بلومبرغ
هوى النحاس إلى ما دون 7500 دولار للطن، حيث أدت المخاوف من حدوث ركود اقتصادي عالمي إلى زيادة الضغط على المعادن الصناعية وعمَّق من تراجعاتها عن مستويات قياسية كانت قد سجلتها قبل عدة أشهر.
يشعر المستثمرون بالقلق إزاء مجموعة من العوامل تهدد الطلب، بداية من أزمة الغاز في أوروبا إلى تباطؤ الاقتصاد في الولايات المتحدة وتجدد موجات انتشار الفيروس في الصين. فبعد انخفاض بنسبة 4.2% يوم الثلاثاء في أدنى مستوى إغلاق له في 19 شهراً، انخفض النحاس بنحو 5% يوم الأربعاء. كما انخفضت أسعار الألمنيوم والزنك والقصدير.
أكدت جولة جديدة من حملات الفحص الجماعي لفيروس كورونا في شنغهاي المخاوف من أن سياسة صفر كوفيد الصينية ستعقد تعافي ثاني أكبر اقتصاد في العالم. كان يُنظر إلى البلاد على أنها واحدة من أكثر المناطق إنعاشاً للطلب، نظراً لتعهدات الحكومة بدفع نمو الاقتصاد خلال هذا النصف من العام.
قال فان روي المحلل في شركة "غويوان فيوتشرز" (Guoyuan Futures Co) عبر الهاتف "في الواقع لا توجد أخبار متفائلة في الوقت الحالي، فأوروبا والولايات المتحدة تواجهان مخاطر الركود ولا يمكنهما احتواء التضخم، وهو ما سيقود إلى إجراءات تشديد نقدية ستزيد من الضغط على النحاس، أما في الصين، فيواجه الاقتصاد ضربة مزدوجة من تفشي موجات جديدة من إصابات كورونا مع ضعف انتعاش الطلب أكثر من المتوقع".
الأسوأ للمعادن
كان الربع الأخير هو الأسوأ بالنسبة للمعادن منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008، ولم يأت شهر يوليو سوى بالقليل من الانفراج، حيث هيمنت المخاوف من حدوث ركود على الأسواق. وهو تحول سريع لاتجاه شهر مارس، عندما ارتفع مؤشر LMEX لستة معادن إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق وسط مخاوف من أن هجوم روسيا على أوكرانيا سيؤدي إلى حدوث نقص في المعروض.
من المقرر أن يصدر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من يوم الأربعاء ليعطي مزيداً من الأدلة حول توجهات البنك نحو مزيد من التشديد النقدي، وذلك قبل قرار آخر بشأن سعر الفائدة في أواخر يوليو. تبلغ الآن فرص انكماش الاقتصاد الأميركي نحو 38%، وفقاً لآخر توقعات بلومبرغ إيكونوميكس.
انخفض سعر النحاس بنسبة 4.9% إلى 7291.50 دولار للطن في بورصة لندن للمعادن، وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر 2020 قبل أن يتداول عند 7440 دولاراً للطن بحلول الساعة 7:10 صباحاً بالتوقيت المحلي. كما انخفض الألمنيوم بنسبة 1.4% والزنك 0.6%.
ضربت موجة بيع المعادن شركات التعدين أيضاً، حيث تراجعت شركة "ريو تينتو المحدودة" في أستراليا بنسبة 7.2%، كما انخفضت "مجموعة بي إتش بي" بنسبة 5.5%.