بلومبرغ
أعلنتْ شركة "فورد موتور"، التي تستعد للاستغناء عن آلاف الموظفين لكي تموّل مستقبل سيارتها الكهربائية، عن أرباح الربع الثاني التي فاقت تقديرات وول ستريت، حيث نمت المبيعات وزادت أسعار السيارات، كما ارتفعت أسهم الشركة بأكثر من 5% في تداولات ما بعد إغلاق السوق.
في هذا الصدد، قالت شركة "فورد" يوم 27 يوليو إن الأرباح المعدّلة ارتفعت إلى 68 سنتاً للسهم، أي أكثر من قيمة 45 سنتاً التي توقعها المحللون بالمتوسط. كما تضاعفت الأرباح المعدلّة قبل الفوائد والضرائب بأكثر من ثلاثة أضعاف لتصل إلى 3.7 مليار دولار، وهي أعلى بكثير من قيمة 2.37 مليار دولار التي توقعها المحللون.
منافسة محتدمة
يتفوّق هذا الأداء أيضاً عند مقارنته بأرباح الربع الثاني المعدّلة لشركة "جنرال موتورز" المنافسة في ديترويت والبالغة 2.34 مليار دولار.
يُشار إلى أن شركتي تصنيع السيارات تتسابقان للحاق بركب شركة "تسلا" الرائدة في سوق السيارات الكهربائية من خلال إطلاق عدد كبير من الطرز التي تعمل بالبطاريات. وقد عزت "فورد" مكاسبها جزئياً إلى ارتفاع الطلب على سياراتها الكهربائية من طُرز "موستانغ ماك-إي" (Mach-E) الرياضية، وسيارة "إف -150 لايتنينغ" (F-150 Lightning)، والشاحنة التجارية "إي ترانزيت" (E-Transit).
وأكدت "فورد" التوقعات الخاصة بأرباحها لعام 2022 من 11.5 مليار دولار صعوداً إلى 12.5 مليار دولار قبل الفوائد والضرائب. ويُمثّل ذلك زيادة بنسبة 15% إلى 25% عن أرباح عام 2021. وفي علامة أخرى على الثقة، زادت الشركة توزيعات أرباحها ربع السنوية بنسبة 50% إلى 15 سنتاً للسهم.
استراتيجية التحوّل
لكنها مع ذلك أشارت إلى أن عملية خفض النفقات لا تزال مستمرة لإبقاء التكاليف تحت السيطرة حيث تنفق الشركة المليارات على بطاريات السيارات الكهربائية ومصانع السيارات. وتعليقاً على الموضوع، قال جون لولر، المدير المالي لشركة "فورد"، إن الشركة بدأت في تنسيق الجهود كجزء من "تغيير شامل" في استراتيجية التحول إلى السيارات الكهربائية. ورفض التعليق على تفاصيل بشأن تخفيض عدد الموظفين.
كما قال لولر في مكالمة مع الصحفيين: "نُركّز على تكاليفنا وعمليات خفض التكاليف لخدمة تحوّل الشركة، وسيكون لهذا فوائد إذا ما توجهنا إلى ركود محتمل؛ ونحن نتطلع إلى تبسيط الأعمال، وتحويل الأعمال التجارية، والنمو في بعض المجالات، والتخفيض في مجالات أخرى".
خفض الوظائف
يُصمِّم الرئيس التنفيذي، جيم فارلي تطبيق تحولٍ جذري لأعمال "فورد" من خلال إنفاق 50 مليار دولار حتى عام 2026 لإنتاج مليوني سيارة كهربائية سنوياً، ارتفاعاً من نحو 27 ألف في العام الماضي. ولتمويل هذه الطموحات، يهدف فارلي إلى زيادة الأرباح من خلال التركيز حالياً على سيارات الوقود التقليدية لدى "فورد"، مثل سيارة "برونكو" (Bronco) الرياضية. بالإضافة لخفض التكاليف بمقدار 3 مليارات دولار، وإلغاء ما يصل إلى 8 آلاف وظيفة، وفقاً لأشخاص مطلعين على الخطط.
وخلال الربع الثاني، استطاعت الشركة مقاومة الانخفاض الأوسع في صناعة السيارات، وزادت مبيعاتها الأميركية بنسبة 1.8%. وارتفعت عائدات "فورد" من السيارات خلال هذه الفترة إلى 37.9 مليار دولار متجاوزة توقعات المحللين البالغة 34.5 مليار دولار، مع ارتفاع أسعار السيارات.
فضلاً عن ذلك، وصلت زيادة أسهم "فورد" إلى 8.5% في تداولات بعد الإغلاق، لتتداول لاحقاً بارتفاع 5.7% وتصل إلى 13.94 دولار للسهم اعتباراً من الساعة 5:15 مساءً في نيويورك. وبعد أن زادت بأكثر من الضعف العام الماضي، تراجعت أسهم الشركة بنسبة 37% هذا العام، متأثرة بالمخاوف من الركود، وأعلى معدل تضخم في 40 عاماً.
أسعار مرتفعة
علاوةً على ذلك، عزتْ "فورد" إيراداتها القوية إلى زيادة حجم المبيعات بالإضافة إلى "الأسعار المناسبة، ومنتجاتها المتنوعة من المركبات" في إشارة إلى ارتفاع أسعار التجزئة من الشركة على سياراتها الرياضية والشاحنات التي حققت أعلى نسبة ربح. وفي الفترة من أبريل إلى يونيو، ارتفع متوسط السعر الذي دفعه المستهلكون لسيارات فورد بنسبة 10% إلى 51 ألف و995 دولاراً، ما عزّز الأرباح حتى مع ضعف مخزونات وكلاء بيع السيارات بسبب نقص الرقائق، وفقاً لشركة الأبحاث "كوكس أوتوموتيف" (Cox Automotive).
اقرأ أيضاً: "فورد" و"إس كيه" تستثمران 11.4 مليار دولار في مصانع للسيارات الكهربائية
ومن المحتمل ألا تستمر هذه الأسعار الباهظة مع بدء تخفيف حدّة الاختناقات في إمدادات أشباه الموصلات واستعادة المخزونات. إذا قال لولر إن "فورد" تتوقع أن ترى "اعتدالاً في الأسعار" مع زيادة توافر المركبات مقارنة بتضاؤل العرض لمدة 14 يوماً الحالي.
قوة السوق المحلية
استمرّت عمليات السوق المحلية لشركة "فورد" في أميركا الشمالية بتعزيز الأداء، حيث بلغت الأرباح قبل الفوائد والضرائب 3.27 مليار دولار، وهو ما يُمثّل مكسباً كبيراً انتقالاً من 192 مليون دولار العام الماضي. وقالت الشركة إن جميع سياراتها لعام 2022 تقريباً قد بيعت وإن حركة العملاء في صالات عرضها نشطة.
وقبل إعلان النتائج، قال ديفيد ويستون، المحلل في شركة "مورنينغ ستار" (Morningstar) الذي يُصنّف الشركة في لائحة "الشراء": "تُحقّق فورد نجاحاً من ناحية المنتج؛ وهي تحتاج فقط إلى أداء أفضل من حيث التكلفة، بما في ذلك تكلفة الضمان وجعل الشركة أكثر مرونة، ويبدو أنه سيتم تنفيذ هذه الخطط قريباً إلى حد ما".
أما في الصين، وهي أكبر سوق للسيارات في العالم، فلم تكتسب شركة "فورد" الكثير من القوة بعد. حيث سجّلت الشركة خسارة قدرها 121 مليون دولار قبل الفوائد والضرائب، باستمرار لخسائر العام الماضي التي بلغت 123 مليون دولار. كما تراجعت مبيعات شركة "فورد" في الصين بنسبة 22% خلال هذا الربع لتصل إلى حوالي 120 ألف سيارة، حيث أدّت القيود وعمليات الإغلاق المرتبطة بالوباء إلى تعطيل الأعمال.
وفي السوق الأوربية حققّت شركة صناعة السيارات ربح قدره 10 ملايين دولار قبل الفوائد والضرائب في الربع الثاني، مقارنة بخسارة قدرها 284 مليون دولار في العام السابق، وعزت هذا التحول إلى قوة أعمال مركباتها التجارية.