الشرق
يتجه مؤشر الأسهم السعودية لتسجيل أطول سلسلة خسائر متتالية منذ بداية عام 2020، متأثراً بعمليات البيع التي شهدتها أسواق الأسهم العالمية الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى انخفاض سعر النفط بأكبر قدر خلال ثلاثة أشهر يوم الجمعة.
جاسم الجبران، رئيس قسم أبحاث المبيعات في "الجزيرة كابيتال، ومقرها الرياض، قال لوكالة "بلومبرغ" إنَّ الأسهم الخليجية تتعرّض لضغوط بيعية، بسبب تأثير ارتفاع أسعار الفائدة على الطلب على السلع، مضيفاً: "الهبوط الحالي مدفوع بالذعر، وبشكلٍ جزئي بسبب نداءات الهامش".
مع ذلك؛ لا يتوقَّع الجبران استمرار الانخفاضات الحالية في السوق السعودية لفترة طويلة، "حيث بدأنا نرى إمكانات فرص جيدة في بعض القطاعات مع التراجع الحالي".
اقرأ أيضاً.. الأسهم السعودية تجذب "الثيران" وسط ارتفاع أسعار النفط والفائدة
ضغوط سهم "أرامكو"
أغلق المؤشر الرئيسي "تاسي" منخفضاً بنسبة 4.44% وهي أكبر نسبة تراجع في يوم واحد من 28 نوفمبر 2021، مسجلاً 11299.18 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ يناير، مع استمرار تراجع المؤشر لليوم السادس على التوالي، فضلاً عن تراجع كل القطاعات الـ14 التي يضمها المؤشر، إذ انخفض سعر أكثر من 195 سهماً من أصل 211 سهماً على المؤشر.
ساهم سهم شركة "أرامكو" بالنصيب الأكثر في تراجع المؤشر، وهبط سعر السهم 4%، إلى أدنى مستوى منذ 15 مارس، وبرغم ذلك ما تزال "أرامكو"، المملوكة للحكومة، أكبر كيان مدرج بالبورصة في العالم، بقيمة سوقية تبلغ 2.18 تريليون دولار، مقابل 2.13 تريليون دولار لشركة "أبل".
وتراجع خام غرب تكساس الوسيط يوم الجمعة إلى 109.56 دولار، منخفضاً بذلك 6.8%، وهو أكبر انخفاض يومي منذ مارس، فيما ضاعف رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول جهوده لكبح التضخم الأكثر سخونةً منذ عقود مع المزيد من الرفع الحاد في أسعار الفائدة.
4 أسباب وراء تزايد ملكية الأجانب في سوق الأسهم السعودية
يرى متداولون في السوق أنَّ ارتفاع أسعار الفائدة، وتباطؤ النمو الاقتصادي، سيؤديان إلى "تدمير" الطلب، لكن على المدى الطويل ما يزال المعروض في السوق محدوداً.
رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الأربعاء الماضي أسعار الفائدة 75 نقطة أساس لتصل إلى ما بين 1.5% و1.75%، وذلك ضمن نهج السياسة التشددية التي يسير عليها المركزي الأميركي لمواجهة معدلات التضخم التي بلغت أعلى مستوياتها منذ 40 عاماً.
معنويات سلبية مستوردة
يرى المحلل المالي في الشرق محمد زيدان، أنَّ سوق الأسهم السعودية استوردت المعنويات السلبية من الأسواق العالمية، فبعد جلسة تداول يوم الجمعة الماضي، والتي عمَّ فيها اللون الأحمر الأسواق؛ لم تكن الأسهم السعودية بمنأى عن ذلك في بداية تداولات هذا الأسبوع.
دخلت معظم مؤشرات الأسواق العالمية في اتجاهٍ هابط، عقب لجوء البنوك المركزية إلى رفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم المتزايد، وبالتالي؛ ارتفعت احتمالات سيناريو دخول الاقتصاديات الكبرى في ركودٍ اقتصادي، بحسب زيدان.
وأضاف: "بموازاة ذلك، شهدت أسعار النفط أواخر الأسبوع الماضي هبوطاً حادّاً. وبما أنَّ أغلب المكاسب التي حققتها السوق السعودية كانت مدعومة بشكلٍ رئيسي من ارتفاع أسعار النفط، نظراً للترابط الكبير بينهما، كان من الطبيعي أن يكون لهبوط أسعار الخام تأثير سلبي على تداولات "تاسي".
"S&P": ارتفاع أسعار الفائدة المتوقع يزيد ربحية بنوك السعودية ويضعف الائتمان
ساهمت هذه المعنويات السلبية بدخول البورصة السعودية موجة تصحيح عميقة، بعد الارتفاعات التي حققتها منذ مطلع العام، والمدعومة من 3 عوامل، شملت نمو الاقتصاد السعودي بوتيرة أعلى من التوقُّعات، ونتائج الأعمال الإيجابية للشركات السعودية بالربع الأول من 2022، وارتفاع أسعار النفط فوق مستويات 100 دولار.
خسر مؤشر "تاسي" ما يتجاوز 18% من أعلى قمة حققها في 9 مايو، ويُعدُّ هذا التراجع الأكبر للمؤشر منذ ذروة جائحة كورونا وهبوط أسعار النفط دون المستويات الصفرية.
محلل الأسواق المالية حمد العليان قال لـ"الشرق"، إنَّ حركة أسعار النفط هي المؤشر الحقيقي لتحركات "تاسي"، وما حدث يوم الجمعة الماضي من تراجع حاد لأسعار الخام، أسهم بشكلٍ كبير في انخفاض الأسهم السعودية، فضلاً عن خوف المستثمرين من حدوث ركود اقتصادي.