بلومبرغ
تُعدّ أسهم منصات التواصل الاجتماعي في طريقها لخسارة أكثر من 100 مليار دولار من قيمتها السوقية بعد تحذيرات شركة "سناب" (Snap) بشأن الأرباح، مما يزيد من مشكلات القطاع الذي يترنح بالفعل وسط نمو المستخدمين المتباطئ والمخاوف من رفع أسعار الفائدة.
من المتوقع أن تُسجّل أسهم شركة "سناب" التي تعتمد على الإعلانات الرقمية انخفاضاً قياسياً في يوم واحد، حيث انخفضت 30% في تداولات ما قبل السوق. وإذا استمرت على هذا النحو، فستخسر الشركة حوالي 10 مليارات دولار من قيمتها السوقية. ومع إضافة قيم تراجعات أقرانها في تعاملات ما قبل السوق، بما في ذلك شركة "ميتا بلاتفورمز" (Meta Platforms) المالكة لـ"فيسبوك" وشركة "ألفابت" (Alphabet) المالكة لـ"غوغل"، وشركة "تويتر"، و"بنتريست" (Pinterest)، فقد تسجل تلك المجموعة خسارة تفوق الـ100مليار دولار من قيمتها السوقية.
في هذا السياق، كتب توم تشامبيون المحلل في "بايبر ساندلر" (Piper Sandler) في ملاحظة: "في هذه المرحلة، فإن إحساسنا هو أن الموضوع يعتمد بشكل أكبر على الاقتصاد الكلي والصناعة نفسها أكثر من كونه حالة خاصة بشركة (سناب)".
كما توافق آخرون في وول ستريت مع رأي براد إريكسون المحلل في "آر بي سي كابيتال ماركتس" (RBC Capital Markets) الذي قال إن الآثار المترتبة على مساحة الإعلانات الرقمية سلبية على نطاق واسع، ومن المحتمل أن تكون "ميتا" و"ألفابت" معزولتين عما يحدث بشكل أفضل من أقرانهما في المجموعة.
يُشار إلى أن الشركة المالكة لتطبيق "سناب شات" (Snapchat)، الذي يرسل رسائل قابلة للاختفاء ويضيف تأثيرات خاصة إلى مقاطع الفيديو، أبلغت عن نمو ربع سنوي للمستخدمين في أبريل أعلى من التقديرات. ولكن مع إعلان الشركة بعد شهر واحد فقط أنها لن تلبي التوقعات السابقة للإيرادات والأرباح، لاحظ المحللون تدهوراً سريعاً في البيئة الاقتصادية.
"سناب شات" تحذر من أزمة في الإعلانات الرقمية بسبب سلاسل التوريد
تتنافس "سناب" ومنصات مثل "فيسبوك" و"غوغل" على الإيرادات المتولدة من الإعلانات في مثل هذا الوقت الصعب؛ حيث يؤدي التضخم المتصاعد إلى الضغط على الشركات والإنفاق الاستهلاكي، بينما أدت التغييرات الأخيرة في الخصوصية، مثل قيود التتبع التي تفرضها شركة "أبل"، إلى إبطاء الأعمال التجارية التي كانت مزدهرة خلال معظم فترات الجائحة.
علاوةً على ذلك، يُعد نمو المستخدمين نقطة تركيز كبيرة أخرى لشركات وسائل التواصل الاجتماعي حيث تتنافس لجذب عملاء جدد لاستهداف الإعلانات في سوق مشبعة بالفعل. ففي فبراير، سجلت شركة "ميتا" المالكة لـ "فيسبوك" أكبر هبوط للقيمة السوقية في يوم واحد لأية شركة أمريكية على الإطلاق بعد أن قالت إن إضافات المستخدمين تباطأت.
كما أن المخاوف الأوسع بشأن قطاع التكنولوجيا تضرب أيضاً أسهم وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يؤثر المسار الذي يتبناه الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة خاصة على أسهم التكنولوجيا التي تُقيّم بناءً على توقعات النمو المستقبلية.
علاوةً على ذلك، تراجعت العقود الآجلة لمؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.7% في تداولات ما قبل السوق يوم الثلاثاء، ومن المقرر أن تعكس معظم مكاسب المؤشر التي حققها يوم الإثنين. لتصل خسائر المؤشر المثقل بشركات التكنولوجيا إلى 26% هذا العام، مما أدى إلى خسارة عدة مئات من المليارات من القيمة السوقية لشركات بدءاَ من "أبل" ووصولاً إلى أقرانها من شركات النمو الأخرى مثل "نتفلكس" (Netflix).