهد الرئيس التنفيذي السابق لشركتي "سبوتيفاي تكنولوجي" و"نتفلكس" بخفض التكاليف وتحسين منتجات "بيلوتون" والانتقال بشكل متزايد إلى نموذج قائم على الاشتراكات.

كان الوباء نعمة لأعمال "بيلوتون"، إذ دفعت عمليات الإغلاق المستهلكين إلى السعي لشراء دراجاتهم والاشتراك في دروس اللياقة البدنية عبر الإنترنت، لكن الشركة بالغت في تقدير الطلب، وأنتجت الكثير من المعدات واعتقدت بالخطأ أن الزيادة في الطلب ستستمر بعد إعادة فتح الاقتصادات، وبعد أن بدأت "بيلوتون" المعاناة، استبدل مجلس الإدارة المؤسس المشارك جون فولي بمكارثي، ومع ذلك لا يزال "فولي" رئيساً.

قبل التحركات الأخيرة، ابتعدت شركة "بيلوتون" بالفعل عن تصنيع الأجهزة داخلياً، وحولت إنتاج دراجاتها إلى شركاء خارجيين في آسيا، ونفذت الشركة أيضاً برنامجاً للتأجير يمكن أن يخفض تكلفة ملكية المعدات، ورفعت سعر خدمة الاشتراك في محتواها بمقدار 5 دولارات إلى 44 دولاراً شهرياً.

تجري "بيلوتون" تغييرات أخرى، بما في ذلك العودة إلى العمل من المكتب، وقال "مكارثي"، يوم الجمعة إن موظفي المكتب سيتعين عليهم الحضور ثلاثة أيام في الأسبوع على الأقل ابتداء من السادس من سبتمبر، ويتماشى هذا مع نهج شركات التكنولوجيا الأخرى، مثل شركة "أبل"، لكنه يمثل تحولاً لشركة استفادت من أسلوب العمل من المنزل.

حتى الآن، كانت "وول ستريت" متشككة في انتعاش أسهم "بيلوتون" بعد أن استمرت الأسهم في الانخفاض، عقب تولى "مكارثي" المنصب وظلت منخفضة بنحو الثلثين في عام 2022، وتراهن الإدارة على أن خفض التكاليف الثابتة لـ"بيلوتون" ورفع الأسعار سيعززان معنويات المستثمرين.

قال "مكارثي" في المذكرة: "ما زلت متفائلاً بشأن مستقبل بيلوتون.. هذا لا يعني أنه لن تكون هناك تحديات في المستقبل، بل ستكون هناك، وستكون هناك انتكاسات غير متوقعة، وهذه هي طبيعة التقلبات، لكنني على ثقة من أننا قادرون على التغلب على التحديات لأننا قطعنا شوطاً طويلاً في الأشهر الأربعة الماضية فقط، وهو ما عزز تفاؤلي بشأن قدرتنا على إدارة نجاحنا على المدى الطويل".

تصنيفات

قصص قد تهمك