بلومبرغ
كان الأسبوع الأخير دامياً بالنسبة لأسهم التكنولوجيا، لكن تبين أن المستثمرين الذين تمسكوا بأسهم شركات مثل "أوراكل" و"سيسكو سيستمز"، التي تندرج تحت فئة شركات توليد النقد الحر وتوزيعات الأرباح، نجوا من هبوط السوق.
بعدما انزلق مؤشر "ناسداك 100" للأسهم إلى أدنى مستوياته فيما يقرب من عامين، تمكنت القيمة السوقية لسهم "أوراكل" من الارتفاع بنسبة 1% تقريباً، يليها انخفاض بنسبة 0.2% فقط في "سيسكو".
قد تبدو هذه الأرقام متواضعة، لكن بالنسبة للأسبوع الذي شهد زلزالاً في أسهم أكبر شركات التكنولوجيا العالمية، إضافة إلى دخول مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" لمنطقة السوق الهابطة، يعد هذا الأداء فائقاً، كما يدل على مرونة هذه الشركات التي استمرت في العمل لعقود حققت فيها نسب نمو أضعف نسبياً، لكنها أقوى من حيث الربحية والمكافآت المالية التي قُدمت للمستثمرين مع المدفوعات.
قال مارك لاشيني، رئيس المحللين الاستراتيجيين للاستثمار في شركة "جاني مونتغمري سكوت" (Janney Montgomery Scott) إن: "الشركات التي تتمكن من توليد النقد، وتقديم مدفوعات مستدامة بغض النظر عن الظروف الاقتصادية، من المتوقع استمرارها في العمل خلال المستقبل المنظور. فالأسهم التي تركز على الجودة تبرز كمنطقة إيجابية".
القديم يكسب
في وقت سابق من هذا الأسبوع، ارتفعت أسهم "أوراكل" بأكبر قدر في 6 أشهر بعدما أعلنت شركة البرمجة عن نمو بنسبة 19% في الإيرادات، لتصل بذلك إلى 2.9 مليار دولار في الربع الرابع من السنة المالية، كما تفوقت شركة "إنترناشيونال بيزنس ماشينز" (IBM) أيضاً في الأداء، مقارنة بالسوق الأوسع نطاقاً خلال الأسبوع نفسه، منخفضة بنسبة 0.9% فقط، مقابل تراجع يناهز 5% تقريباً في مؤشر "ناسداك 100".
تأتي عودة التركيز على أسهم المؤسسات مثل "أواكل"، و"سيسكو"، و"آي بي إم" - ممن وصلت توزيعات أرباحها حالياً إلى 5%- بعد سنوات من ثبات التركيز على أسهم الشركات الشبيهة بـ"نتفلكس" وإيراداتها التي ترتفع بسرعة. وعلى الرغم من هذا الارتفاع السريع، تلقت استراتيجية هذه الشركات ضربة ساحقة هذا العام عقب صعود عوائد سندات الخزانة، ما قلص القيمة الحالية للأرباح المتوقع جنيها بعد سنوات من الآن.
فيما عدا مؤسسات التكنولوجيا القديمة، كانت هناك مذبحة هذا الأسبوع في كل مكان آخر تقريباً في القطاع التقني، مع وصول القلق من الركود إلى ذروته في أعقاب أكبر رفع لأسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي منذ عام 1994. وانخفض سعر أسهم "أبل"، أكبر شركة تكنولوجيا في العالم، بنسبة 4.1%، متكبدة الأسبوع الثالث على التوالي من الخسائر.
اقرأ أيضاً: مخاوف الركود تعصف بأسواق العالم
حقبة جديدة
في الوقت نفسه، انخفض صندوق متداول في البورصة يتتبع شركات التكنولوجيا التي تدفع توزيعات أرباح بنسبة 21% هذا العام، مقارنة بانخفاض 31% لمؤشر ناسداك 100.
الآن، ومع نهاية حقبة أسعار الفائدة المنخفضة بشدة، من المهم التركيز على الشركات التي تحقق أرباحاً قوية من الممكن إعادة استثمارها خلال فترة عدم اليقين الاقتصادي، حسبما يرى جيرمايا باكلي، مدير المحفظة في شركة "جانوي هندرسن إنفستورز" (Janus Henderson Investors).
قال "باكلي": "هذه الشركات يمكنها الظهور في موقف قوة وتسريع مكاسب الأسهم، مع هدوء بعض الرياح العكسية الحالية في السوق الكلية، والعودة إلى فترة نمو اقتصادي أكثر استقراراً".