استبيان عالمي يتوقع تصدير الصين لاضطرابات التضخم الجديدة

time reading iconدقائق القراءة - 7
مستثمرون يتوقعون رفض بكين إنهاء سياسات الإغلاق الصارمة التي عطلت سلاسل الإمدادات العالمية  - المصدر: بلومبرغ
مستثمرون يتوقعون رفض بكين إنهاء سياسات الإغلاق الصارمة التي عطلت سلاسل الإمدادات العالمية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

من المتوقع أن تستمر إستراتيجية الصين "صفر كوفيد" لنهاية العام، مما يكثف مشاكل سلاسل الإمداد العالمية ويتحدي جهود محافظي البنوك المركزية لكبح التضخم الذي بلغ أعلى مستوى له منذ عدة عقود.

طالع المزيد: اقتصاديون يخفّضون توقعات نمو الصين بسبب إغلاقات كورونا

"يو بي إس" يلحق بـ"جيه بي مورغان" في خفض توقعات نمو اقتصاد الصين

يظهر أحدث استطلاع أجرته "إم إي أي في بالس" (MLIV Pulse) هذه النتيجة، حيث توقع غالبية المشاركين البالغ عددهم 540 مشاركاً أن بكين سترفض إنهاء سياسات الإغلاق الصارمة التي عطلت إمدادات كل شيء بدءاً من أحذية "أديداس" الرياضية وسيارات "رولز رويس" ووصولاً إلى رقائق الكمبيوتر "إنفيديا".

اقرأ أيضاً: بلومبرغ إيكونوميكس: نمو اقتصاد أمريكا سيتجاوز الصين لأول مرة منذ 46 عاما

في ظل تحصن ملايين السكان الصينيين في منازلهم، أصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم في خطر بشكل غير مسبوق. لا غرابة في أن النسبة الأكبر من المشاركين في المسح الأسبوعي يعتقدون أن أداء أسهم الاقتصاد البالغ قيمته نحو 17 تريليون دولار سيظل دون المستوى، مع شعور المشاركين في آسيا والولايات المتحدة بتشاؤم أكبر بشكل ملحوظ من أولئك الموجودين في أوروبا.

طالع المزيد: تراجع تفشي كوفيد-19 في الصين مع تخفيف القيود لتعزيز الاقتصاد

إغلاق المصانع

مع إغلاق المصانع وتراجع عدد العمال في خطوط الإنتاج، تخاطر البلاد بسكب الزيت على معدلات التضخم الرئيسي المرتفعة بالفعل، والتي تعيق إنفاق المستهلكين على مستوى العالم.

قال بن باول، كبير محللي الاستثمار لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في معهد بلاك روك للاستثمار، في حوار مع تلفزيون "بلومبرغ": "نحن في فترة تتسم بأقصى قدر من انعدام اليقين تجاه الصين وسط استمرار عمليات الإغلاق.. إنها تؤثر بشكل غير مباشر على الاقتصاد العالمي، مما قد يُفاقم الوضع العسير بالفعل في جانب العرض".

إغلاقات كورونا تغيِّم على رؤية اقتصاد الصين

لكن ما هي الأخبار الجيدة؟

ربما يزيد المشاركون في مسح "إم إي أي في" من اتصالهم بالبلاد، بينما يزداد التفاؤل بإمكانية إلغاء التعريفات الجمركية التي فُرضت في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، فضلاً عن اقتراب حملة بكين الصارمة ضد شركات التكنولوجيا من نهايتها.

طالع أيضاً: لا تتوقعوا أن تنقذ الحوافز الصينية الاقتصاد العالمي

نمو الاقتصاد الصيني

أظهر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأخير الذي نُشر الأسبوع الماضي أن مسؤولي النقد قلقون من أن الصين تخاطر بزيادة نمو الأسعار في الولايات المتحدة. يتوقع المحللون الذين استطلعت "بلومبرغ" آراءهم نمو الاقتصاد الصيني بنحو 4.5% هذا العام، وهي نسبة تقل عن هدف الحكومة البالغ 5.5% تقريباً، بينما توقعن "بلومبرغ إيكونوميكس" نمواً نسبته 2% فقط.

بشكل عام، يقول واحد من كل ثلاثة مشاركين بالمسح ونحو واحد من كل أربعة من آسيا إن قادة الصين -الذين يضعون أسس مؤتمر الحزب الشيوعي الحاكم نهاية هذا العام- سيضعون حداً واضحاً لسياسة "صفر كوفيد". تتضمن سياسة عدم التسامح المطلق تجاه الوباء فرض إغلاقات واختبارات جماعية وحجر صحي صارم على الحدود، وهذا كله يشير إلى اضطرابات إضافية في سلسلة الإمداد، والتي أثرت على الشركات الأمريكية من "تسلا" وحتى "أبل".

اقرأ المزيد: "غولدمان ساكس" تخفض توقعات نمو اقتصاد الصين إلى 4%

تدابير تحفيزية صارمة

في ظل اتخاذ الحكومة تدابير تحفيزية صارمة، انقسمت آراء المشاركين في مسح "إم إي أي في"، بما فيهم مديري المحافظ ومستثمري التجزئة، بشكل كبير حول ما إذا كانت الدولة ستعزز النمو الاقتصادي العالمي. في الوقت نفسه، توقع أكثر من نصف المشاركين وأكثر من ثلثي مديري المحافظ زيادة مستوى تعاملهم مع البلاد خلال الأشهر الـ12 المقبلة.

في الوقت نفسه، يتوقع 56% من المشاركين أن ينهي مؤشر "شنغهاي شنزن سي إس آي 300" -الذي انخفض بنسبة 19% هذا العام- عام 2022 بتسجيل خسارة. يتوقع غالبية المشاركين أيضاً أن يتخلف هذا المؤشر عن مؤشر "إم إس سي أي" العالمي، الذي يتتبع الأسهم الرئيسية في الأسواق المتقدمة، مع ارتفاع المشاعر التشاؤمية بين أولئك المتواجدين في الولايات المتحدة.

أسهم الصين ترتجف خوفاً من أن تغرقها آلاف صناديق التحوط

يأتي ذلك رغم إمكانية إثبات أن الأخبار السلبية تكمن في التسعير. يُتداول مؤشر "سي إس آي 300" بالفعل عند 12.6 ضعف الأرباح التي يتوقعها المحللون، مع تراجع نسبته 30% على تقييم مؤشر "ستاندرد آند بورز 500". يمكن القول إن المستثمرين الأجانب يعانون من نقص في الاستثمار الهيكلي، حيث تبلغ حيازاتهم من الأسهم الصينية 5% فقط ومن السندات 4%.

أعلن بنك الشعب الصيني يوم الجمعة أنه سيسمح للمؤسسات الاستثمارية الأجنبية بتداول السندات في سوق الصرف، وهي أحدث خطوة يتخذها البنك لجذب المزيد من تدفقات رأس المال.

رئيس مجلس الدولة: اقتصاد الصين أسوأ الآن من 2020 في بعض الجوانب

انقسام الأراء

في الوقت نفسه، انقسمت آراء المشاركين في مسح "إم إل أي في" بالتساوي حول ما إذا كان من المرجح أن يرتفع اليوان مرة أخرى إلى 6.5 مقابل الدولار أو يتراجع إلى حوالي 7 دولار، مقابل حوالي 6.7 عند إغلاق يوم الجمعة. مع ارتفاع مستوى التقلبات الضمنية في خيارات اليوان هذا الشهر إلى أعلى مستوياتها منذ مارس 2020، فإن هذا كله يشير إلى أن احتمالية المعاناة من تقلبات مرتفعة في العملة أمر واقعي جداً.

على الصعيد الإيجابي، يتفق المشاركون في المسح إلى حد كبير في الاعتقاد بأن الحكومة ستتراخى في حملتها على قطاع التكنولوجيا، الذي يُعد جوهرة تاج الاقتصاد الصيني الجديد. يقول حوالي 72% من المشاركين أن الحكومة ستخفف الخناق التنظيمي على القطاع تماشياً مع الإشارات التي أيدها نائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي بأن الأولوية تعود لدعم الاقتصاد الرقمي.

اقرأ المزيد: الأسر الصينية تكنز 16 تريليون دولار دالّة على تشاؤمها

الحواجز المفروضة

تشكل الحواجز المفروضة كجزء من النزاع التجاري الناشب بين الولايات المتحدة والصين مجالاً إضافياً للتفاؤل، حيث يتوقع 72% من المشاركين أن تلغي الحكومة الأمريكية جزئياً إجراءات التعريفات الجمركية المقدمة في عهد ترمب.

مع ذلك، فإن كل هذا لا يقدم سوى قليل من المواساة على المدى القصير، عندما تتسبب اضطرابات الوباء في انخفاض طلب المستهلكين ودورة التصنيع بشكل غير مسبوق.

طالع أيضاً: وسط تكاليف الغذاء القياسية.. كيف تطعم الصين شعبها؟

قال ديفيد لوفينغر، المتخصص السابق في شؤون الصين في وزارة الخزانة الأمريكية والعضو المنتدب الحالي في "تي سي دبليو غروب" (TCW Group) في لوس أنجلوس: "نهاية اللعبة يجب أن تبدأ من التخلص من سياسة صفر كوفيد.. كل الحوافز لا تلقى زخماً نظراً لاستمرارية ضعف الطلب على الائتمان وتراجع معنويات المستهلكين والشركات".

تصنيفات

قصص قد تهمك