الشرق
وصف رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فاوستين أركانج تواديرا العملات المشفرة بـ"الذهب الرقمي"، منوّهاً بأن بلاده لن تنتظر وصول قطار الأصول الرقمية إليها، "بل صعدنا على متنه مبكراً، فنحن ننظر إلى تقنية (بلوكتشين) والعملات المشفرة باعتبارها اقتصاد المستقبل".
أواخر شهر أبريل الماضي اعتمدت جمهورية أفريقيا الوسطى "بتكوين" عملة رسمية، لتصبح أول دولة في أفريقيا تفعل هذا، والثانية في العالم بعد السلفادور.
رئيس أفريقيا الوسطى أكّد في مقابلة خاصة مع "الشرق"، أجرتها الإعلامية ناديا البساط على هامش زيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة، أنه رغم التقلّبات التي تشهدها أسعار "بتكوين" وباقي العملات المشفرة "فإنني على ثقة بأن الارتفاع قادم"، مكرّراً أن العملات الرقمية هي "ذهب المستقبل".
أفريقيا الوسطى تصبح أول دولة أفريقية تعتمد "بتكوين" عملة رسمية
لم تكتفِ البلاد بتشريع "بتكوين"، بل أطلقت مطلع يوليو 2022 عملتها المشفرة الخاصة "سانغو كوين" (Sango Coin)، ودعمتها بإنشاء مركز العملات المشفرة "سانغو"، ومنصة تداول، بالإضافة إلى إطلاق "جزيرة التشفير" في عالم الواقع الافتراضي "ميتافيرس"، التي وصفها الرئيس توادايرا بأنها "المعادلة الوحيدة المدعومة بالواقع"، إذ سيكون لها نظير حقيقي في منطقة منخفضة الضرائب قرب نهر أوبانغي.
أعرب صندوق النقد الدولي عن حذره بشأن العملة الرقمية "سانغو". كما قال البنك الدولي إنه لن يدعم "سانغو" نظراً إلى هواجس لديه تتعلّق بالشفافية والآثار المحتملة على الشمول المالي.
التعاون مع "بينانس"
عن فحوى زيارته للإمارات، أجاب تواديرا بأن البلدين تجمعهما علاقات تعاون في شتّى المجالات، معتبراً أن الإمارات وضعت المستقبل نُصبَ عينيها، وهي مركز اقتصادي بالغ الأهمية.
وكشف رئيس أفريقيا الوسطى لـ"الشرق" أن أحد الأسباب الرئيسية لزيارته هو لقاء مسؤولي منصّة تداول العملات المشفرة الأكبر في العالم "بينانس" (Binance)، الموجودين بشكلٍ أساسي في دبي، ومن ضمنهم مؤسس الشركة ورئيسها زاو شانغبينغ، وذلك "لبحث سبل تعاوننا في مجال العملات المشفرة".
يبلغ معدل اختراق الإنترنت في الدولة الحبيسة (أي التي ليس لديها أي منفذ على البحر) نحو 11% من سكانها البالغ عددهم 5 ملايين نسمة، وفقاً لبوابة البيانات الإلكترونية "داتا ريبورتال" (DataReportal).
ينوّه رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى بأن بلاده تزخر بالموارد الطبيعية، "ففي جوف أراضينا كثير من المعادن الاستراتيجية، مثل الذهب والألماس والليثيوم واليورانيوم، بالإضافة إلى الغابات العذراء. ونحن نسعى للاستفادة من (بلوكتشين) والمنصة الرقمية (سانغو) ومن الشراكة مع (بينانس) لاستقطاب مستثمرين إلى هذه القطاعات".
تُعَدّ جمهورية أفريقيا الوسطى، التي تمتلك احتياطيات من الذهب والألماس، إحدى أفقر دول العالم، إذ كان لسنواتِ الصراع العنيف والأزمة السياسية التي اجتاحت البلاد في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية في ديسمبر 2020 تأثير شديد في الاقتصاد، كما أضرت بالعلاقات مع شركائها الدوليين.