بلومبرغ
يشكّل الصراع بين روسيا وألمانيا، خطراً يتمثّل في إفراغ أحد أكبر مستودعات الغاز الطبيعي وسط أوروبا، بحلول الشتاء المقبل، في حين تحتاج القارة بشكل عاجل إلى ضمان الإمدادات بسبب الحرب في أوكرانيا.
من غير المرجح أن يتم ملء مستودع "هايداك" تحت الأرض، والموجود في النمسا ولكنه متصل فقط بالشبكة الألمانية، بعد أن أوقفت موسكو الإمدادات عن وحدة "غازبروم" التي استولت عليها حكومة برلين، وفقاً لمسؤولي الطاقة في فيينا، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم أثناء مناقشة الأمر. ويمثّل المستودع نحو ربع سعة التخزين النمساوية.
يحتاج الأوروبيون إلى توفير مخزونات من الوقود للتدفئة وتشغيل صناعاتهم في الشتاء المقبل. لكن العقوبات الروسية على شركة "غازبروم جرمانيا" (Gazprom Germania GmbH)– التي جاءت رداً على استيلاء برلين على الوحدة في وقت سابق من 2022، - تحرم "هايداك" من الإمدادات الحيوية اللازمة لأمن الطاقة إذا عطلت الحرب في أوكرانيا نقل الغاز إلى القارة.
مما زاد الطين بلة، أن الجهود النمساوية لتجاوز العقبة الألمانية وتخزين الغاز في الموقع تعاني من قيود بسبب خط الأنابيب.
ستحتاج الدولة الواقعة على جبال الألب إلى إيجاد طريقة لربط المستودع بالشبكة النمساوية، وقالت الشركة المشغلة للشبكة في البلاد إنها تظل تدرس كيفية تلبية طلب الحكومة.
قالت الشركة المشغلة "غاز كونيكت" (Gas Connect) عبر البريد الإلكتروني رداً على أسئلة "بلومبرغ": "من منظور تقني، يجب بناء اتصال بين منشأة التخزين وخط أنابيب بنتا ويست". يُعد "بنتا ويست" النمساوي أقرب خط أنابيب يمكن تمديده لربط "هايداك" مع بقية شبكة النمسا التي يبلغ طولها 900 كيلومتر (559 ميلا). قال أحد المسؤولين إن الحصول على التصاريح التنظيمية والبيئية اللازمة لذلك قد يستغرق سنوات.
حتى لو تم منح جميع الموافقات، فإن سعة خط أنابيب "بنتا ويست" محجوزة بالكامل بالفعل من قبل التجار الذين يغذون أسواق أوروبا الغربية.
قال مسؤول ثان إن مناقصة غاز أخرى يجري إعدادها في فيينا، والتي يمكن ترسيتها للمساعدة في ملء "هايداك" بإمدادات غير روسية، تواجه هي الأخرى تحديات لعدم وجود طريقة للتحقق من مصدر الوقود بمجرد ضخه في خطوط الأنابيب.
تم بناء "هايداك" بواسطة شركة غازبروم و"وينغاز" (Wingas GmbH) الألمانية وافتتح في عام 2007، وتديره "أر ايه جي" (RAG AG) النمساوية.
لدى المستودع القدرة على تخزين حوالي 33 تيراواط من الغاز، وهو ما يكفي لتغطية ما يقرب من أربعة أشهر من الاستهلاك النمساوي.
تحصل النمسا على حوالي 80% من احتياجاتها من الغاز من روسيا وحذّرت من أن وقفه من أكبر مورد لها من شأنه أن يغرق البلاد في ركود.
قال ليونور جوسلر، كبير مسؤولي الطاقة في النمسا، في وقت سابق من مايو، إن البلاد مستعدة لإنفاق ما يصل إلى 5 مليارات يورو (5.4 مليار دولار) لملء مستودعات التخزين، من خلال المناقصات التي قد تشمل الموردين الروس.
يوم الثلاثاء الماضي، دفعت النمسا علاوة 45% فوق الأسعار الأوروبية القياسية في أول مناقصة لها لإنشاء احتياطي غاز إستراتيجي قبل بدء موسم التدفئة.