بلومبرغ
انضمت عملاقة التعدين مجموعة "بي إتش بي غروب" إلى منافستها "ريو تينتو غروب" في الإشارة إلى أن شركات إنتاج السلع الأساسية ينتظرها مزيد من الاضطرابات مع ارتفاع التكاليف ارتفاعاً هائلاً في وقت يواجه الطلب رياحاً عكسية بالنسبة إلى جميع منتجاتها من الحديد الخام إلى النحاس.
حذرت كبرى شركات التعدين في العالم اليوم الثلاثاء من "تباطؤ شامل في الإنتاج العالمي" بسبب الحرب في أوكرانيا، وأزمة الطاقة في أوروبا، وتقشف السياسة النقدية على مستوى العالم.
هذه الملاحظة – التي وردت في آخر تحديث لتقارير الإنتاج الفصلية للشركة – تردد أصداء ملاحظات مجموعة "ريو تينتو" التي أعلنت عنها الأسبوع الماضي. وقالت مجموعة "بي إتش بي" أيضاً إن ضغوط ارتفاع التكاليف سوف تستمر على مدى 12 شهراً مقبلة.
قال غافين ويندت، محلل أول قطاع الموارد الطبيعية لدى شركة "ماين-لايف" (MineLife)، في اتصال هاتفي: رغم أن ربحية الشركتين مازالت قوية، فإنهما "تحاولان تهيئة السوق تحسباً لوقوع تباطؤ كبير في الطلب من الصين. إن ظروف السوق القاسية تأتي في وقت تتراجع فيه أسعار السلع الأولية، مما يشكل ضغطاً على هوامش الربحية".
هبوط الأسعار
هبطت أسعار السلع الأولية في الأشهر الأخيرة، مع ضعف الطلب في الصين، وزيادة التوقعات بأن يضرب الركود جميع الاقتصادات المتقدمة. وتدهورت أسعار خام الحديد، وهو أكبر مصادر أرباح الشركتين، إلى أقل من 100 دولار للطن خلال الأسبوع الماضي، مع مواجهة الصين أزمة جديدة في قطاع العقارات المحاصر، شملت موجة امتناع مشتري المنازل عن سداد ديون الرهن العقاري.
في نفس الوقت، تواجه شركات التعدين ارتفاعاً في التكاليف. وقال مايك هنري، الرئيس التنفيذي لمجموعة "بي إتش بي"، في بيان: "نحن نتوقع أن يستمر تأثير الضغوط التضخمية حتى نهاية العام المالي 2023، علاوة على نقص الأيدي العاملة، والعراقيل التي أصابت سلاسل التوريد".
أضاف هنري أن إجراءات تحفيز الاقتصاد في الصين سترفع معدل النمو هناك خلال السنة المقبلة. وقد سجل أكبر اقتصاد في آسيا نمواً بنسبة 0.4% فقط في الأشهر الثلاثة الماضية، ويسود الغموض حول توقيت ظهور تأثير الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتنشيط الاقتصاد.
وصفت مجموعة "ريو تينتو" الرياح المعاكسة التي تواجه اقتصاد الصين بأنها "هائلة".
عملاق الحديد
مبيعات مجموعة "بي إتش بي" من الخام الذي يستخدم في صناعة الصلب من منطقة بيلبارا في غرب أستراليا سجلت 72.8 مليون طن في الأشهر الثلاثة المنتهية في 30 يونيو، بانخفاض بلغ 1.2% من مستوى نفس الفترة في العام السابق، وارتفاع بنسبة 8.5% عن مستوى الربع الأول من العام الحالي، الذي تأثر سلباً بسبب اضطرابات فيروس كوفيد-19، وذلك مقابل 73.1 مليون طن تمثل متوسط توقعات ثلاثة محللين.
أعلنت مجموعة "ريو" في الأسبوع الماضي زيادة مبيعاتها الفصلية من خام الحديد بنسبة 5%. ومن المقرر أن تعلن شركة "فالي" عن أرقام الإنتاج عن هذه الفترة في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء. وتتنافس "فالي" مع مجموعة "بي إتش بي" على احتلال المركز الثاني عالمياً في إنتاج خام الحديد بعد مجموعة "ريو تينتو".
أنقر هنا للاطلاع على أسعار مجموعة من المعادن الأساسية
قال ديفيد رادكليف، محلل أول قطاع التعدين في شركة "غلوبال ماينينغ ريسيرش" (Global Mining Research): "شهدت السوق قطعاً زيادة في حالة عدم اليقين والغموض بعض الوقت، وقد انعكس ذلك على توقعات الأداء". غير أنه أضاف أن: "ميزانيات شركات التعدين لم تسجل أبداً أداءً أفضل مما هي عليه الآن، ومراكزها المالية في حالة جيدة" تجعلها قادرة على تجاوز الأزمة.
من المقرر أن تعلن مجموعة "بي إتش بي" عن نتائج أعمالها عن هذه الفترة في 16 أغسطس المقبل. وتوقعت الشركة، اليوم الثلاثاء، أن يتراوح إنتاجها من خام الحديد من أنشطتها في غرب أستراليا خلال السنة المالية التي بدأت في أول يوليو بين 246 مليون طن إلى 256 مليون طن، بعد أن وصل إلى 253 مليون طن خلال الأشهر الاثني عشر الماضية.