بلومبرغ
تسير الاكتتابات العامة الأولية في الشرق الأوسط نحو تحقيق أفضل نصف أول لها على الإطلاق، في ظل أسعار النفط المرتفعة والتدفقات الأجنبية التي تحمي المنطقة من التقلبات المُحطّمة للطروحات في جميع دول العالم.
أشارت البيانات التي جمعتها "بلومبرغ" إلى أن الاكتتابات العامة الأولية في الشرق الأوسط حققت 11.4 مليار دولار في الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، متجاوزة المبلغ الذي تم جمعه في أي نصفٍ سنوي، أول أو آخر. ومن المقرر أن ترتفع قيمة المبلغ مع بدء تداول شركة بروج للبتروكيماويات في أبوظبي، يوم الجمعة، بعد جمعها ملياري دولار.
تعد المنطقة الغنية بالطاقة بقعة مضيئة نادرة في الاكتتابات العامة الأولية هذا العام بعدما عزّز ارتفاع أسعار النفط بنحو 50% الاقتصادات الخليجية وأسواق الأسهم. وفي حين تراجعت مبيعات الأسهم إلى أدنى مستوياتها منذ عقدين في أوروبا نتيجة للتضخم الهائل، وارتفاع أسعار الفائدة والتوقعات الاقتصادية القاتمة، نجت منطقة الشرق الأوسط من الاضطرابات بشكل كبير، وجذبت مستثمرين من أماكن أخرى.
قال رودي سعدي، رئيس أسواق رأس المال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى "سيتي غروب: "تماسكت الاكتتابات العامة الأولية على نحو جيد للغاية في دول مجلس التعاون الخليجي بفضل الاهتمام الكبير من المستثمرين العالميين والإقليميين بالعروض الأخيرة والمخطط لها مستقبلاً في أسواق رأس المال. شهدنا تدفقات صافية مستمرة للأجانب عبر كافة البورصات الخليجية حتى أثناء عمليات البيع الأخيرة، ما يؤشر إلى شراء المستثمرين الأجانب في هذه السوق رغم التقلبات العالمية".
بعد طرح "إل جي إنيرجي سوليوشن"(LG Energy Solution) الكورية الجنوبية، سجلت دبي ثاني أكبر اكتتاب عام عالمي، بعدما جمعت وحدة المرافق الرئيسية الخاصة بها نحو 6.1 مليار دولار، طلبات بقيمة 86 مليار دولار من المستثمرين. وتبذل الإمارة جهداً لإدراج الأصول المملوكة للدولة، بجانب سلسلة إدراجات مختلفة، وذلك في محاولة لتعزيز نشاط التداول.
تفوّق نجاح عرض شركة بروج في أبو ظبي المجاورة على هيئة كهرباء ومياه دبي، مع استقطابه طلبات وصلت إلى 83 مليار دولار، وتجاوز مستوى الاكتتاب بنحو 42 ضعفاً.
كما استمر نشاط الطرح العام الأوّلي في الخليج رغم عمليات البيع الحاد في أسواق الأسهم الإقليمية الشهر الماضي. وتواصل أسواق الشرق الأوسط الحفاظ على مكانتها بين الأسواق العالمية الأفضل أداءً هذا العام، مع ارتفاع التداول في المملكة العربية السعودية بمقدار 13% وارتفاع مؤشر سوق دبي بنحو 6.6%.
تظل توقعات بقية العام مشرقة باستثناء أي صدمات كبيرة مثل الانخفاض الحاد في أسعار النفط. ومن المنتظر إجراء عدد من الاكتتابات بقيمة تزيد عن مليار دولار في المملكة العربية السعودية، أكبر سوق للاكتتاب العام في الشرق الأوسط، في حين تستعد دبي لمواصلة فورة الطروحات.